عن التداعيات حول أحداث 11 سبتمبر.. يكتب وليد المجني

زاوية الكتاب

كتب 1044 مشاهدات 0


الكويتية

ومضات  /  تداعيات حول أحداث 11 سبتمبر

وليد المجني

 

مما لا شك فيه أن من أهم الأحداث التي مرت على مستوى العالم في عصرنا هذا هي أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام ألفين وواحد، فهذا الحدث الذي هز أقوى دولة على الكرة الأرضية بلا منازع هو بمثابة الشمس التي لكأنما حجبت عن الناس فترة طويلة ثم أشرقت بشكل فجائي، الأمر الذي يجعل كل من يعرف أهمية الشمس يشهق فرحا بطلوعها. ليست هناك في تصوري البسيط أي جوانب إيجابية ترتبت على تلك الأحداث لأن كل ما أعقب تفجير أبراج التجارة العالمية في أميركا ما هو إلا تدمير لكل ما يسمى بناء للقوة في العالم.
فقد أعطى المسؤولون عن تلك التفجيرات لأميركا العصا السحرية التي استطاعت بها أن تفعل ما يحلو لها في جميع أرجاء الكرة الأرضية، فضلا عن تعاطف العالم كله معها. وقد ترتب أيضا على تلك الأحداث، التي ربما نسجتها أيادي اليهود بمباركة الأميركان أنفسهم ورضاهم، أن فتح الباب لمحاربة الإسلام على مصراعيه وأعطيت أميركا جواز المرور إلى أي شبر من العالم باسم محاربة الإرهاب، بل محاربة الإسلام بمعنى صح، مع أن أميركا تعرف جيدا أن الإسلام بريء مما حصل براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
لا يهم ما إذا كان الإسلام مسؤولا أم غير مسؤول، المهم هو أن أميركا تريد أن تلف عباءتها حول الكرة الأرضية وتضم إلى جناحها كل المعتقدات لتحارب بها كل ما يمت للإسلام بصلة، إن من فعل تلك اللعبة قد أتقنها أيما إتقان ولكن يأبى الله إلا أن يفضح الأعداء الذين يتربصون بالإسلام الدوائر ويريدون أن يعلقوا الفأس في رقبة المسلمين ليظهروا أنهم أعداء السلام والأمان في العالم، فها هو زعيم العالم المدعو حينها جورج دبليو بوش يقول بُعيد حصول الانفجارات والارتطامات الجوية: إن الحرب الصليبية قد بدأت من جديد!! الأمر الذي جعل العالم يأخذ موقفا مغايرا لما كان متوقعا منه، فقد انتبه بعض عقلاء المعسكر الغربي لما قاله بوش وأسرعوا لينبهوه إلى أن الوقت لم يحن بعد فمازال المارد الإسلامي ينبض ويرمش ويتنفس، والخوف كل الخوف من صلاح الدين المتكرر في طيات ذلك المارد. إن التداعيات التي حصلت من جراء تلك الأحداث واضحة جدا فقد خولت الأحداث العالم الغربي لأن يصفع العالم المسلم كلما أراد ذلك، وسمحت له بأن يتدخل في شؤون الناس الخاصة عن طريق أكذوبة الديمقراطية العالمية، وإشاعة كل ما هو دنيء ومتهتك بين أوساط المسلمين بل وغير المسلمين من المحافظين على القيم الإنسانية السوية، لم يحلم الأميركان وأعوانهم يوما ما بما وصل إليه حال العالم من ضعف جراء تلك اللعبة المتقنة التي ساعدهم عليها من يصفون أنفسهم بالإسلاميين، والإسلام منهم ومن أفكارهم خالٍ تماما كخلو العسل من الدسم.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك