روسيا: سوريا لن تستخدم الأسلحة الكيماوية

عربي و دولي

جيش النظام يقصف مناطق بدمشق ومقتل 40 شخصا

1032 مشاهدات 0


نشرت صحيفة كومرسنت الروسية يوم الاربعاء تصريحات لمسؤول بوزارة الخارجية الروسية لم تكشف عن هويته قال فيها ان موسكو تعتقد ان سوريا لا تعتزم استخدام الاسلحة الكيماوية وانها قادرة على تأمينها.
ويهدف التقرير فيما يبدو الى طمأنة الغرب على ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يستخدم الاسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة به بعد ان حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما من 'عواقب وخيمة' حتى اذا حركت دمشق هذه الاسلحة بصورة تنطوي على مخاطر.
وقالت كومرسنت في تقريرها ان 'حوارا سريا' مع الحكومة السورية بشأن سلامة الترسانة أقنع روسيا بأن 'السلطات السورية لا تعتزم استخدام تلك الاسلحة وانها قادرة ان تبقيها بنفسها تحت السيطرة.'
ورفضت الخارجية الروسية التعليق فورا على التقرير الذي تضمن تصريحات لمسؤول الخارجية الروسية قال فيها ان موسكو ترى ان من 'المحتمل جدا' ان تتحرك الولايات المتحدة عسكريا اذا لمست تهديدا من الاسلحة الكيماوية.
وتعارض روسيا بقوة التدخل العسكري في سوريا. ويوفر الاسد لموسكو في بلاده أقوى موضع قدم لروسيا في الشرق الاوسط خلال السنوات القليلة الماضية. وحذر سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي الغرب امس من القيام باي عمل منفرد في سوريا.
وعارضت روسيا والصين أي تدخل عسكري في سوريا طوال 17 شهرا من اراقة الدماء واستخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات لمجلس الامن التابع للامم المتحدة أيدتها دول غربية وعربية لزيادة الضغط على دمشق لوقف اعمال العنف التي قالت الامم المتحدة انها أودت بحياة 18 ألفا منذ بدء الاحتجاجات في مارس آذار عام 2011 .
لكن بعد ان أقرت سوريا الشهر الماضي للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية او بيولوجية وقالت إنها يمكن أن تستخدمها في حالة تدخل دول أجنبية قالت روسيا انها أبلغت دمشق انه حتى التهديد باستخدام هذه الاسلحة غير مقبول.
ونقلت كومرسنت عن مسؤول الخارجية الروسية قوله ان الولايات المتحدة 'حذرت بشدة مقاتلي المعارضة من حتى الاقتراب من مواقع تخزين الاسلحة الكيماوية ومصانع انتاجها' وان 'جماعات المعارضة تلتزم' بهذه المطالب.
وقال المسؤول الروسي 'هذا يثبت ان الغرب بوسعه ان يمارس نفوذا محددا على معارضي الاسد حين يود ان يفعل.'
ويرى مسؤولون غربيون ان روسيا فاقمت من العنف في سوريا بحمايتها الاسد من خلال حق النقض الذي استخدمته مرارا في مجلس الامن وترد موسكو بأن الغرب يشجع مقاتلي المعارضة وان عليه بدلا من ذلك ان يضغط عليهم لوقف القتال.

ومن جهة أخرى قال نشطاء في المعارضة السورية إن قذائف أطلقها الجيش السوري سقطت في جنوب دمشق يوم الأربعاء وإن طائرات هليكوبتر أطلقت صواريخ ونيران المدافع الآلية خلال هجوم لإحكام قبضة الرئيس بشار الأسد على العاصمة.
وقالوا إن 40 شخصا على الأقل قتلوا فيما أسموه أعنف قصف هذا الشهر.
وقالت مواطنة من سكان كفر سوسة 'دمشق كلها تهتز بأصوات القصف.' وذكرت ان مدفعية الجيش المتمركزة على جبلي قاسيون والسرايا المطلين على دمشق فتحت نيرانها على العاصمة.
وذكر نشطاء أن 22 شخصا على الأقل قتلوا في كفر سوسة إلى جانب 18 في حي نهر عائشة المجاور.
وقال نشطون من المعارضة إن القوات السورية قتلت صحفيا متعاطفا مع الانتفاضة لدى مداهمتها حي نهر عائشة في دمشق يوم الاربعاء.
وأضافوا أن الجنود قتلوا مصعب العودة الله الذي كان يعمل بصحيفة تشرين الحكومية رميا بالرصاص من مسافة قريبة بعدما دخلوا منزله أثناء مداهمة منازل في الحي.
وقال نشط في المعارضة بكفر سوسة ذكر أن اسمه بسام لرويترز عبر سكايب إنه يوجد 22 دبابة في كفر سوسة الآن ووراء كل منها 30 جنديا على الأقل وإنهم يداهمون منازل ويعدمون رجالا.
ولم يتسن التحقق من تقرير النشطاء بسبب القيود التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الإعلام المستقلة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن أكثر من 250 شخصا منهم 171 مدنيا قتلوا في أنحاء سوريا يوم الثلاثاء وأغلبهم حول دمشق وحلب ومدينة درعا في الجنوب.
واستخدم الجيش السوري الدبابات وطائرات الهليكوبتر الحربية هذا الأسبوع في هجوم حول العاصمة تزامن مع رحيل مراقبين عسكريين تابعين للأمم المتحدة بعد مهمة فاشلة.
وقال نشطاء في ضاحية المعضمية بجنوب غرب دمشق إن قوات الأسد قتلت 86 شخصا هناك منذ يوم الاثنين. ولم يتسن التحقق من هذه المعلومة.
ولم يرد على الفور تعقيب من الحكومة على أحدث قتال لكن التلفزيون الحكومي عرض لقطات لأسلحة قال إنه صادرها من مقاتلي المعارضة في المعضمية التي كانت واحدة من أولى المناطق التي تنضم للانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا ضد الأسد.
وتقدر الأمم المتحدة أن 18 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة بعد أن ردت الحكومة بعنف شديد على احتجاجات سلمية تحولت إلى صراع مسلح.
ويهدد هذا الصراع بتقويض استقرار لبنان حيث تصاعد العنف بين السنة والعلويين لليوم الثالث.
وقالت مصادر طبية في لبنان إن عدد من قتلوا في الاشتباكات بين الطرفين بمدينة طرابلس ارتفع إلى عشرة على الأقل في اشتباكات خلال الليل وصفها سكان بأنها من أعنف الاشتباكات التي شهدتها المدينة الواقعة في شمال لبنان منذ الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت من عام 1975 إلى 1990.
وأحيا الصراع في سوريا توترات قديمة في طرابلس بين العلويين الموالين للأسد في حي جبل محسن والسنة في حي باب التبانة.
وفي سوريا فقدت قوات الأسد السيطرة على أجزاء من البلاد في الأشهر القليلة الماضية لكنها خاضت معركة شديدة في دمشق وفي حلب أكبر مدينتين في البلاد.
وسمع مراسلو رويترز في حلب أصداء أعيرة نارية وقذائف تنفجر كل دقيقة. وقال التلفزيون الحكومي إن القوات الحكومية تلاحق 'فلول العصابات الإرهابية المسلحة'.
وقال مسؤول عراقي وقائد لمقاتلي المعارضة السورية إن القوات النظامية اشتبكت مع مقاتلي المعارضة يوم الأربعاء للسيطرة على قاعدة عسكرية ومطار قرب بلدة البوكمال الشرقية على الحدود العراقية.
وقال فرحان فتيحان رئيس بلدية القائم بالعراق لرويترز 'هناك قتال عنيف بين الجيش السوري الحر وحرس الحدود السوري للسيطرة على القاعدة حيث تستخدم الدبابات والمدفعية في القصف.'
وأضاف في اتصال تليفوني 'معظم مناطق البوكمال في أيدي الجيش السوري الحر لكن يجري نشر قوات من الجيش النظامي السوري تبسط سيطرتها على المناطق الواقعة خارج البوكمال مباشرة.'
وقال قائد لمقاتلي المعارضة السورية لرويترز في اتصال هاتفي عبر الأقمار الصناعية إن المقاتلين يسيطرون الآن على البوكمال التي تقع على طريق إمداد من العراق.
وقال القائد أبو خالد إن الجيش السوري لا يسيطر الآن إلا على القاعدة العسكرية والمنطقة المحيطة بها.
ومن ناحية أخرى ذكرت مصادر في المعارضة أن القوات النظامية أخلت منشأتين أمنيتين في البوكمال. وأضافت أن هاتين المنشأتين تابعتين للمخابرات الجوية وجهاز الأمن .
ومع انزلاق سوريا إلى مزيد من الفوضى أبدت الولايات المتحدة واسرائيل القلق من احتمال أن يفقد الأسد السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيماوية أو أن تصبح لديه رغبة في استخدامها.
ونشرت صحيفة كومرسنت الروسية اليوم تصريحات لمسؤول بوزارة الخارجية الروسية لم تكشف عن هويته قال فيها ان موسكو تعتقد ان سوريا لا تعتزم استخدام الاسلحة الكيماوية وانها قادرة على تأمينها.
وقالت ان 'حوارا سريا' مع الحكومة السورية بشأن سلامة الترسانة أقنع روسيا بأن 'السلطات السورية لا تعتزم استخدام تلك الاسلحة وانها قادرة ان تبقيها بنفسها تحت السيطرة.'
وأنذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد يوم الاثنين 'بعواقب وخيمة' في حالة استخدامه الأسلحة الكياوية أو حتى نقلها بشكل ينطوي على تهديد مما دفع روسيا لتحذير الغرب من أي إجراء من جانب واحد.
واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) مرارا ضد قرارات بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت دول غربية وعربية تأمل أن تزيد من الضغط على الأسد لإنهاء الصراع.
وتتهم موسكو تلك الدول بإطالة أمد الحرب من خلال دعم مقاتلي المعارضة الذين كثيرا ما تصفهم بأنهم إسلاميون متشددون.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك