'درب الهجع '
زاوية الكتابكتب أكتوبر 3, 2012, 8:56 م 3541 مشاهدات 0
عرف محشش عن نفسه قائلا : يهودي أصلي الفروض الخمسة يوميا ،مواليد عام 1990 وعمري 50 سنة، مولود في بريطانيا بمدينة واشنطن، وادرس في جامعة قطر بالقرب من برج إيفل تخصص هندسة، وعند التخرج انوي العمل دكتور عيون في البلدية!!
هذا التناقض المطلق في البطاقة التعريفية للمحشش، يذكرني بتناقض حكومتنا التي يبدو وكأنها مثل صاحبنا المحشش، تمارس هوايتها بكرة السلة في مركز الهجوم بجانب ميسي ورونالدو، وبهدف كبح جماح أسعار الأضاحي المتوقعة مع اقتراب عيد الكريسماس، أنهت الحكومة العمل بالدائري الأول، وزيادة في الوازع الديني، باعت تذاكر مجانية لأداء مناسك العمرة في بانكوك!!
بالله عليكم هل فهمتم شيئا ؟! أنها لغة 'حلمنتيشيه' لكنها للأسف اللغة التي تخاطبنا بها الحكومة بتعاطيها مع قضية البدون.
وبالعودة للغة الحلمنتيشيه، فان الحكومة وطمعا بالاستفادة من أصحاب الشهادات العليا من البدون، أغلقت باب التوظيف في وجوههم في القطاعين العام والخاص!!
لا شك بان تلك القضية الإنسانية قد شوهت وجه الكويت وصدرها، خصوصا وان الغالبية منهم كويتيون اقحاح أصحاح تكاسل آبائهم في الماضي و'راحت عليهم نومه' ففاتهم عرض الجنسية فهم 'بدون بالتأسيس' ان جاز التعبير وليسوا 'بدون بالتجنيس' الملتصقين بالبدون الأصليين، الذين أكلتهم الحكومة لحما ورمتهم عظما، خلف الأسوار نهارا جهارا والشهود على فعلتها كثير، ولم تكتفي بذلك بل طبخت عظام بعضهم بالماء واحتست مرقهم.
احمد الشمري واحدا ممن احتست الحكومة مرق عظامه واوغلت في الاحتساء، كما ظهر من خلال استضافته مؤخرا في قناة اليوم، حيث كان قائد الحرس لموكب الأمير الراحل جابر الأحمد، عندما تعرض لمحاولة اغتيال عام 1985 وتعرض خلالها الشمري لإصابات بليغة، فيما استشهد اثنين من زملاءه في الموكب والبدونيه فكرمته الحكومة عقب التحرير بالإقالة بعد عودته من الأسر، فرد الجميل.. تنساه الحكومة مستحيل، ولو طال الزمن!!
وأمام 'جزاء سنمار' الحكومة، لجأ الشمري للعمل على باص نعم bus 'يكد' به آناء الليل وأطراف النهار. فهل يعقل هذا التحول؟! من قائد موكب الأمير إلى قائد أوتوبيس!!! والله ان عملية التحول الجنسي من ذكر إلى أنثى أو العكس، لهي أسهل من ذلك التحول فكم هي قصة رائعة لمسلسل رمضاني فهل انتم منتبهون أيها المخرجون؟!
الغريب في الموضوع ولا غريب إلا الشيطان، ان زميل الشمري في الموكب ويدعى أبو مشعل وهو بدون مثله، استدركه الحظ بالدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع فحظي براتب تقاعدي قبل بضع سنوات فقط، وإلا لكان ربما بائع بطيخ في سوق الشمس!!
والسؤال الذي يطرح نفسه أرضا: لماذا لم يجنس الشمري من باب 'أعمال جليلة' رغم ان ما قام به راعي الأوتوبيس يدخل من هذا الباب ومن أبواب متفرقة ايضا، كـ 'أعمال فضيلة وجميلة وشريفة وفاطمة وكل هلي وكل القرابة.. خصوصا وان العديد من الفنانين تجنسوا من باب الأعمال الجليلة وما هي بجليلة، وبالتالي فان مشكلتك يا الشمري قد أصبحت على ما أظن سهلة.ولان الجنسية تحب الخفية، فابحث لك يا قائد موكب الأمير سابقا وقائد الباص حاليا عمن يعلمك 'درب الهجع..يا ابن أم ولع..تراطاطم ..تراطاطم..تراطاطم' وستأتيك الجنسية على طبق من طرب، ولحظتها كما قال القذافي 'ارقصوا واسهروا وامرحوا' أنت وعيالك بالجنسية، فكلنا بدون يا صديقي، ان لم يكن بالدنيا فبالآخرة!!
الحكومة قادرة على حل قضية البدون، وهي تمج سيجارتها على الريق واضعة رجلا على الأخرى، بشرط توفر النية الصادقة، إلا ان طمعها يمنعها، فهي لا ترغب بالبدون وهم من ' أهل الحمايل والقبايل ' ان يشاركوها 'الكيكه' رغم ان طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة كما قال الرسaول عليه السلام، وعليه سيبقى البدون 'بدونا' إلى الأبد بانتظار العدالة لا 'دون' كما يراهم البعض يلعبون دور الكومبارس والدوبلير في المشهد السياسي الكويتي إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها!!
كامل الفضلي
تعليقات