ضغوط أمريكية على وكالة الطاقة للسحب من الاحتياطات

وردت أنباء مؤخراً عن ضغوطات أمريكية على وكالة الطاقة الدولية لدفعها إلى قبول إطلاق عملية سحب من الاحتياطات الاستراتيجية، فيما حث وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الدول المنتجة للنفط على زيادة إنتاجها لتلبية الطلب.

وذكر تقرير بثته قناة 'العربية' اليوم، أن الأمريكيين يحشدون دعماً بريطانيا وفرنسيا لإطلاق جزء من الاحتياطيات الاستراتيجية من النفط للحد من ارتفاع أسعار الخام.

فقد شهدت أسعار برنت المقومة بالدولار ارتفاعا بنحو ثلاثين في المئة منذ يونيو الماضي، في حين إن أسعار برنت المقومة باليورو قريبة جدا من أعلى مستوى لها على الإطلاق والذي سجل بداية العام.

ويأتي هذا على خلفية بقاء الطلب العالمي على النفط صلبا نوعا ما، في وجه التباطؤ في الاقتصاد العالمي. ما دفع المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض للتأكيد ان السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية هو خيار مطروح على الطاولة. لكن ردة الفعل الاولية لمديرة وكالة الطاقة الدولية جاء مغايرا للرؤيا الاميركية. مشيرة الى ان الإمدادات الحالية كافية وان تلك الاحتياطيات يجب الا تستخدم الا في حال اضطراب كبير في الإمدادات وهو الأمر الذي لم يحدث بعد.

الا ان مصادر لمجلة 'petroleum economist' اشارت مؤخرا الى ان وكالة الطاقة الدولية بدأت تتخلى عن موقفها الرافض للسحب من الاستراتيجي. حيث تخشى الوكالة ان يتحرك الأميركيون وبعض الدول المستهلكة الكبرى للنفط بمنأى عن الوكالة الدولية مقوضين مصداقيتها.

ويشير العديد من الخبراء ان الإدارة الأميركية لها عدة مآرب من وراء هذا السحب. الأول هو الحد من ارتفاع اسعار النفط الذي يقلص من أثر العقوبات الغربية على صادرات النفط الايراني.

فيما الثاني فهو خفض أسعار البنزين الأميركية محليا, لدعم شعبية أوباما قبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

وتشير نفس المصادر ان السحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية قد يساوي او حتى يضاهي هذه المرة، السحب الذي قامت به وكالة الطاقة الدولية في يوليو من العام الماضي ابان الأزمة الليبية والبالغ ستين مليون برميل. وهو السحب الثالث في تاريخ الوكالة الممتد على قرابة اربعة عقود.