'خرطى في خرطى'.. يوسف الشهاب واصفاً شروط منح رخص القيادة

زاوية الكتاب

كتب 1514 مشاهدات 0


القبس

شرباكة  /  المرور.. أزمة حل لا تنتهي!

يوسف الشهاب

 

اطمئنوا مسبقا، أقولها للذين يسعون مخلصين وأنا معهم، في البحث عن حلول تنهي أزمة المرور عندنا بكل ما فيها من مآس تكاد تكون يومية بالأرواح التي تذهب رخيصة من هذه السيارات، ومن يقودها بالجنون المتطرف ويتجاوز كل ما يطلق عليه قانون المرور والالتزام باحترام الشارع العام، فالأمر في هذه المأساة المرورية لا يتوقف على رجل المرور ولا الإشارات الضوئية ولا حتى هذه السيارة التي ما صنعت إلا لراحة صاحبها في تنقلاته، بل كل الأمر يتوقف على هذا الإنسان الذي استهتر بحياته وحياة من حوله، بقيادة يسترخص فيها أرواح العباد، وقبل ذلك روحه التي يقضي عليها بيده، نتيجة تهور وجنون أو اندفاع غير محسوب النتائج، وربما وهذا الأقرب تحديا لكل المفاهيم الحضارية لحركة المرور.

لا أريد الذهاب بعيدا بالتشاؤم في استحالة معالجة المرور، وهذا ما اتمناه، لكن واقع الحال اليومي يدفع كل واحد فينا الى صعوبة المعالجة على الأقل في ضوء تزايد السيارات الرهيب، وفي منح رخص القيادة لكل من هب ودب، ببركات الواسطة ومعها الرشى، وللأسف حتى أصبحنا نرى من جاء بالأمس عاملا أو فراشا أو حلاقا أو أي مهنة متواضعة، يقود سيارته المتواضعة، ويتمخطر فيها بالشارع محققا حلما طالما راوده في بلاده، ولم يستطع تحقيقه الا عندنا، رغم ان وزارة الداخلية، كما تقول، لا تمنح رخصة القيادة إلا وفق شروط يدخل فيها الراتب ومستوى الوظيفة، فإذا هي شروط خرطي في خرطي، لأن الشروط أصبحت وجود الواسطة أو الدفع المادي في كثير من الأحيان، خاصة من جانب اولئك الذين يعيشون حلم الجلوس وراء «سكان» السيارة وقيادتها.

الى متى زحمة؟ قد يكون هذا السؤال في مكانه في ظل هذا الوضع المروري اليومي الذي لا أظن العثور في يوم من الأيام ان يخرج لنا عبقري مروري يزيح عنا كابوس هذه الأزمة، لأن الأمر يتعلق بأخلاق أو ثقافة أخلاق بالتعامل مع الشارع العام، وتتعلق بشعور المطافيق بأن السيارة والدراجة البخارية، وان شئتم البعارين والحمير.. أعزكم الله، هي وسائل تقريب المسافات أمام الإنسان في تحركاته اليومية، وليست وسائل لتدمير الأرواح البشرية أو حوداث تزدحم في إصاباتها غرف المستشفيات. المرور أزمة تعاني أزمة، معالجة فاعلة، وهذه لن تؤثر مادامت تراخيص القيادة تعطى من تحت الطاولات، ومن لا يريد إجازة قيادة من الآسيويين والأفارقة ما عليه إلا ان يتفرج على من يقود سيارة سكراب في أي شارع.

٭٭٭

■ نغزة

لدينا مجلس أعلى للمرور، خوش كلام، فكم اجتماعا عقد هذا المجلس، وما قراراته في حل الأزمة المرورية، وهل هو موجود فعليا، أم انه كما خط الاستواء لا نراه إلا على الخريطة.. طال عمرك.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك