سالفة وقصيدة، البارحة يوم الخلايق

منوعات

31147 مشاهدات 1


يتواصل الحديث عن هوية القصيدة الشعبية الشهيرة 'البارحة يوم الخلايق نياما'، والتي نسبت خطأً للشاعر الشهير نمر بن عدوان حيث أكد الراوي محمد الشرهان بأن نمر بن عدوان هو أمير البلقاء من أعمال الشام وهو شيخ من شيوخ بني صخر في بدايات القرن الثالث عشر توفي عام 1300هـ.
 
ويضيف الشرهان: ان مكمن الخطأ واللبس ان الشاعر كان قد رثى زوجته 'وضحى السبيلة' حينما قتلها خطأ في القصة التي يذكر انها عندما جاءت بجانبه وهو يهم بالنوم فسألها عن الخيل وهل ربطته وقيدته أم لا؟ فخشيت ان يغضب عليها او ان يقوم من فراشه للذهاب الى مربط الفرس فقالت: نعم وحينما نام نهضت وذهبت الى الاسطبل ثم قربت من الخيل وظهرت اصواتها ففزع نمر واستيقظ وشاهد من خلال نافذة صغيرة لغرفته ذلك الزول القريب من الخيول فظن أنه سارق فقام باطلاق النار عليه ولم يدر انها 'زوجته'! فلما علم بذلك حزن عليها حزناً شديداً ورثاها في العديد من القصائد التي جمعت في دواوين عدة منها قصيدة مطلعها 'حي الجواب وحي من به يعزين' و'ياونتي ونت كثير الحسوفي' وغيرها من القصائد، ولكن ليس من بينها هذه القصيدة التي ظن انها له بسبب ذلك الموقف وتلك المناسبة الرثائية، ومما يؤكد ذلك ان الكثير ممن الف وكتب عن الشاعر ابن عدوان لم يذكر هذه القصيدة 'البارحة يوم الخلايق' من بينها ومنهم المؤلف ركسي العزيزي الاردني الجنسية، فقط طبع ديواناً للشاعر نمر بن عدوان وقصائده وهو مدرك لها ولم يذكر من ضمنها هذه القصيدة.
 
ويشير الاستاذ الشرهان الى ان القصيدة هي في الحقيقة للشاعر محمد بن مسلم وهو احد شعراء الاحساء واصله من اهالي الحريق الا انه مولود بالاحساء، وتعود مناسبة القصيدة في انها رثاء في زوجته التي كان يحبها حباً شديداً والتي توفيت في شهر رمضان المبارك في اليوم العاشر منه كما يذكر ذلك في القصيدة في قوله:
 
البارحة يوم الخلايق نياما..
بيحت من كثر البكا كل مكنون

الى ان قال الشاعر:

على عشير مات شهر الصياما..
عشر القيام وليلة العيد مدفون

ويذكر الراوي الشرهان أن من دواعي الاشتباه قد يكون ان كلا الشاعرين يرثي زوجته ولهما قصائد بها ذلك المطلع 'البارحة' فالشاعر ابن مسلم ذكر 'البارحة يوم الخلايق نياما'، والشاعر نمر بن عدوان ذكر في قصيدة له: 'البارحة في هجعة النوم غرقان'.

ويؤكد الراوي الشرهان صحة نسبة القصيدة الى الشاعر ابن مسلّم بأن اول كتاب طبع عن الشعر النبطي بالجزيرة العربية يسمى: 'خيار ما يلتقط من شعر النبط' لمؤلفه وجامعه عبدالله بن خالد الخاتم كان في جزئين عام 1372هـ من خلال المطبعة العمومية بدمشق فقد جمع وحوى فيه العديد من القصائد النبطية لكثير من الشعراء ومنهم الشاعر نمر بن عدوان له قرابة خمس قصائد والشاعر المسلم له اثنتا عشرة قصيدة، وقد ذكر القصيدة منسوبة للشاعر ابن مسلم وليس لنمر في نفس المؤلف.
 
وقال بن مسلم في قصيدته الشهيرة والتي غناها الكثيرون وأبرزهم راشد الماجد:

البارحـه يــوم الخـلايـق نيـامـا..
بيحت مـن كثـر البكـا كـل مكنـون
قمت اتوجد وانثـر المـاء علـى مـا..
من موق عين دمعهـا كـان مخـزون
لـي ونـة مـن سمعهـا ماينـامـا..
ونة صويب بيـن الأضـلاع مطعـون
وإلا كمـا ونـت كسـيـر السـلامـا..
خلـوه ربعـه للمعـاديـن مـديـون
فـي ساعـة قـل الرجـا والمحامـا..
في ما يطالـع يومهـم عنـه يقفـون
وإلا كمـا ونـة راعبـيـة حمـامـا..
غـاب ذكرهـا والقوانيـص يـرمـون
تسمـع لهـا بيـن الجرايـد حطامـا..
من نوحها تدعـي المواليـف يبكـون
وإلا خـلـوج سايـبـة للهيـامــا..
على حوار ضايع في ضحـى الكـون
وإلا حــوار نشقـولـه شـمـامـا..
وهـي تطالـع يـوم جـروه بعيـون
يـردون مثلـه والظوامـي سيـامـا..
ترزمـوا معهـا وقـامـو يحـنـون
وإلا رضـيـع جـرعـوه الفطـامـا..
توفـت امـه قبـل اربعينـه يتمـون
عليـك يـا شـارب لكـاس الحمامـا..
صـرف بتقديـر مـن الله مــأذون
جاه القضاء من بعد شهـر الصيامـا..
وقاموا عليـه مـن الترايـب يهلـون
راحوا بهـا حـروة صـلاة الامامـا..
عند الدفـن قامـوا لهـا الله يدعـون
بـرضـاه والجـنـة وحسن الخـتـاما..
ودموع عينـي فـوق خـدي يهلـون
حطـوه فـي قبـر غطـاه الهـدامـا..
في مهمة من عرب الامـات مسكـون
يـا حفـرة يسقـي ثـراك الغمـامـا..
مزن مـن الرحمـة عليهـا يصبـون
جعـل البختـري والنفـل والخزامـا..
ينبت على قبـر بـه العـذب مدفـون
مرحـوم يالـي مـا مشـي بالملامـا..
جيران بيتـه راح مـا منـه يشكـون
يا وسع عذري وأن هجـرت المنامـا..
ورافقت من عقب العقل كـل مجنـون
أخـذت أنـا ويـاه سبعـة اعـوامـا..
مع مثلهـن فـي كيـف مالهـا لـون
والله كنه يـا عـرب صـرف عامـا..
يا عونة الله صـرف الأيـام وشلـون
وأكبر اهمومـي مـن بـزور يتامـا..
وإن شفتهم قـدام وجهـي يصيحـون
وأن قلـت لا تبكـون قالـوا عـلامـا..
نبكـي ويبكـي مثلنـا كـل محـزون
لاقلـت وش تبكـون ؟ قالـو يتـامـا..
قلـت اليتيـم ايـاي وانتـم تسجـون
قمـت اتشكـا عنـد ربـع العـدامـا..
وجوني علـى فرقـا خليلـي يعـزون
قالـوا تجـوز وانـس لامـه بلامـا..
ترى العذارى عـن بعضهـم يسلـون
قلـت إنهـا لـي وفقـت بالـولامـا..
ولو جمعتـم نصفهـن مـا يسـدون
مـا ظنتـي تلقـون مثلـه حـرامـا..
ايضا ولا فيهن علـى السـر مامـون
وأخـاف أنـا مـن عاديـات الذمامـا..
اللي على ضيـم الدهـر مـا يتاقـون
أوخبلـة مــا عقلـهـا بالتمـامـا..
تضحك وهي تلذغ على الكبد بالهـون
تـوذي عيالـي بالنـهـر والكـلامـا..
وانا تجرعنـي مـن المـر بصحـون
والله لــولا هالصـغـار اليـتـامـا..
خايف عليهم مـن السكه يضيعـون
لقـول كـل البيـض عقبـه حرامـا..
واصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عليـه منـي كـل يــوم سـلامـا..
عدد حجيج البيـت واللـي يطوفـون
وصلوا علـى سيـد جميـع الانامـا..
على النبي ياللـي حضرتـوا تصلـون

 


 

الآن - تراث

تعليقات

  1. سالفتك خاطئه من بدايته نمر العدوان شيخ البلقاء وليس له اي صله ب بني صخر لاهو منهم ولا هم منه

اكتب تعليقك