مشكلتنا أنه لا توجد قضية توحد المواطنين.. بنظر عادل الإبراهيم

زاوية الكتاب

كتب 997 مشاهدات 0


الأنباء

قضية ورأي  /  تجمع الإرادة.. بين الإخفاق والنجاح

لواء متقاعد: د.عادل إبراهيم الإبراهيم

 

اختلفت الآراء المؤيدة والمعارضة لتجمع ساحة الإرادة الأخير فيما يتعلق بأعداد الحاضرين لهذا التجمع بين حضور جيد وحضور محدود وهناك من مؤيدي هذا التجمع من أرجع قلة الحضور لأسباب عديدة تتعلق بحرارة الجو أو الإجازة، وبغض النظر عن تلك الآراء فإن وجهة النظر التي يتم إغفالها أن السبب الرئيسي أنه لا توجد قضية يجمع عليها الشعب الكويتي بل حتى أعضاء الكتل أنفسهم اختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض، ولا شك في أن تحريك مشاعر المواطنين لا يتطلب قيادة أو رموزا فقط بل يتطلب قضية واضحة المعالم والمطالب ولكن واقع الحال في تجمع ساحة الإرادة الأخير لا توجد قضية متفق عليها من فبل الشارع الكويتي بل ان ما طرح قبل التجمع وأثنائه يؤكد أنه لا توجد قضية توحد المواطنين.

ولعل الذاكرة تعود بنا الى ذلك التجمع الجماهيري الحاشد غير المسبوق منذ سنة مضت حيث كانت هناك قضية أجمعت عليها غالبية طوائف وفئات المجتمع الكويتي إلى درجة لا تجد صوتا معارضا لهذا التجمع إلا محدودية تلك القضية قضية الإيداعات المليونية على الرغم من أن أغلبية مجلس 2012 المبطل كانت أقلية في مجلس 2009 استطاعت بتلك القضية أن تحشد حضورا لافتا وأقول ليس تأييدا لها بل تأييدا للقضية المطروحة وهي مكافحة الفساد والحفاظ على حرمة المال العام.

نعم لقد كانت قضية مصيرية للمجتمع الكويتي وكانت المطالب المطروحة سابقة لا مثيل لها في تاريخ بلدنا العزيز تمثلت بالمطالبة برحيل سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء آنذاك إضافة الى حل المجلس والدعوة إلى انتخابات جديدة، لقد آثر سمو الشيخ ناصر مصلحة البلاد العليا فتقدم باستقالته لإيمانه بأنه لا يمكن فرض شخص دون اجماع شعبه وكان هذا الأمر مقدرا لدى صاحب السمو الأمير، حفظه الله، وتجاوبه مع تلك المطالب.

أما ما حدث في التجمع الأخير ورفع سقف المطالب بحكومة منتخبة فهي ليست قضية لدى غالبية المجتمع الكويتي ولا تؤيد ذلك الطرح على اعتبار أنه تعدي صارخ على صلاحيات صاحب السمو الأمير التي حددها الدستور وفرض إرادة القلة على الأغلبية كما أن رفع سقف المطالب من أشخاص لا يعني أبدا أن قاعدة ناخبيهم تؤيدهم في ذلك لأنها ليست بقضية وهذا إخفاق بحد ذاته، عندما أشير الى ذلك لست معارضا لأغلبية مجلس 2012 ولا مؤيدا للحكومة بل هذا هو الواقع الذي يجب علينا أن نوضحه لأننا في هذا لنا رأي وأغلبية لا تتبنى رأي الشارع ليست بأغلبية، وعليه فإن ما يقال عن تقييم تجمع ساحة الإرادة الأخير لهو أمر مستحق فيجب بداية الاعتراف بأن النجاح لأي تجمع لا يتأتى من مواقف فوضوية وعبارات تتعرض الى فئة تمثل جزءا من النسيج الاجتماعي للمجتمع الكويتي والأسرة الحاكمة بالإساءة والتطاول والتجريح لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال، بل النجاح يأتي من موقف واضح وصريح وقضية يتفق عليها غالبية أبناء المجتمع الكويتي حيث سنجد ساحة الإرادة وغيرها مليئة عن آخرها بالمواطنين وحينها حتى السلطة ستقف معهم، إذن لماذا اثارة الشعب الكويتي بقضايا ثانوية ليس لها دعم شعبي؟!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك