'خطوة محمودة'.. الدوسري ممتدحاً تشكيل جبهة وطنية للدفاع عن الدستور
زاوية الكتابكتب سبتمبر 6, 2012, 11:23 م 676 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / الجبهة الوطنية لتحمل المسؤولية
محمد مساعد الدوسري
جاء إعلان كتلة الأغلبية عن تشكيل جبهة وطنية للدفاع عن الدستور، كمثل لبنة جديدة من لبنات تشكيل الرأي العام، وحشد القوى السياسية خلف مطالبات واضحة ومحددة، لإصلاح الحياة السياسية في مجمل الأمور، وهي خطوة محمودة طال انتظارها، ولعلها تكون نقطة التحول الحقيقية في العملية السياسية التي تعرضت لعراقيل كثيرة، وتشتيت لجهود الجميع في قضايا فرعية وهامشية في بعض الأحيان.
الجبهة التي أُطلق عليها الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور، كنت أتمنى أن تحمل اسم “الجبهة الوطنية لتحمل المسؤولية”، إذ إن الدستور الحالي يحتاج أصلا إلى تحديثه أولا، بينما تسعى الجبهة إلى تحميل كل تيار أو فاعل سياسي مسؤولياته التي لم تعد تحتمل التأخير أو التهرب أو البقاء في مجال العمل المنفرد، وهذا ما سيلقي الكرة في ملعب كل الشخصيات السياسية والتيارات التي ظلت على الحياد في فترات طويلة، أو ركنت إلى رفع العتب من خلال ندوة هنا أو نشاط هناك.
تحمل المسؤولية هو العنوان العريض للمرحلة المقبلة، فلا يمكن بعد ذلك أن يدعي أحد تحييده، أو عدم توجيه الدعوة له، أو إقصائه من الحراك المستمر في السنوات الأخيرة، وهي دعوة صريحة لأن يشارك الجميع في صياغة مستقبل الكويت السياسي، والذود عن حقوق وحريات المواطنين الكويتيين، وهذا هو المحك الحقيقي الذي ستقاس الأمور بناء عليه في الفترة المقبلة، على الأقل من قبل كاتب هذه السطور ومن ألتقي بهم في كل مكان.
عبء الدفاع عن مصالح الشعب الكويتي وحقوقه وحرياته لا يمكن أن يلقى على كتف بعض القوى السياسية والشخصيات الفاعلة فقط، بل على الجميع تحمل مسؤولياته، ليُساءل بعد ذلك عن دوره في صياغة المستقبل السياسي للوطن، وماذا قدم للدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية لجميع أبناء الشعب الكويتي، وسيذكر التاريخ حينها من عمل واجتهد لضمان الحقوق والحريات للجميع، كما سيلعن التاريخ من تكاسل أو تواطأ مع الفاسدين لحماية فسادهم، ومن تخلى عن حقوق الشعب في سبيل مصالحه الشخصية أو العائلية أو الطائفية أو القبلية أو أيا كان تصنيفها.
التاريخ لا يرحم في مسألة خيارات الشعوب والمصالح الضيقة للأشخاص والجماعات، فهناك من يعمل للوطن ولجميع أبناء شعبه، وهناك من يعمل لصالحه ولجماعته فقط، ضاربا عرض الحائط كل المساعي لبناء الدولة الحديثة القائمة على العدالة الاجتماعية والحقوق والحريات والمساواة وتكافؤ الفرص، وهذه الجبهة مهيأة لجمع أكبر عدد ممكن من التيارات والأفراد الساعين لبناء الوطن وتأمين مستقبله، فماذا ننتظر؟!.
تعليقات