وريث «سامسونج» يستعد لمعركة قضائية جديدة كاملة بقلم سايمون موندي

الاقتصاد الآن

611 مشاهدات 0


 كان لدى لي بيونغ تشول آمال عريضة عندما أنشأ شركته لتجارة الخضار، ''سامسونج سانجوي''، في إحدى البلدات السوقية الكورية. ومع ذلك، لم يكن ليتصور أن بعد مرور 74 عاماً على إنشائها، سيكون حفيده جالساً في ولاية كاليفورنيا للتفاوض على قدم المساواة مع رئيس أكبر الشركات العالمية من حيث القيمة.

ربما خسرت شركة سامسونج معركتها الأمريكية الملحمية القانونية مع شركة أبل، ولكن تبرز هذه الحالة الضارية كيف أنشأت الشركة خلال الفترة الزمنية التي شهدت ارتفاعاً في كوريا الجنوبية من الفقر المدقع إلى الازدهار. فالرجل الذي من المقرر أن يجسد هذا التحول غير العادي هو لي جاي يونغ، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة سامسونج للإلكترونيات ورئيس مجلس الإدارة المقبل المحتمل للمجموعة والذي يبدو على وشك البدء بأسلوب القيادة التقشفية من الناحية التقليدية لتكتلات تشايبول التجارية التي تديرها العائلة في كوريا.

يمتد برج تشايبول في المشهد الاقتصادي في كوريا الجنوبية يمتد تقريباً في كل مجال من مجالات الأعمال التجارية - حتى الآن ''سامسونج'' هي أكبرها، حيث تستحوذ شركاتها على نحو خمس صادرات البلاد. وبعد مرور قرن على سقوط سلالة تشوسون، يصف العديد من الكوريين أسرة لي بأنها عادة ما تكون مخصصة لأفراد الأسرة الحاكمة – أما لي، ولي العهد البالغ من العمر 44 عاما والوريث الوحيد، هو موضوع للفضول الشرس.

وقد فعل الكثير ليستحق هذا الاهتمام، مما حافظ على الملاحظات العامة عند أدنى حد. ولكن بعيدا عن مرأى ومسمع العامة، أصبح جاي لي – كما يفضل أن يصبح مشهوراً خارج كوريا- نقطة الاتصال الأولى في ''سامسونج'' للعديد من العملاء والمنافسين الرئيسيين، وكبار المسؤولين من الصين إلى الولايات المتحدة. فهو يجيد اللغة الإنجليزية واليابانية، وبشكل أنيق يرتدي النظارات دون إطارات والبدل المصممة، حيث إنه يمثل الوجه العالمي الحديث لمجموعة ينظر إليها على أنها سرية.

كان الابن الوحيد للي كون هي، الرئيس، وتم إعداده لخلافة والده منذ سن مبكرة. عندما كان طفلا، نشأ معتاداً على زيارة مديري ''سامسونج'' التنفيذيين لوالده، الذي فضل العمل من المنزل لفترة طويلة. ''وكان الجو العائلي صارمة جدا بالنسبة له،''على حد قول ياناجيماشي ايساو، الذي كان يعطيه الدروس اليابانية الأسبوعية في الثمانينيات. وأضاف: ''لم يكن يريد انتشار الشائعات عنه، لذلك احتفظ بدائرة مقربة من الأصدقاء.. كان يعرف أنه في يوم من الأيام سيكون من واجبه إدارة شركة سامسونج، لذلك كان عليه الدراسة الجادة. ''

يتمتع لي بقيادة السيارات السريعة كأحد الشباب وانغمس في حب الرياضة: أكسبته مهارات الفروسية مكاناً في فريق الفروسية الكوري الجنوبي. ولكن لم ينس الاستعداد للخلافة. فبعد الانتهاء من على الحصول درجة التاريخ في سيول، أمضى سنتين يدرس الأعمال التجارية في جامعة كيو في طوكيو، وأصبح طليقاً في اللغة اليابانية ولديه نظرة عميقة في ثقافة الأعمال التجارية في اليابان.

بعد عودته إلى سيئول، قضى لي أكثر من عقد من الزمن في مناصب بعيدة عن الأضواء، قبل عام 2007 تم تعيينه لإدارة العلاقات مع العملاء الرئيسيين. وكان هذا علامة على دبلوماسية الأعمال الناجحة الخاصة به - فعلى الرغم من الجدل القانوني بين الشركات - كان المسؤول التنفيذي الآسيوي الذي تمت دعوته فقط إلى حفل تأبين في العام الماضي لستيف جوبز، مؤسس شركة أبل. ولكن كان لديه عمل يجب القيام به لكسب الرأي العام في كوريا الجنوبية. هذه هي فترة حرجة لمجموعات تشايبول التجارية، حيث إن النمو في كوريا الجنوبية يتعثر، وهناك انتقادات متزايدة لسيطرتهم الاقتصادية والاختناق المتصور للشركات الصغيرة. فمع الانتخابات الرئاسية في شهر كانون الأول (ديسمبر) وتصارع الساسة لكي ينظر إليهم كأنصار ''التحول الديمقراطي الاقتصادية''، ويجهزون الهجمات على الهياكل المساهمة التي تبقي السيطرة على شركات مثل ''سامسونج'' مع أسرهم المؤسسين. وقد عانى لي بالفعل مهانة جلسة المحكمة العليا في 1996 بخصوص صفقة السندات القابلة للتحويل والتي زادت حصته بشكل كبير في المجموعة، على الرغم من أن المحكمة حكمت بأنه لم يكن مخالفاً.

يجازف لي بأن يصبح معياراً في السخط الشعبي مع امتياز وراثي، كما يقول تشونغ سون اب، محرر موقع إخباري شعبي على شبكة الإنترنت خاص بتشايبول الكورية: ''يجب على لي أن يثبت قدرته الإدارية لأن عددا متزايدا من الكوريين أثاروا سؤالاً.. لماذا؟ يجب عليه الاستحواذ على شركة سامسونج.. فالناس لم تعد تأخذ الأمر كإحدى المسلمات بأنه يجب على الابن أن يخلف والده''.

يذكر منتقديه أنه يفتقر إلى الخبرة لإدارة مجموعة واسعة ومتنوعة مثل ''سامسونج''، مع الأنشطة التي تراوح بين التأمين على الحياة وبناء السفن وتكنولوجيا الأسلحة. وقد وضعته ترقيته إلى مدير العمليات في عام 2009 بالقرب من القمة. ومع ذلك، قال إنه لم تسند إلي المسؤولية الشاملة حتى الآن لواحدة من وحدات المجموعة الرئيسة. يقول كيم سانج جو، وهو أستاذ الاقتصاد في جامعة هان سونج: ''إنه لم يكن لديه فرص كثيرة لإثبات قدرته الإدارية لأن والده لا تزال لديه السيطرة الكاملة''.

هذه الانتقادات غير عادلة، ذكر ذلك شخص يعمل بشكل وثيق مع لي، وأضاف أن تواضعه واحتراما لوالده جعلاه يقلل من شأن مساهمته في النجاحات الأخيرة لشركة سامسونج التي شهد سعر سهمها يرتفع أكثر من الضعف منذ منتصف عام 2009. ويضيف الشخص معلقاً: ''بصماته في جميع أنحاء جالاكسي،'' ويستطرد الشخص، مشيراً إلى مجموعة الجهاز التي سمحت لـ ''سامسونج'' أن تتجاوز أبل في وقت مبكر من هذا العام كأكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم من حيث مبيعات الوحدة. ويضيف: ''قاد لي أيضا حملة إلى شاشات LED عضوية ذات مظهر حاد''. كما يرى المحللون تلك الشاشات كميزة قاتلة في جالاكسي إس III الشعبي. وكان وراء قرار الشركة لمضاعفة الاستثمار خلال العامين الماضيين في معالجات التطبيق والهاتف الذكي وشرائح ''الدماغ'' والتي هي الآن المنتجة الرائدة في العالم. ومن المعروف أنه مشارك لسحر جوبز في المنتج والتصميم.

كان لديه عمل شاق ليتبعه، فتحول جده تاجر الخضراوات إلى مصدر للسفن وأجهزة التلفزيون؛ جعلها والده الشركة الرائدة عالميا في منتجات التكنولوجيا الراقية من شرائح الذاكرة إلى الهواتف الذكية. وقد أعطى الرئيس الثالث المفترض لشركة سامسونج إشارة طفيفة لكيفية تركة لبصمته - ولكن هذا هو التحدي الذي قضى عقوداً يعده.

 

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك