يجب إخراج القبيلة من اللعبة السياسية.. بنظر مرزوق الحربي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 8, 2012, 12:05 ص 984 مشاهدات 0
الوطن
أفكار / اذبحونا البدو!!
مرزوق فليج الحربي
السياسة كما يعرفها البعض هي فن الممكن، والسياسة تقوم على متغيرات ولا تقوم على ثوابت، لذا لا يوجد قواعد او اسس أو مبادئ بل توجد مصالح، ففي فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كان اليسار او الليبراليون او كما يطلق عليهم في تلك الفترة العلمانيون هم من يقود الحراك السياسي وهم من يسجل تاريخ الديموقراطية والمطالبات الشعبية وهم من وقف في وجه الحكومة من اجل المكاسب الشعبية وصيانة الدستور وواجهوا محاولات الانقلاب على الدستور بعنف واليوم امتدادهم التاريخي التحالف الوطني هو من يهادن الحكومة ويعقد معها الصفقات ويتنازل عن الكثير من المكاسب الشعبية من اجل مناصب قيادية او صفقات تجارية لبعض افراده.
فترة الثمانينيات وبسبب المتغيرات الاقليمية في المنطقة وبسبب الحرب العراقية الايرانية وشعارات تصدير الثورة الايرانية كانت بعض الاحزاب السياسية الشيعية تقف معارضة للحكومة ووصلت وسائل الضغط الى العنف وشهدت الكويت في تلك الفترة ازمات سياسية بسبب هذه المتغيرات واليوم نفس هذه الاحزاب تضع يدها بيد الحكومة وتغض النظر عن الكثير من الامور بل وتطالب بالكثير من المكاسب السياسية والمهنية من اجل ابناء الطائفة وقس على ذلك الحركة الدستورية والتجمع السلفي ففي فترات كانت لهم مكاسب سياسية ودخلوا مع الحكومة في خندق واحد وفي اوقات وقفوا مع المعارضة وكل هذه التجمعات السياسية لها تبريرها وفلسفتها ومصالحها المستقاة من افكارها ومبادئها.
واليوم وبشكل مباشر الاغلبية البرلمانية التي تقود الحراك السياسي وتقف في وجه التعديات على الدستور وتغيير النظام الانتخابي وعرقلة الديموقراطية، اغلبها من ابناء القبائل وتعتبرالدائرة الرابعة والخامسة من اكثر الدوائر نشاطاً وتفاعلاً مع ما يجري من حراك سياسي، نعم هناك قواعد من الحضر والشيعة تقف مع الحراك السياسي ولكن الغالب من الاعضاء الذين يقفون على رأس قائمة التحرك هم من ابناء القبائل وخرجوا بسبب الدعم القبلي لهم وان كان بعضهم اسلاميين او مستقلين او من التجمع الشعبي.
كون الاغلبية بدواً أو حضراً شيعة أو سنة هذا الامر ليس بالقضية الكبيرة ومن المفترض ألا يكون مجال حديث او نقاش ويجب ان يصب النقاش حول القضايا المطروحة والمطالبات التي تطالب بها الاغلبية البرلمانية خاصة اننا نمر بظروف سياسية صعبة ونعيش حالة من الفراغ التشريعي وعدم وضوح الرؤية بسبب الصراع على تعديل النظام البرلماني وحل مجلس 2009 من عدم حله وغيره.
ولكن البعض يريد الناطور لا العنب، فقضيته الاساسية ان الاغلبية بدو وكيف للبدوي الذي لا يعرف في تعاملة مع الحكومة الا كلمة (طال عمرك) وعندما يطلب منه شيء ما يقول الا سم وامر واللي تطلبه وغيرها من كلمات، البعض لا يرى في البدو الا فداوية وانهم ما يعرفون من الدنيا الا بيت الشعر وكم رأس من الغنم مع مستوى تعليمي بسيط ما زال البعض يعيش بعقلية العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ولا يعلم ان السياسة ليست انتماء طائفيا او قبليا او طبقيا بل هي مطالبات شعبية.
هذه العقلية البسيطة والسطحية تعتبر البدو قضيتها الاساسية فمرة نراهم يتهمون قبائل بعينها ومرة يثيرون قضية ازدواج الجنسية ومرة يستهزئون بطريقة فيها قلة ادب بأبناء القبائل ومرة يتطاولون على قبائل اعضاء الاغلبية بشكل فيه سب وقذف ولم يستفد هؤلاء الذين يستخدمون ورقة القبيلة من حوادث ضرب الجويهل وحرق مقره واقتحام قناة سكوب والتجمعات القبلية التي طالما وقف في وجهها العقلاء من ابناء القبائل حتى لا تدخل البلاد في ازمة.
هؤلاء بلغ فيهم الكبر والتعنت أنهم يرون تقسيم المجتمع الى بدو وحضر وطوائف وطبقات هو الاصل ولم يعلموا ان اهل الكويت شركاء في وطنهم وكلهم احرار وأن زمن العبيد انتهى وأن الكويت انجبت كل الكويتيين فجميعنا عيال بطنها وأن مقياس كل مواطن هو بذله وعطاؤه وتضحيته لوطنه وقوة انتمائه وليس القياس العائلة او القبيلة او الطائفة او الطبقة الاجتماعية.
وتبقى الكلمة الاخيرة أنه يجب اخراج القبيلة من اللعبة السياسية فإن ابناء القبائل ابناء عز وكرامة ولا يرضون بالاهانة ولا الطعن في ولائهم ومن يتعرض لهم يتحمل ردات الفعل، وإن كانت قاسية.
تعليقات