لا أحد يمكنه لومنا على عدم الثقة بطيراننا المحلي.. عواطف العلوي مؤكدة
زاوية الكتابكتب أغسطس 27, 2012, 10:01 م 1112 مشاهدات 0
الكويتية
مندهشة / الكويتية.. على طمام المرحوم
عواطف العلوي
في الكويت، أغنى بلدان العالم، ورابع أكبر مصدِّر للنفط بين دول منظمة أوبك، والسادسة عالميًا في امتلاك الاحتياطي من النفط، وصاحبة ميزانية عامة قيمتها (70.7 مليار دولار) في السنة، يضطر أفراد الشعب -الذي يعد من أكثر الشعوب حبًا للترحال والسفر- كل مرة يسافرون فيها، إلى قطع ضعف المسافة اللازمة من الكويت إلى البلد المقصود، مع ما يترتب عليه من هدر للوقت والمال والراحة، فقط لأنهم لم يجدوا ناقلاً وطنيًا محليًا يثقون به ليقلهم إلى البلد المطلوب، فيلجؤون إلى ناقلات جوية بديلة أكثر أمانًا وثقة، حتى وإن استلزم ذلك التوقف لفترة قد تطول في محطة أو أكثر قبل بلوغ الوجهة المنشودة، مما يعني مسافةً أكبر وزمنًا أطول وتعبًا أكثر!
المحزن في الأمر، أننا اعتدناه وألفناه، فلم يعد غريبًا أو مستهجنًا علينا، بل صرنا ننظر إليه على أنه جزء من طقوس سفرنا الطبيعية، وكأننا لا نستحق أفضل من ذلك، وكأننا خُلقنا لنشقى على الرغم من كل ما ننعم به من خيرات وموارد..!
بالطبع لا أحد يمكنه لومنا على عدم الثقة بطيراننا المحلي، فأسطول متهالك ومتقادم من طائرات تجاوز عمر أكبرها 20 عاما إلا أياما، واقترب أصغرها عمرا من 14 عاما! أي أن متوسط عمر الأسطول الكويتي أكثر من 18.5 عامًا، مقابل 6 أعوام متوسط عمر طائرات أسطول طيران الإمارات مثلا، ما يعني أن طائرات الكويتية مسجلة دفتريا على أنها «شوية خردة»، باتت تكلفة صيانتها واستهلاكها للوقود تزيد على سعرها حاليا! والدراسات التي قامت بها جهات عالمية معتمدة كلها أكدت احتياج الكويتية إلى طائرات جديدة، وإلى تطوير شبكة خطوطها، والتخلص من طائراتها القديمة على مراحل متتابعة!
أسطول مثل هذا بالتأكيد فقد الكثير من مصداقيته وثقة المسافر به! وكيف يثق به والأخبار تتواتر حول الأعطال التي تتعرض لها طائرات الكويتية، بسبب التقادم الذي أثّر في سلامتها وأربك جداول رحلاتها، وعطّل العديد من مواعيدها، وتَواصل مسلسل مشكلات الخلل الفني فيها، وتكررت معها حوادث الهبوط الاضطراري التي لولا عناية الله ولطفه ورحمته لأودت بأرواح المئات من البشر!
حقيقة لا أدري، هل ينتظر المسؤولون كارثة مأساوية -لا سمح الله- تقع لإحدى طائراتنا حتى يستفيقوا من سباتهم الثقيل! ألم يئن لأصحاب القرار أن يتجاوزوا أنانيتهم وخلافاتهم ومصالحهم الشخصية التي ألقت بظلالها على مستوى جودة وأداء المؤسسة محليا وعالميا، وكبدتها مئات الملايين من الدنانير حتى اليوم، وأن يلتفتوا جديا إلى تحديث الأسطول وإعادة الهيكلة، والبتّ في الميزانيات المعلقة وقانون تحويل المؤسسة!
يا سادة، يتحتم عليكم أن تنظروا إلى تطوير المؤسسة وعلاج الوضع الراهن على أنه واجب وطني، يحتاج إلى قرار سياسي ينسف كل العقبات الحالية بجرة قلم شُجاعة، لتعود مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية كسابق عهدها للصفوف الأولى بالريادة والجذب والمنافسة لكبرى شركات الطيران في العالم!
نستحق ذلك! فهل من رشيد يسمع ويجيب؟!
تعليقات