ستبقى ديمقراطيتنا مع وقف التنفيذ لأسباب يذكرها الشايجي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 1, 2012, 10:48 م 558 مشاهدات 0
الكويتية
صباحو / الديمقراطيون الجدد
عبد الرازق الشايجي
يعيش عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج أزمة ديمقراطية حقيقية، وبعد تبشير بنو علمان بدينهم الجديد كأيديوجية تحمل الخلاص من بطش الأنظمة الحاكمة، وتسهل تطبيق مفهوم التداول السلمي للسلطة، وتحمي حرية الرأي وتطلق العنان لحرية التفكير فإن رياح الربيع العربي أسقطت القناع الذي يختفون وراءه، وظهر للعيان أنهم أدعياء للديمقراطية لا أكثر. وبان للجميع أن محاولتهم المستميتة لغرس الديمقراطية في نفوس أبناء الوطن كقيم تدرس، ومناهج تطبق ما هي إلا سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.
لقد فوجئت جوقة «بني علمان» ومن قبلهم الغرب بنتائج انتخابات الدول العربية بعد هبوب رياح الربيع العربي، عندما غابت نظرية الثلاث تسعات (99.9 %)، واختفى معها ما تعودوا عليه من حملات انتخابية جوفاء وبرامج تصاغ وطقوس شكلية تقام وأدوار توزع وخيوط تحاك. وبعد تصويت الشعوب لشعار «الإسلام هو الحل»، تم استبدال عبارة «تزوير الانتخابات» بعبارة «تزوير إرادة الشعب»، وأن «الشعب لا يملك الوعي للتمييز بين مصلحته»، وأن «الإسلاميين سيشكلون خطراً على الديمقراطية»، فيجب منعهم من الوصول إلى سدة الحكم حفاظاً على الديمقراطية، كل هذا يحدث لمجرد تمسك الشعب بهويته الإسلامية الصحيحة ورفضه للهوية اللادينية المزورة.
طبعا كل هذه الممارسات تمت بمباركة «الأنكل سام».
نعم إنه لا مانع عند أدعياء الديمقراطية من أن يقلبوا عرس الديمقراطية مأتماً تنصب فيه المشانق وتفغر المعتقلات أفواهها استعداداً لوجبة جديدة من أحرار الأمة وشرفائها.
إن الديمقراطية الحقة لن تقوم في بلادنا العربية لأن الفائز الوحيد من الحركة الديمقراطية هم الإسلاميون، لذا ستبقى ديمقراطيتنا مع وقف التنفيذ حتى إشعار آخر.
نعم إن الديمقراطية في عالمنا العربي والإسلامي ثوب فضفاض يسع كل الناس، إلا أنه سرعان ما ينكمش ويضيق عند محاولة الإسلاميين لباسه.
إن الإسلاميين إذا رفعوا شعار تحكيم الشريعة الإسلامية فهم في نظر اللاإسلاميين ثيوقراطيين وقروسطيون ورجعيون، وإذا نزلوا مكرهين إلى الاحتكام إلى رأي الشعب صاح اللادينيون احذروهم فإنهم فاشيون نازيون مخادعون، وإذا ما قبلوا باللعبة الديمقراطية نادى العلمانيون محذرين من أنهم ما دخلوا هذه اللعبة إلا لوأدها.
تعليقات