رجاءاً 'بدون' ازعاج- بقلم أحمد يوسف

زاوية الكتاب

كتب 1610 مشاهدات 0

من الأرشيف

رجاءاً 'بدون' ازعاج.

 أحمد يوسف

مازال الازعاج متكرراً من تلك الفئة 'الحاقدة' و'النازية'.

ولقرابة ال70 عاماً وهم يشكلون مصدر ازعاج وقلق لدولتنا الحبيبة ولشعبها.

لقد طغوا وبغوا على كل حشاش الأرض فلم يتركوا شاردة أو واردة إلا وتسللوا لها وانتهكوها.

وهاهم اليوم الجيل الجديد من أبنائهم يمتهن الشوارع 'تكسيراً' مسلحين بقنابل 'مولوتوف' و أعيرة نارية وذخيرة مستخدمين أساليب 'البعث' في الكر والفر وضرب الأمن العام وانتهاك حرمة 'المباني' وقنوات 'الإذاعة والتلفاز'.

للتو انتهى تقرير القناة الأولى.

وبعد مشاهدتي لذلك التقرير قررت وبشكل عشوائي الذهاب لتلك المنطقة المكتظة بالسكان والمليئة بأشباه المنازل.

أخذت تلك الجولة لأجد أحلام الطفولة ملقاة على الأرض تسترزق تحت لهيب الشمس. ولأدخل أحد المنازل وأجد أوسمة البطولة ومشاركات المجد والحرية الصرفة.

ثم أطرقت النظر لأبعد من ذلك. لأرى هناك ثلة من الشباب نائمين لا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا. عاطلين لا يجدون سوى الفراش عملاً قاهراً في عمر العنفوان.

وجدت تلك الفتاة تتلهف لطرق الباب لعله من جاء يسألها الستر وينقلها لعش المودة والرحمة كما هن رفيقاتها.

أب كهل بلغ من الكبر عتيا تسأله عن حلمه فيرد : أن يرتاح أبنائي.

وأم عجوز لا تكاد ترى سوى أطفالها. تمشي على استحياء وتعفف ولولا فلذات أكبادها لما طرقت أبواب أهل الخير سائلة العون بعد الله.

سألت أحدهم أين أخوك. فسكت وقال لم أره منذ سنين. لقد غادر يطلب العيش عند عدونا العادل.

ثم انتظرت لأجد مجموعة قررت الخروج على غير العادة. سألتهم عن الوجهة فرد أحدهم : أريد وطني !

شاهدتهم يهتفون بصوت خافت خائف وكأنهم مجرمون في حبهم لأرضهم ولطلبهم الحق الذي 'لا يجب أن يطلبوه' بل من المفترض أن يتم منحه لهم كما هم أقرانهم وجيرانهم.

رجعت للبيت وفتحت التلفاز مرة أخرى لأرى هذه المرة ذلك الشاب وقد تنادى باسم عائلته ومنطقته قائلاً ومعيباً لهم بغير عيب اقترقوه :

'أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون'.

نعم أقولها أخرجوهم كما أخرج الله نبيه بالحق أو أمنوهم  كما أمّن الله ابراهيم وأهله. فسوف تكتب شهادتكم وتسألون.

 

الآن - رأي: أحمد يوسف

تعليقات

اكتب تعليقك