من حق الحكومة التزام الصمت تجاه غوغائية 'الأغلبية'.. برأي الشهاب
زاوية الكتابكتب سبتمبر 1, 2012, 10:57 م 731 مشاهدات 0
القبس
شرباكة / 'الأغلبية' تردح.. والحكومة ساكتة
يوسف الشهاب
من حق الحكومة أن تختار السكوت في التعامل مع غوغائية «الأغلبية» الخرطية، ربما لأنها تسمو بنفسها عن النزول الى ما عليه جماعة الردح والصراخ وتوزيع علب الاتهامات بالطالعة والنازلة، وربما أيضا لقناعتها بالمثل الشعبي القائل «الحقران يقطع المصران»، وربما أيضا شعورها بأن جعجعة «الأغلبية» مردها الى الزوال بعد السكوت واليأس من عدم سماع الصوت الحكومي الذي يريدونه ان يصل إليهم، لكل هذه الأسباب قد يكون الصمت الرسمي، وأنا معه، مطلوبا حين تكون الظروف اعتيادية، سواء بأي نزاع عابر مع بعض النواب، أو شعورها بأن إقناع الطرف الثاني غاية صعبة المنال في ظل التمادي الذي يمارسه نواب الساحات، والضحك على من يستطيعون الضحك عليه، كما نرى هذه الأيام في ساحة اللإرادة.
الحكومة تملك شروط ومقومات الرد على كل لسان نيابي اذا ما أرادت، لديها الإعلام الرسمي، وبين يديها وزراء لهم القدرة على الرد في بلاغة، ربما تفوق صراخ نواب المزايدات، بل وهي قادرة على تعرية من تريد تعريته، بالمنطق والحجة ومخاطبة العقل الذي تكسب به قاعدة واسعة من الشارع الكويتي، وتدحض به كل لغو رخيص مبتذل.
لقد استغل الرادحون في حفلات الزار التي يقيمونها في ساحة القرادة الصمت الحكومي بالرد عليهم، ومارسوا الاتهامات والأكاذيب والأوهام التي تخطر على أذهانهم عن الحكومة وأعمال الوزراء فيها، من دون ان نسمع ردا حكوميا واحدا، يضع كل نائب في حجمه الطبيعي، وتعطيه درسا في أدب الحوار والنقد الموضوعي، وتبيّن له معنى الرقابة النيابية المطلوبة النابعة من الحرص على مقدرات الوطن، وعلى تنميته وتطوره، ولكن كل ذلك لم يره الناس الذين ظلوا يسمعون من طرف واحد رغم ما فيه من أكاذيب وعزف على أوتار الطائفية والقبلية والفتنة، لأن الناس ما لها إلا ما ترى وتسمع، وهو طرف الصراخ وطول اللسان من دون ان نسمع الطرف الثاني، وهو الحكومي الذي لا يتكلم، وكأن السكون علامة الرضى.
لو كانت الحكومة، ومنذ بدأ نواب المزايدات واختلاق الأزمات قد شدت المئزر، وشمرت عن سواعدها بالرد الصاعق لكل اتهام يصل إليها من أي نائب أو كتلة أو تيار نيابي، لما فتحت الأبواب أمام كل من يريد التطاول عليها من نواب آخر الزمان، ولأعطت رجل الشارع الحقيقة التي يجب ان يعرفها عن كل نائب، خاصة أنها قادرة على هذا الإجراء، لكنها استعانت بالسكوت وآثرت الابتعاد عن المواجهة، ربما حرصاً على استمرار العلاقة مع عشاق الردح وصولاً الى نقطة التلاقي معهم، لكن ذلك لم يحدث وبالتالي ظلت، أي الحكومة ترى غسيلها منشورا في الشارع العام وساحات القرادة والبلادة من جانب من فقدوا بوصلة المنطق والاتزان، حتى استطاعوا اقناع كثيرين بصدق موقفهم، والناس كما يقال مالها إلا الظاهر، لأنهم لم يسمعوا ولم يروا الرأي الحكومي المتواري عن ساحة المواجهة، وهذا ما لم نكن نريده ونتمناه، فهل استوعبت الحكومة الدرس، لتبدأ بالمواجهة المعاكسة.. كم أتمنى ذلك!
• • •
• نغزة
الحكومات في العالم تتعامل مع السلطة التشريعية لديها بثلاث طرق، الأولى حكومة تسمع وترى هجوم النواب عليها، لكنها لا تتكلم، والثانية، تسمع وترى وتتكلم بالرد، والثالثة، لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، فأي صنف من هذه الثلاث يمكن تصنيف حكومتنا.. طال عمرك.
تعليقات