ناصر الحسيني يشخص لأعضاء الأغلبية أسباب نقد الشارع لهم!

زاوية الكتاب

كتب 1204 مشاهدات 0


عالم اليوم

صرخة قلم  /  كلنا معكم يا الأغلبية.. ولكن!

ناصر الحسيني

 

مما لاشك فيه ان نواب الاغلبية وجودهم في مجلس الامة امر ضروري جدا، وهم كالماء لا نستطيع الاستغناء عنه، ولكن بعض الاحيان نتجنب الماء اذا كان غير صالح للشرب، فبعض نواب الاغلبية يستغرب كثرة الهجوم على كتلتهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة ان بعض الشبيحة حاول ان يفسر سر الهجوم على الاغلبية، ليس بسبب الاخطاء، وانما هناك فيلا مؤجرة بالجابرية ويتردد عليها 150 مغردا مهمتهم الهجوم على الاغلبية، ويُدفع لهم 200 دينار نظير هذا الهجوم، وهذه (الكذبة المضحكة) تذكرني بالمثل القائل (قال شلون عرفتها كذبة .. قال من كبرها) فالذي يريد ان يغرد ليس بحاجة الى الذهاب الى فيلا الجابرية، بل هاتفه في (مخباه) ويستطيع التغريد من اي موقع، وبالعقل، اي فيلا التي تستوعب كل يوم 150 سيارة تقف امامها، ولكن احب اقول لهؤلاء الشبيحة ان زمن الاستخفاف بعقول الناس انتهى، وان مثل هذه الاشاعات تضر الكتلة، ولا تنفعها.

لذلك احب اقول للاغلبية ان النقد الذي ينالكم يوميا بسبب تصرفاتكم فقط، ومن منطلق (بارك الله فيمن يهدي لي عيوبي) سأشخص لحضراتكم اسباب نقد الشارع لكم، وبكل تجرد، واتمنى تصحيح مساركم، فأنا معكم لتصحيح المسار والقضاء على الفساد، لذلك وجب علي مصارحتكم.

فالمريض في داء السكر تحدد له جرعة أنسولين، واذا قلت الجرعة تؤدي الى ارتفاع السكر، وهذا هو حال الشعب الكويتي مع الاغلبية، فنواب الاغلبية وتحديدا المعارضين في مجلس 2009 رفعوا السقف عاليا ضد الحكومة السابقة، وزادوا من جرعة الهجوم عليها، وكانوا يقولون (حكومة الفساد .. حكومة الضياع ... الى آخره من التسميات) وتعوّد الشعب على ارتفاع السقف، وفجأة خففت الجرعة، و اختفى الهجوم على الحكومة، وان جاء نقدها، يأتي على استحياء، ولمرة واحدة، بينما في السابق الهجوم متكرر، وهنا لاحظ الشعب تغيير لغة الخطاب من الشدة الى عكسها، ما أدى الى زرع الشك في معارضة الاغلبية.

وفي اجتماع ساحة الارادة الاخير، انتقد النواب كل شيء ولم يتطرقوا الى الحكومة بكلمة واحدة، والشعب اصبح واعيا ولاحظ ذلك، كما ان اجتماعات نواب الاغلبية مع اطراف حكومية بالخفاء، زاد الطين بلة ضدهم.

الخطأ الآخر الذي وقعت به الاغلبية، هو التخبط، فتارة يقولون شعارنا في ساحة الارادة (ارحل يا جابر) رغم معارضتي لهذا الشعار، وفجأة يتغير الشعار الى (الشعب صاحب السيادة) ما جعل الشعب يتساءل عن سر هذا التراجع، وهذا زاد من دائر الشكوك .

والطامة الكبرى، ان الاغلبية تدعو الى التجمع اليوم في ساحة الارادة، ولم تتطرق الى اي نقد ضد الحكومة في بيانها الاخيرة، فكيف تقنعون الناس بالحضور للإرادة وانتم اصبحتم جبهة للدفاع عن الحكومة، بل اخذتم تتهربون من نقدها عن طريق اطلاق تسميات وهمية، ومنها (تحميل الحكومة الخفية مسؤولية ما يحدث .. ونطالب في امارة دستورية ... وانشاء احزاب) وكل هذه الاقاويل لا تنطلي على الشعب الكويتي، والكل يعلم أن هذه الاقاويل ماهي إلا سياسة الهروب الى الامام من نقد الحكومة، ما جعل المغردين يتساءلون، (ننزل للساحة ضد من؟!) وهم على حق بهذا التساؤل، فالاغلبية تدعو الى النزول لساحة الارادة، ولكن الخصم من إذا كنتم لا تريدون نقد الحكومة وتحميلها مسؤولية الاحالة الدستورية؟! رغم ان الدستور حمّل المسؤولية للحكومة امام البرلمان في اي اجراء تتخذه، هل تحشدون الجمهور ضد أشباح وتسميات وهمية؟! يبا ... اخذوها كاش .. الشعب فتّح .. وانصحكم بانتهاج الطريق الصحيح الذي رسمة لكم الدستور، وهو تحميل الحكومة مسؤولية ما يحدث، عدا ذلك ضحك على الذقون، ومالكم شبيه بهذه الحالة، الا السيارة المدنية في لوحات حكومية.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك