قبائل وعشائر في معاهدة 'انجلو- عثمانية'
زاوية الكتابكتب أغسطس 27, 2012, 12:02 م 6434 مشاهدات 0
نوعاً ما ارتبط اسم الكويت كثيراً في الدولة العثمانية لكنها لم تكن ذات ارتباط سياسي، ففي معاهدة الكويت من قبل الشيخ مبارك الكبير مع بريطانيا وهي معاهدة حماية في سنة 1٨٩٩ ارتسمت بأن تكون الكويت بعيدة كل البعد عن ولاية البصرة.
ففي ١٩١٣ ارتأت الدولة العثمانية اقامت نوع من المعاهدات مع بريطانية سميت ( انجلو _ عثمانية ) لكي تحسم الخلاف بينها وبين الكويت وبعد سلسلة من الضعف والتخلخل داخل الولايات العثمانية، ورأت بريطانيا في مصلحتها ان توافق بعد بسط نفوذها اقليمياً داخل المنطقة وتحديداً في الكويت وجنوب العراق كمنفذ تجاري يجعل منها ذات سيطرة اكبر، ففي بنود الاتفاقية ( ان يأخذ حاكم الكويت الضريبة والزكاة من مدينة الكويت الى حدود ٣٦٢ كيلو ، مع ضم جزيرة وربة وبوبيان وفقدان صفوان وام قصر ذات النفوذ التجاري القبلي ) فجعلت بريطانيا من حاكم الكويت قوة اكبر في الجزيرة ومن القبائل والعشائر بعد وضع الضريبة والزكاة بيده فكان المعتمد السياسي انذاك البيركوكس ان يجعل مبارك الكبير ذات سيطرة على قبائل العراق بعد تفكك حلف المنتفق الذي فقد تكاتفه بعد ضعف الاتراك في المنطقة فأوعز الى القبائل والعشائر التي كانت تقيم وتنزل في صفوان وام قصر الى الدخول في بادية الكويت وعطاء الزكاة والضريبة لحاكم الكويت وذلك يعتبر في مصلحة بريطانيا والكويت معاناً كقوة وكنفوذ تجاري للكويت ولفرض بريطانيا السيطرة عن طريق حاكم الكويت على هذه القبائل التي قد تثور على بريطانيا في اي وقت وهو ماحذر منه ديكسون الوكيل السياسي في جنوب العراق وهو ماذكره في كتابه ( الكويت وجاراتها ) .
فبعد ١٩١٣ اصبحت هذه القبائل في تصرف حاكم الكويت عبر التحالفات التي اقامها معهم وانتجت ثمارها في استيطانهم بادية الكويت الشمالية في (جريشان والروضتين والصبيحية وواره) وهو ما يشير لها (غلوب باشا ابو حنيك ) في كتابه ( حرب في الصحراء ) عبر دفاعهم عن الكويت في مناطق الكويت الصحراوية منذ تمرد الاخوان في ( ١٩٢٨ _ ١٩٢٩ )، والذي اشار بهذا الدفاع بأنهم كانوا يدفعون الضريبة والزكاة الى الشيخ احمد الجابر.
فنشاهد مما ذكره غلوب باشا بأن قبائل وعشائر معاهدة الانجلو_العثمانية اتت بصالح على الكويت فبعد ان كانت هذه العشائر في تصرف والي البصرة واحلافه من المنتفق قبل عام ١٩١٣ فهم بعد عام ١٩١٣، اصبحوا يدافعون بإستماتة في اراضي الكويت وخسروا كثيراً بهذا الدفاع من حلال ومال كما نرى ايضاً انهم من أولى القبائل من دافع عن الكويت في وقت كانت الاوضاع في البادية الشمالية تحتاج من يكون السد لسور الكويت ومدينتها.
وبعد انتهاء تمرد الاخوان اتت المعاهدة السابقة الى نفوذ تجاري عبر تواجدهم في سور الكويت تحديداً في ساحة الصفاة للبيع والشراء.
واستمرت هذه العلاقة بين القبائل والعشائر في صياغ مضمون المعاهدة الى ان تولى الشيخ صباح الناصر امارة البادية واصبح اميرها فهم شاركوا في حفظ الامن بالبادية واستقرارها.
وبعد وفاة امير البادية الشيخ صباح الناصر ١٩٥٧ استقروا في مدن الكويت ومناطقها، ودخلوا السلك العسكري المنظم والذي كان يرأسه مدير الامن العام الشيخ سعد العبدالله وكانت بطولاتهم فالسابق كما هي الآن، حب وولاء مطلق للارض وللحاكم، فمن كان بالامس هو صمام الامان، لماذا يتم جحودهم ونكران مواقفهم وولاءهم التاريخي للكويت.
مساعد الدريب
تعليقات