كم شخصا ينبغي أن يموت حتى تتحرك الدولة وأجهزتها؟.. المقاطع متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1424 مشاهدات 0


القبس

الديوانية  /  سلاح الأعراس ومحمد الركن

د. محمد عبد المحسن المقاطع

 

ليس في الكويت ترخيص للسلاح الشخصي إلا بشكل محدود لأشخاص معدودين بالنسبة للمسدسات، وهو كذلك لبنادق الصيد، رغم التوسّع في ترخيصها في الفترة الأخيرة.

ولكن أسلحة مثل رشاش الكلاشنكوف أو «أم أي 16» أو أي سلاح لا يتم استخدامه إلا من قبل رجال الأمن أو الجيش، فهذا خطر، لذا فإن الأمر العجيب حقا أن تكون تلك الأسلحة متداولة، بل ويتم إظهارها بمناسبات احتفالية خاصة مثل الأفراح، وخصوصا الأعراس، ووزارة الداخلية تتفرج ولا تحرك ساكنا، رغم أن مجرد حيازة تلك الأسلحة جريمة بذاتها، والأسوأ أن يتم إطلاق أعيرة نارية حية منها، وكأن الدولة لا وجود لها، وقد توفي قبل أيام مواطن بريء بسبب هذه الأسلحة، والعبث الطفولي أو المستهتر بها، حيث أصابته في أحد الأعراس «طلقة طائشة»، كما يعبر عن هذا الموضوع الخطر بالعبارات المهونة لما هو في عداد الجرائم! فمن أين حصل صاحب هذا السلاح عليه؟ ولماذا يحضره لأماكن عامة بكل استهتار؟ ومن أين يحصل على الذخيرة الحية الخاصة بهذا السلاح؟ وأين «الداخلية» والأجهزة الأمنية عن هذه الممارسات المستهترة والدخيلة على المجتمع والمخالفة للقانون؟ وكم شخصا ينبغي أن يموت حتى تتحرك الدولة وأجهزتها؟

***

● تعتبر دولة الإمارات من الدول المشهود لها بالانفتاح ودعم الحريات، حتى أنها صارت محطة للسياسيين والمفكرين العرب الذين تحاصر بلدانهم حريتهم، وحبنا ككويتيين للإمارات وحكامها وأهلها فوق أن يوصف، قبل ذلك ومازال، ويعتبر الشيخ زايد، رحمه الله، هو صاحب الفضل في هذا النهج وسعة الصدر، اللذين مازالا مستمرين بقيادة أبنائه، وبحكم هذه الفضائل أكتب هذه المناشدة في هذه المقالة، مناشدا سمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الإمارات، وأخاه سمو الشيخ محمد بن زايد، ولي العهد، التدخل بكرمهما لإطلاق سراح أستاذ القانون الدستوري وأحد أعلام الدفاع عن حقوق الإنسان الدكتور محمد الركن لأسباب غير واضحة، يقال بسبب حديثه عن حقوق الإنسان في العالم العربي والإمارات بمؤتمر بلندن، بعد أن تم اعتقاله في الآونة الأخيرة. فأنا شخصيا أعرف الدكتور الركن، بدماثة خلقه وحبه لبلده وحرصه على نظامه وحسه الوطني العالي وعلمه ومهنيته وأدائه الأكاديمي المتميز، متمنيا عليكم إطلاق سراحه هو وابنه، فهما وأمثالهما من أبنائكم دعما لكم وسندا لخطواتكم الناجحة في إدارة الدولة وتنميتها.. وأسأل الله لكم السداد والتوفيق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك