إنقاذ منطقة اليورو غير وارد دون مساعدة .. بقلم ولفجانج مونشو

الاقتصاد الآن

457 مشاهدات 0


كانت هذه هي المرة الأولى التي لا ترمي فيها تسوية لأزمات منطقة اليورو، التوقعات بالموافقة على برنامج شراء السندات غير المقيد، وعن طريق التخلي عن منزلة كبار الدائنين، أظهر البنك المركزي الأوروبي أنه المؤسسة الوظيفية الوحيدة المتبقية في الاتحاد الأوروبي، وأن إنقاذ منطقة اليورو غير وارد دون مساعدة البنك المركزي الأوروبي. وأصبح هذا الإنجاز ممكنا لأن أغلبية مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي صوتت ضد ممثل البنك المركزي الألماني، وبالتصويت ضده، عزل جينس وايدمان نفسه بين أقرانه. فلم يعد لدينا صراع بين الجنوب والشمال بعد الآن، ولكن لدينا صراع بين ألمانيا والبقية. لا يجب أن يكون هناك سبب للغبطة، ناهيك عن الفرح، لأن عزل ألمانيا هو آخر ما ينقص منطقة اليورو. في اليوم الذي تلا قرار البنك المركزي الأوروبي، أشادت وسائل الإعلام بصراع السيد ويدمان ضد الكفار في البنك المركزي الأوروبي. والرأي التوافقي بين المعلقين الألمانيين هو أن البنك المركزي الأوربي قد فقد استقلاليته وأن دافعي الضرائب الألمان هم من سيسددون الفاتورة: وأن التضخم الجامح هو قاب قوسين أو أدنى. وقد ذهل أحد المعلقين من حقيقة أن السيد ماريو دراجي كان على استعداد لإنقاذ منطقة اليورو بأي ثمن. كان استطلاع الرأي الذي أجري الأسبوع الماضي، ينم عن أن 53 في المائة من الألمان جميعا يأملون في أن تقوم المحكمة الدستورية بوقف آلية الاستقرار الأوروبية- ومنع خطر الفوضى المطلقة. وحتى شعر زعيم البرلمان المؤيد للحزب الأخضر الأوروبي، بالقلق حول التغيرات المالية الكبيرة التي تنتظرنا. ربما يكون السيد ويدمان قد عزل نفسه في مجلس الإدارة، ولكن ليس في دولته. عندما يقول إن حدود شراء السندات تقوم بناء على إجراء غير قانوني في سك الديون، فهو يعبر عن وجهة نظر متفق عليها من قبل علماء الاقتصاد الألمانيين، والمحامين والسياسيين. عندما تتحول المناقشات، ربما يشعر المرء بأن الطرف الخاسر أصبح شبه حقيقي. وأنا أرى مزيدا ومزيدا من الألمان المؤيدين لأوروبا يعتنقون الروايات الشكوكية بشكل فعال. فهم يقولون إن سندات اليورو والتأمينات المشتركة على الودائع تعد غير عملية في ظل المناخ السياسي الحالي. ويعدون بدائل عن البحث عن أفضل الخيارات الثانوية غير المعقولة. وأفضل مثال على ذلك هو اقتراح مستشاري المجلس الاقتصادي بسندات تخليص الديون المضمونة المشتركة- وهي أداة دين تشبه سندات اليورو من الخارج ولكنها أداة تقشف من الداخل. ربما يكون الجانب الأكثر إحباطا من هذا الموقف هو أن نجاح السيد دراجي الأسبوع الماضي يمكن أن ينتهي بإنتاج أضعف استجابة للسياسة الاقتصادية الكلية بشكل عام. بعد عزل السيد ويدمان من عمليات شراء السندات، لا يستطيع السيد دراجي تكرار هذا العمل عندما يتعلق الأمر بالتصرف العام للسياسة النقدية. افترض أنه ربما يكون البنك المركزي الأوروبي الآن أقل ميلا لخفض أسعار الفائدة، وأكثر ميلا لرفعها عند أول فجر كاذب للانتعاش الاقتصادي. وآمل فقط أن أكون مخطئا في ذلك، لأنها ستكون كارثة. كما قلت الأسبوع الماضي، فأنا أيضا لست متفائلا حول العناصر الحاسمة من استراتيجية حلول الأزمات- الاتحاد المصرفي الذي يستطيع أن يتصرف كآلية اقتصادية انتقالية غير مباشرة للتأمين ضد مخاطر الاختلال الداخلي. وبالتالي فالثورة الألمانية شيء مقلق جدا. إن المشكلة ليست في أنجيلا ميركل، التي اتخذت موقفا محايدا في الصراع بين ويدمان ودراجي. تعد هذه المشكلة تحولا في الرأي العام. وقد اقتنع الرأي العام بالروايات التي تقول إن سبب هذه الأزمة ناتج عن إسراف السياسيين والمستهلكين الأوروبيين، والذين قاموا بإهدار العقد الأول من عضويتهم في منطقة اليورو بالانغماس في عمليات الإسكان الممولة عن طريق الديون وفي زيادة الاستهلاك. إنها قصة منافية للأخلاق- خالية من جميع أشكال التفكير الاقتصادي. ولكن ذلك لم يوقفها من أن تصبح القصة المهيمنة. لا يكفي الساسة ولا يكفي الصحفيين ولا المعلقين الذين يقولون بنفي هذه القصة. كان الخطأ الأكبر للسيدة ميركل في إدارة هذه ألازمة، هو فشلها في السيطرة على هذه القصة، أو أن تقوم هي نفسها بخلق رواية جديدة. بخطوطها الحمراء الشهيرة على سندات منطقة اليورو وتأمينات الودائع، انتهى بها المطاف بتعزيز هذه القصة. من شبه المؤكد أن تكون أثرت هذه القصة في المحكمة الدستورية في ألمانيا، التي من المقرر أن تعلن حكمها على أي أس أم، يوم الأربعاء. وقدم السيد ويدمان تقييما انتقاديلا للغاية للآي أس أم أثناء شهادته في المحكمة في شهر يوليو. يجب أن أحذر القراء من ألا يأخذوا قرار المحكمة على أنه مسلم به. وبما أني لست متأكدا مما ستقوله المحكمة إلا أني متأكد من أن الحكم لن يكون بناء على، أو حتى سيتأثر، بالمخاوف الناتجة عن ردود فعل السوق السلبية، كما يصمم بعض المعلقين على أن الأمر سيكون كذلك. السيد ويدمان شخصية محورية في كل هذه النقاشات. فقد أصبح القائد المؤثر المعارض للآراء الأوربية الحالية حول استجابة السياسة للأزمات. في يوم الثلاثاء، خسر معركته في مجلس إدارة البنك المركزي الأوربي. ولكنها كانت معركة لم يكن ليفوز بها أبدا. ولكني أشعر بأنه يفوز بالنقاش العام- وهو نصر لن تتحمله منطقة اليورو دفعة واحدة.
الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك