(تحديث1) سوريا مستعدة لمناقشة تنحي 'الأسد'
عربي و دوليقدري جميل: التدخل العسكري الخارجي 'مستحيل' وسيؤدي الى مواجهة تتجاوز حدود البلاد
أغسطس 21, 2012, 7:47 م 2372 مشاهدات 0
أكد نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل أن سوريا مستعدة لمناقشة مسألة تنحي الرئيس الأسد. وشدد على أن الحل الوحيد للأزمة السورية يكمن في الحوار.
وفي حين أكد أنه لا توجد محرمات في بحث أي قضية على طاولة الحوار، قال إن وضع تنحي الأسد كشرط يعني ضمناً إقفال طاولة الحوار قبل بدئها. واستطرد موضحاً أن لا شيء يمنع بحث أي قضية يمكن أن يفكر أو يطالب بها أحد المتحاورين على طاولة الحوار، حتى موضوع التنحي نفسه يمكن بحثه.
إلا أنه تساءل إن كان فرض التنحي قبل إيجاد الآليات التي يستطيع الشعب السوري أن يعبر فيها عن رأيه يعتبر أمراً ديمقراطياً.
وأضاف أنه إذا كان الأمر سيفرض من الخارج فهو سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، وإذا تكرس في سوريا لأول مرة بالمعنى السياسي فسيفتح المجال ليتكرر في أي بقعة من العالم.
كما كرر أن فرض التنحي بالقوة هو مساس بحق الشعب السوري في تقرير مصيره والاستيلاء على هذا الحق إساءة ووصاية عليه.
إلى ذلك، أشار إلى أن الحكومة الحالية مصممة على الاتجاه شرقاً نحو 'الأصدقاء' كالصين والهند وروسيا وإيران وفنزويلا، معتبراً أن الشرق مفهوم سياسي وليس جغرافيا. كما شدد على عزم الحكومة على إنهاء الأزمة لأنها بدأت تؤثر على اقتصاد البلاد.
كلام جميل جاء في مؤتمر صحافي عقده إثر لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو. وأعلن جميل ضرورة الذهاب فوراً إلى طاولة الحوار ومناقشة التصورات والحلول اللازمة، مؤكداً أن لا شيء ممنوع الحديث عنه.
كما أضاف إلى أن طاولة الحوار يجب أن تنطلق من مبادئ ثابتة ألا وهي رفض التدخل الخارجي والعنف بكل أشكاله.
وأعلن أن الحكومة السورية تشدد على الاتجاه شرقاً، محدداً مفهوماً جديداً لبلدان الشرق، التي تضم بحسب قوله، روسيا والصين والهند وفنزويلا، وذلك من منطلق المفهوم السياسي وليس الجغرافي البحت.
وانتقد الموقف الأوروبي لا سيما لجهة فرض العقوبات الاقتصادية، التي أضرت بالشعب السوري ككل وزادت من معاناته. وأضاف قائلاً: 'بما أن الصديق عند الضيق اتجهنا إلى أصدقائنا في الصين وروسيا وإيران، وقد ساعدونا كثيراً'.
من جانبه، أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر أن الحل يجب أن يكون سوريا بامتياز، مشدداً على ضرورة وقف العنف، وأن السلاح الوحيد الذي يجب أن يكون في سوريا هو سلاح الدولة. وأضاف أن 'وقف العنف يحتاج إلى خارطة طريق بحثناها مع المسؤولين الروس'.
وقال إنه كلما اقتربت فرصة حل سياسي زاد التدخل الأجنبي لعرقلته. وأضاف 'إننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالذهاب إلى مصالحة وطنية'.
يذكر أن قدري جميل كان قد بدأ مباحثاته مع المسؤولين الروس، وذلك للمرة الثانية منذ أسبوعين، وتركزت المباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على سبل تسوية الأزمة في سوريا.
تزامن ذلك مع استمرار الاشتباكات في سوريا، بحيث أفادت شبكة شام عن العثور على 40 جثة لناشطين تم اعدامهم في معظمية الشام، في حين أعلنت الشبكة السورية عن سقوط 76 قتيلا بنيران قوات النظام.
حذرت روسيا الغرب يوم الثلاثاء من القيام بعمل منفرد في سوريا بعد يوم من تهديد الرئيس الامريكي باراك اوباما 'بعواقب وخيمة' إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو حتى حركها بشكل ينطوي على تهديد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متحدثا بعد مقابلة مع داي بينغ قو مستشار الدولة الصيني إن موسكو وبكين متفقتان على الحاجة إلى 'الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بانتهاكها.'
ورفض نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل الذي كان يتحدث أيضا في موسكو تهديدات أوباما قائلا انها للاستهلاك الاعلامي.
وقال جميل ان التدخل العسكري المباشر في سوريا 'مستحيل لان من يفكر فيه ايا كان... انما يدخل في مواجهة اوسع نطاقا من حدود سوريا.'
وأضاف جميل إن الغرب يبحث عن ذريعة للتدخل العسكري وشبه التركيز على الأسلحة الكيماوية السورية بالسياسة التي انتهجها الغرب تجاه العراق الذي غزته قوات تقودها الولايات المتحدة بحجة ان صدام حسين يخفي اسلحة دمار شامل.
وتعارض روسيا والصين أي تدخل عسكري في سوريا طوال 17 شهرا من اراقة الدماء واستخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات لمجلس الامن التابع للامم المتحدة أيدتها دول غربية وعربية لزيادة الضغط على دمشق لوقف اعمال العنف التي أسفرت عن سقوط 18 ألف قتيل.
وفي واحدة من أحدث مناطق المعارك قال سكان ونشطاء معارضون ان جنودا سوريين مدعومين بالدبابات دخلوا الى ضاحية المعضمية اليوم الثلاثاء وقتلوا 20 شابا على الاقل وحرقوا متاجر ومنازل قبل انسحابهم.
واضافوا ان جثث الرجال واغلبهم اطلقت عليهم النيران من مسافة قريبة عثر عليها في الطوابق السفلى والمتاجر والمنازل التي نهبها افراد الجيش. وبذلك يرتفع عدد قتلى هجوم الجيش على الضاحية السنية الواقعة في جنوب غرب دمشق والذي بدأ يوم الاثنين الى 50 شخصا لطرد مقاتلي المعارضة من الضاحية.
وقالت ناشطة اكتفت بقول ان اسمها حياة 'الناس بدأت للتو الخروج من منازلها لمشاهدة الدمار.'
وقالت مصادر المعارضة ان مقاتلي الجيش السوري الحر تركوا المعضمية عند الفجر تحت وطأة قصف جوي وبري شديد.
وتفرض الدولة حظرا على وسائل الاعلام مما يجعل من المستحيل التحقق من التقارير بشأن العنف الذي جاء بعد يوم دام يوم الاثنين حيث قتل 200 شخص في انحاء البلاد وفقا لتقديرات جماعة المرصد السوري لحقوق الانسان المعارضة.
ولم تبد الولايات المتحدة وحلفاؤها رغبة تذكر في التدخل العسكري في سوريا على عكس الحملة التي شنها العام الماضي حلف شمال الأطلسي والتي ساعدت على الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
لكن أوباما استخدم أشد لهجة على الإطلاق يوم الاثنين في تحذير الأسد من استخدام أسلحة غير تقليدية.
وقال أوباما 'لقد أوضحنا بجلاء لنظام الأسد وأيضا للاعبين آخرين على الأرض أن تجاوز الخط الأحمر من وجهة نظرنا هو ان نبدأ نرى مجموعة كاملة من الأسلحة الكيماوية يجري نقلها أو استخدامها. سيغير ذلك حساباتي.'
وأقرت سوريا الشهر الماضي للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية او بيولوجية وقالت إنها يمكن أن تستخدمها في حالة تدخل دول أجنبية. وأثار هذا التهديد تحذيرات قوية من واشنطن وحلفائها لكن ليس من الواضح كيف يمكن للقوات المسلحة السورية أن تستخدم هذه الأسلحة في حرب المدن.
وقال أوباما ربما في اشارة الى حزب الله الشيعي اللبناني وهو حليف للاسد تدعمه ايران أو لمتشددين اسلاميين 'لا يمكن أن نقبل سقوط اسلحة كيماوية او بيولوجية في ايدي من يجب ألا تكون في ايديهم' مضيفا انه غير متأكد من ان تلك المخزونات آمنة.
ويقول موقع جلوبال سيكيورتي الذي يجمع تقارير مخابرات منشورة وبيانات اخرى انه توجد اربعة مواقع يشتبه في انها تضم أسلحة كيماوية في سوريا تنتج غاز الاعصاب في اكس والسارين والتابون. وأضاف ان هذه المواقع شمالي دمشق وقرب حمص وفي حماة وقرب ميناء اللاذقية على البحر المتوسط وذلك دون ذكر مصدر.
ويعزف أوباما عن انخراط الولايات المتحدة في حرب أخرى بالشرق الأوسط ويرفض تسليح مقاتلي المعارضة السوريين ومن أسباب ذلك الخوف من أن يكون بعض من يحاربون الأسد من الإسلاميين المتشددين الذين يناصبون الغرب أيضا العداء.
وسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء من الأرض في شمال سوريا قرب تركيا التي تستضيف حاليا 70 ألف لاجئ سوري والتي أشارت الى ان الامم المتحدة قد تحتاج الى انشاء 'منطقة آمنة' في سوريا اذا تجاوز العدد 100 الف لاجيء.
لكن إقامة منطقة آمنة ستتطلب فرض منطقة حظر جوي وهي فكرة قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأسبوع الماضي إنها ليست 'قضية ملحة' بالنسبة لواشنطن.
ومع تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بسبب انقسامات بين القوى العالمية والخصومات الإقليمية تواجه سوريا احتمال أن تشهد صراعا طويل الامد بين السنة والعلويين.
وأثر هذا البعد الطائفي على لبنان المجاور حيث قتل شخصان واصيب أكثر من 60 بجروح في مدينة طرابلس بشمال البلاد وهي بلدة تسكنها أغلبية سنية إلى جانب أقلية علوية تساند الأسد بشدة.
وقال سكان ان مسلحين في حي باب التبانة الذي تسكنه أغلبية سنية ومنافسيهم في حي جبل محسن الذي تسكنه أغلبية علوية تبادلوا اطلاق النار والقاء القنابل في قتال متقطع طوال الليل وحتى الصباح رغم وجود القوات اللبنانية.
وقال الجيش إن الجرحى بينهم عشرة جنود
تعليقات