سبتمبر هو شهر ابتلاء لنا وللأمة الأميركية.. هكذا يعتقد البريكي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 15, 2012, 8:08 م 608 مشاهدات 0
الكويتية
وادي كلمة / فتش عن 'صهيون'
احمد مبارك البريكي
بالتأكيد هناك أيدٍ خفيّة تُمسك خيوطاً تراقص بها غضب الشعوب، والعالم مسرح عرائس لهوايتهم الحارقة.
الغضبة الإسلامية و«الحميّة» الدينية التي انطلقت في كل بقعة من ديار «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، هي مؤشر جميل يدل على أن الشعوب الإسلامية لايزال فيها عرق إحساس ينبض، وأنها لاتزال على قيد حياة الغيرة والنصرة للدين، تجلّى ذلك في رفع رايات الاحتجاج والشجب ضد الفيلم الهزلي الركيك والخائب، الذي تطاول بشكل سافر ووقح على أفضل الخلق وخاتم الأنبياء نبينا وسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وإن شابت هذه الاحتجاجات أمور تدعو إلى الحزن من تعامل البعض مع ثورة الغضب، وعدم حسن التصرف في تسيير أمور الاعتراض، ما جعل شديدي التطرف يمرحون في أجواء الهوجة فيسفكون كل القيم ويظهرون الوجه الإسلامي الطاهر بأبشع صورة.
فتّش عن المرأة.. هذه العبارة النابليونية شاهد حق يشير بأصبع السبابة إلى الطرف المستفيد من سكب الزيت في أتون الساحة العربية والإسلامية كلما بدأت تبرد جِمارها، ليدقّ إسفينا بين جموع الشارع العربي وبلد عملاق كالولايات المتحدة.
لقد اختلط حابل طالبي الحق والاقتصاص من فاعلي هذا الفيلم المسيء السيئ بنابل بعض المتعصبين الذين يتبعون أهواءهم، كما حصل عندما اقتحم بعض المحتجين «البن غازيين» السفارة الأميركية ليقتلوا سفيرها، ويضربوا بذلك مثلا جبانا ومقززا في الاعتداء على المؤتمنين في بلادهم، وهم يظنون كل الظن أن فعلتهم هي من الدين، لكن قاتل الله الجهل الذي أوصل سكين التشنج إلى عظم الإسلام، ألم يتعلموا نهج الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهو القدوة الحسنة فينا وهديُه نور ونبراس لكل أمور حياتنا، وهو الذي أنكر على نفسه قبل غيره قتل الرسل، فليس من المنطق ولا العقل ولا الإنصاف أن نرى فيلما يتهمنا بالقتل فنغضب ثم نذهب لنقتل من أغضبنا حينما اتهمنا بالقتل..!
من شرور بلاوي الجهل التي أسهرتني ضاحكا على بلواها، هو خبر اقتحام جموع غاضبين سودانيين لسفارة ألمانيا احتجاجا على الفيلم.. «شكو ألمانيا»..!
يبدو أن سبتمبر هو شهر ابتلاء لنا وللأمة الأميركية، فعندما يفتتح هذا الموسم أبوابه نصحو على جريمة يفعلها مبتورو العقل هنا وهناك، فتضطرم أمواج الفُرقة ليتراقص أعداؤنا الحقيقيون في غرب المقدس على سخافة الجريمة وغباء فاعليها..!
تعليقات