'زاد الطين بلة'.. الزامل معلقاً على إعلان طهران وجود خطأ في ترجمة خطاب مرسي

زاوية الكتاب

كتب 898 مشاهدات 0


الأنباء

كلام مباشر  /  هل كان خطأ المترجم؟

فيصل الزامل

 

كي نفهم سبب الخطأ في الترجمة لخطاب الرئيس مرسي لابد من الوقوف عند نكتة راجت إبان الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينيات، فقد قابلت الإذاعة الإيرانية أسرى عراقيين وجهوا تحياتهم الى أهاليهم، وأراد أحد الأسرى أن يعبر عن شكره للحكومة الإيرانية ولكن بسبب سماعه المتكرر لإعلام صدام يردد عبارة «الخميني الدجال» قال الأسير في نهاية كلمته «وأشكر حكومة الخميني الدجال لإتاحتها هذه الفرصة لي»، والسبب هو التداول اليومي لمثل هذا اللفظ في العراق، وبالتالي فإن المترجم الإيراني في القمة يبدو أنه لم يقع في خطأ، فهو يردد ما يسمعه بشكل يومي في الإعلام الرسمي عن وجود ثورة في البحرين، ولا يسمع شيئا عن مذابح سورية وتهجير ربع السكان، ولا يشاهد المذابح التي تبث عبر جميع الفضائيات، فالإعلام الإيراني الموجه صوّر الأمور للناس بشكل مغاير، مثلما فعل نظام صدام، ولهذا فوجئ الجمهور الإيراني من انسحاب الوفد السوري في القمة أثناء حديث الرئيس مرسي، فالترجمة تتحدث عن البحرين، لماذا يزعل السوريون؟

لقد جاء إعلان طهران الرسمي عن وجود خطأ في الترجمة ليزيد الطين بلة، فهو قد سكت عن تجاهل المترجم لكلمة الرئيس المصري في حق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي يفهم من هذا السكوت إقرار لمثل هذا التجاهل وهذا مكمل للتصحيف في الكلمة، وبالتالي فهو دعم لمن يمارس السباب بحق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا التصرف من طهران يجيء بعد تسلمها رئاسة الأمة الإسلامية عبر رئاستها لمنظمة المؤتمر الإسلامي، فهل تستحق الأمة من تلك الرياسة «صدام» المشاعر وإيذاء المعتقدات لأكثر من مليار مسلم يؤمنون بما جاء في القرآن الكريم (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) ولا يمكن لمسلم أن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، فما بالك برئاسة الأمة؟

لقد قرأت مرات كثيرة لأخوة أعزاء في صحافتنا يحفظون حق الصحبة لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويترضون عليهما، وهم من أتباع مذهب الإثنى عشري، لإيمانهم بالقرآن كله بغير تأويلات تحركها الأهواء، وهو تصرف ينسجم مع منطق يقول «كيف أسمح بالسباب لطرف فإذا رد عليه الطرف الآخر وصفناه بأنه تكفيري؟ لنضع حدا لهذه التصرفات، ولنعمل بمنطق سليم يقول (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون)، وبالمناسبة لا يقتصر الانشغال بمن هو أصح على أتباع المذاهب، بل هو سلوك دارج بين جميع المذاهب من داخلها، وليس هذا ما قال الله عز وجل (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا).

إن تجاهل طهران للمذابح في سورية لا يتناسب مع تحملها لمسؤولية رئاسة منظمة المؤتمر، ولا ينسجم مع ما كتبه الصديق سامي ناصر خليفة «وتعلن ايران عن دعمها ومساندتها الكاملتين لصحوة شعوب دول المنطقة ضد حكامها (الجائرين)»، فما هو الجور إن لم يكن هو قصف حاكم لشعبه بالطائرات والمدفعية التي لم تطلق طلقة واحدة على اسرائيل؟ هل يجوز أن نسمي ما يجري هناك «الإيقاع السوري» كما كتب الزميل، وكأنها حفلة موسيقية وليست سلخانة بشرية لشعب يجب أن يشمله وصف «شعوب المنطقة».

كلمة أخيرة (تويت): قال عمر رضي الله عنه «إنه ليكون في الرجل عشر خصلات، تسعة من الأخلاق الحسنة، وخلق سيئ، فيغلب الخلق السيئ التسعة أخلاق الحسنة، فاتقوا عثرات اللسان».

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك