مأساة 'التعليم العالي' يرويها عبدالهادي الجميل

زاوية الكتاب

كتب 1213 مشاهدات 0


 

وزارة التعليم العالي 
 
كتب عبدالهادي الجميل
 
حكى لي أحد الآباء عن المعاناة التي يعيشها ابنه الدارس في أيرلندا هذه الحكاية التي سأرويها لكم على لسان الأب، يقول الأب: أرسلت ابني الحائز على شهادة الثانوية العامة بنسبة 90 بالمئة، لدراسة الطب، تمهيدا لتحويله على حساب وزارة التعليم العالي متى ما انطبقت عليه اشتراطات الوزارة. رحّبت به “كلية الجراحين الملكية” في دبلن، لكنها اشترطت أن يدرس سنة تحضيرية في أحد المعاهد المعتمدة لديها، والحصول على درجات عالية جدا في مواد السنة التحضيرية، وزوّدته الجامعة بمعهد معتمد لديها، اسمه “ دبلن انترناشيونال فاونديشن كولج”، وبالفعل التحق ابني بالمعهد لمدة 10 شهور اعتبارا من سبتمبر 2011 وحتى أكمل السنة بتفوق وحصل على الدرجات المطلوبة في يونيو 2012 ، وتحمّلتُ كامل مصاريف دراسته وسكنه ومعيشته. وفي 17 اغسطس الماضي، اتصل ابني بالملحق الثقافي للاستفسار عن نتائج القبول في الجامعة، كي يستكمل إجراءات التحويل، فأخبره الملحق الثقافي بعدم قبوله في الجامعة بحجة أن المعهد غير معتمد لدى التعليم العالي علما بأن لدى ابني شهادة صادرة من المعهد تفيد بأنه احد الدارسين فيه وتحمل ختم الملحقية الثقافية وتوقيع الملحق الثقافي الذي يقول بأن المعهد غير معتمد!!
ويتابع الأب قائلا: قمت على إثر هذه الصدمة، بالاتصال بالمعهد واستفسرت منهم عمّا قاله الملحق الثقافي فنفوا جميع ما قاله، وأكّدوا لي بأن الملحق الثقافي يستطيع تأمين قبول ابني في الجامعة!! بعد ذلك اضطررت إلى مراجعة التعليم العالي يوم الأحد الماضي وأخبرتهم بما قاله الملحق الثقافي، فنفوا ذلك لسبب بسيط وهو ان لا علاقة للتعليم العالي بالمعاهد التمهيدية، وما دامت الجامعة معتمدة لدى التعليم العالي، فإن من حقّها تحديد المعاهد التي تتعامل معها!
ويختتم الأب كلامه قائلا: تقدمت صباح أمس بشكوى للسيد وكيل وزارة التعليم العالي الدكتور خالد السعد، وأخرى لمديرة ادارة البعثات الأستاذة سامية الرميح، ضد سلبية الملحق الثقافي في أيرلندا وتفريطه بواجباته الوظيفية. انتهى كلام الأب.
لنتخيّل لو أن هذا الطالب ابن لوزير التعليم العالي أو أحد قياديي الوزارة، هل كان سيلقى هذه المعاملة من الملحق الثقافي؟
قد لا أكون مبالغا اذا ما قلت بأنني لم أجد من يمتدح أو يثني على وزارة التعليم العالي، بداية بالوزير ونهاية بالملحقين الثقافيين الذين يجب أن يتم تثقيفهم بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه الطلبة الذين يتغرّبون عن بلدهم ويبتعدون عن ذويهم وهم في هذه السن الحرجة،  ويعيشون في الغربة في سبيل اكمال دراستهم، ثم يأتي ملحق ثقافي بائس ليقضي على كل تلك الجهود، فيذهب كل التعب والآمال والأموال سدى!
بودّي لو أنصح الأب بأن يلجأ للملحقية الثقافية السعودية أو الاماراتية أو القطرية في دبلن، فقد يجد منهم فزعة حقيقية تبرد الكبد التي أحرقتها الملحقية الثقافية الكويتية ووزارة التعليم العالي.
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك