احتكار الوطنية يجب أن يُكسر.. برأي محمد الدوسري
زاوية الكتابكتب سبتمبر 11, 2012, 9:51 م 835 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / جبهة لكسر احتكار الوطنية
محمد مساعد الدوسري
مع إعلان فعاليات سياسية عن تشكيل جبهة وطنية للدفاع عن الدستور، وإعلان بعض التيارات السياسية امتناعها عن الانضمام أو دعم هذه الجبهة، فإن الأمور تتضح شيئا فشيئا عن الأسباب الحقيقية لمحاولة تعطيل هذه الجبهة وإفشالها بقدر المستطاع، بعد أن تمايزت الصفوف وانكشفت المواقف بين من يدعو حقيقة لإصلاح الشأن السياسي، ومن يسعى لإبقاء الأمور كما هي عليه الآن، لحاجة في نفس يعقوب.
رفض الانضمام للجبهة بلا تقديم أي بديل لإصلاح الشأن السياسي، دليل قاطع على عدم جدية بعض التيارات في مسألة السعي للإصلاح، بل إنها تسعى لإفشال هذه الجبهة لسبب واضح، وهو تضررها المتوقع من أي إصلاحات مستقبلية، يتضرر منها تجار فساد يتعيشون بالأصل من الفساد السياسي والاقتصادي القائم حاليا، وهم من المتحالفين أصلا مع أقطاب حكومية لا يمكن أن يخالفوها فيما ترى من ضرورة لإيقاف أي حراك شعبي أو شبابي ساعي لتعديل الأوضاع الحالية.
انعدام البديل بعد الرفض لا يمكن أن يُفهم إلا أنه محاولة للتملص من الاستحقاقات السياسية، مع المحافظة على ثوب الوطنية للمتاجرة به لاحقا، بالإضافة إلى عامل نفسي واجتماعي آخر لا يرضى بأن تكون المبادرة من الغير، والغير الذي تراه هذه القوى السياسية الصدئة هو طرف جديد على الساحة السياسية لا ترضى أن ينافسها أو يحتل مكانها الذي تتشبث به منذ عقود، فضلا عن عدم التقبل النفسي لتحول ثقل المعارضة من مكون اجتماعي إلى آخر، وهذا أمر لا يستقيم مع من يدعي الوطنية.
احتكار الوطنية يجب أن يُكسر، وهو أمر بدأ منذ فترة، ولن يتوقف إلا بعد أن يتساوى الجميع في هذا الوطن، والجبهة الوطنية الجديدة لها منافع عديدة، قد لا يعلمها البعض، ومنها أنها ستكشف زيف مدعي الوطنية ممن يتاجرون بها طوال الوقت، والمتحالفين مع تجار الفساد وبعض أقطاب السلطة، فرصيدكم يتناقص، وكل يوم جديد ينكشف جزء من وجهكم القبيح المليء بالعنصرية والإقصائية وفلسفة السيطرة والاحتكار، ولعل الاستقالات الكثيرة من هذه التيارات السياسية، بل وتحول بعض منتميها إلى جهات أخرى أو تحولهم لمستقلين، هو دليل إضافي على انكشاف هذه التيارات المصلحية واقتراب نهايتها المتوقعة.
تعليقات