عن الـ'دُمى قراطية' اللبنانية!.. يكتب أحمد البريكي
زاوية الكتابكتب أغسطس 21, 2012, 10:30 م 1309 مشاهدات 0
الكويتية
وادي كلمة / 'دُمى قراطية'.. لبنانية!
أحمد مبارك البريكي
شجرة أرز لبنان الوطن الواحد بساقها الغليظة المتماسكة تنتهي في آخر المطاف إلى فروع صغيرة وإلى لبنانات كثيرة.. هكذا حال وطن عاش حرا وقتله أعداؤه بحريته.. ورموه في البحر..!
في بلد كلبنان، الحرية فيه ككسرة الخبز المعجونة بخميرة ديكتاتورية المخططات السرية والقتل المخطط، لا عجب أن نرى الصحف والقنوات التي يزخر بها فضاء هذا البلد العربي الصغير ببرامج كاريكاتورية بالصوت والصورة، غالبا ما تسخر من وضع الأهرامات المقلوبة داخل كانتونات الطوائف والإثنيات المتفرقة في وطن مزقته حرب أهلية طاحنة، لا بوادر على نهايتها الفعلية حتى لو انتهت بالفعل..!
برنامج «دمى قراطية» الترفيهي السياسي المقتضب الذي تبثه قناة الإل بي سي، وهي بالمناسبة قناة مملوكة بنسبة 49 بالمئة لرجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال، ويتندر هذا البرنامج بطريقة انتقاد ساخرة ومضحكة من مواقف وتناقضات سياسيي لبنان، الذين رسا المزاد عليهم بعد عقود من الاختلاف، وبعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، فانقسما إلى فسطاطين آذاريين كبيرين أحدهما أخذ الرقم 8 والآخر 14..!
جماعة 8 آذار التي يقودها حزب اللـه بشخص نصر اللـه، الذي سحب الإعجاب من قلوب فئة كبيرة من أهل الكويت والعرب بشكل عام في العام 2000 عندما أطلق شعار «هيهات منا الذلة» فصفق له جمهور العزّة، لكن ذلك الجمهور لم يكن يرى من نصر اللـه إلا وجه العملة الواحدة يومها، قبل أن يكشف لنا عن الوجه الآخر لها حين انتفض أهل سوريا جميعهم من حلبهم إلى حمصهم، ومن لاذقيتهم حتى ديرزورهم ومن قامشليهم ودمشقهم وريفها وصولا إلى درعاهم، ليكشر النظام المستبد عن أنيابه بعدها ويعالجهم بمدرعاته وصواريخه وشبيحته، بعد أن سمع صوت الرجل السوري الواحد يرفض ويقول: لسنا نعامات
في حظيرة أسد..!
السوريون الذين أطلقوها بالحق «هيهات منا الذلة» فأزعجت صيحاتهم حسن نصر اللـه، فجاءت ميكيافيليته في جملة «الهيهات» تلك حتى تلونت بألوان الطائفة، فثارت الحمية الحزبية ضد أرواح البشر لتجر لبنان مرّة جديدة إلى حرب جديدة وقودها «كيروسين» المذهب والتعصب والانحياز للخاطئين..!
«الدمى قراطية» طرحت أغنية تسخر من الوضع المعكوس في لبنان، ويظهر فيها ثلاثة من كبار جماعة 14 آذار خلفهم العلم السوري الحر، وهم يصبون جام غضبهم على رئيس حزب اللـه الذي انقضّ على ديمقراطيتهم يوما بطريقة القمصان السوداء، ففضّ حكومتهم المنتخبة واستفرد بقرار الدولة وحده، تقول كلمات الأغنية مع الطقطوقة الموسيقية التي أخذت الطابع الشامي:
قربت آخرتك حزب الله..
روح يلاّ تضبضب روح يلاّ ..
السوري الحر جايي لعنّا ..
دبّر مخباية لنصر الله ..!
تعليقات