الشارع العربي متعطش للبحث عن بطل 'قومجي' يمتطيه!.. البريكي مؤكداً
زاوية الكتابكتب سبتمبر 5, 2012, 11:25 م 1066 مشاهدات 0
الكويتية
قضية..!
أحمد مبارك البريكي
ظاهرة التخوين العربية والقذف بها من أسهل المهن (العاطلة) في عالمنا العربي (الأمحق عالم) على رأي أعضاء مسرحية (باي باي لندن)، تتبع تلك الصرخة الاتهامات بالإمبريالية والرجعية والعمالة للصهيونية وكل ما تجود به عضلة اللسان العربي بالشتم، وبقيت هذه الظاهرة المخيفة هي أمثل وأحسن طريقة للوصول لقلوب الشارع العربي المتعطش للبحث عن بطل «قومجي» يمتطيه..!
إسرائيل الكيان الوليد الذي انتزع المقدس والأرض العربية في فلسطين من بين فك العرب، وخلال سنوات معدودة على أصابع الزمن، قلب هرم القوة على رأس جمهوريات ودول الخوف والوعيد ليتربّع فوقهم، بينما اصطفّت جحافل العار العربي أمام (كانتين) العربة طلبا للسلام والصلح والتحاور.
لم تنفك إسرائيل منذ ولادتها بعد القرار الأممي الجائر في عام 1948 من مغازلة دول صغيرة كبيرة بعروبتها تتقاطر على شريط الخليج العربي تسمى دول مجلس التعاون الخليجي، ولم يسجل التاريخ نقطة خيانة سوداء في جبين الصعيد الخليجي، وكلما سعت إسرائيل للتقارب معها زادت غزارة عطاء هذه الدول لقضية العرب الأولى، استمرت المغازلة طويلا عبر عشرات السنين بغية كسب إيماءة ولو بسيطة من طرف دولة خليجية على حساب مبدأ آمنت به، ودفعت لأجله كل ما تستطيع لنصرته، لم يحدث ما سعت إليه تل أبيب أبدا بل حدث غير ذلك حينما (تبلّقت) العيون المستعربة على لقمة السلام الإسرائيلية، فهرول السادات حتى لا يفوته قطار العمر، وراح يعدو إلى الكنيست يوم عيد الفصح طالبا للصفح فوَقَّعَ كامب ديفيد على رؤوس شرفاء مصر، ومن ورائه اصطفت جيوش مضغ الكلام والسلام، فكان (الختيار) الذي تزوج قضية لأمر كان يطلبه، فلما افتتحت طاولة أوسلو لا صلى ولا صام، وجاء من خلفه شعار (سوريا ولبنان أولا) ليجلس على طاولة البحث ذاتها أبطال الاستسلام، واتسعت الكراسي وطالت الطاولة لتضم ملك الهواشم وأسد وبورقيبة..
فخرّت السبحة..!
مرّت عقود وعقود وإسرائيل تغازل ليبيع أهل المبدأ ثباتهم، لكن المراد صعب، تحمّلت دول الخليج طعنات صديقهم قبل العدو مرات ومرات، وافتعلت اليد العراقية الابتزاز والصدام، فلم تتزحزح هذه البلدان باتجاه غرب القدس، ولم تتنازل عن مطالبتها في حقها العربي السليب.. دخل الإسرائيليون مرحلة القنوط واليأس من أهل الخليج في أن يستسلموا لسلامها، فبدأت لعبة جديدة، نرى بوادرها تُحاك.. «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».
في أحد أفلام الأبيض والأسود كانت الملسونة زينات صدقي صاحبة شقة، استأجرها منها الدونجوان رشدي أباظة، فلم تأخذ منه مقابلاً طمعا في الزواج منه، فلما مرت الأشهر وطال الانتظار من غير بوادر للزواج، ضجّت تلك الملسونة (اللعوب) واقتحمت الشقة وانفجرت غيظا معاتبة فارس حلمها: خمس شهور يا ظالم.. لا الأجرة دخلت جيبي..
ولا أنا دخلت ذمتك..!
تعليقات