ثورة التونسيات انتفاضة ضد استعادة الهوية الإسلامية.. برأي سلطان الخلف
زاوية الكتابكتب أغسطس 20, 2012, 9:16 م 561 مشاهدات 0
الأنباء
فكرة / تونسيات تحت عباءة بورقيبة
سلطان الخلف
تشهد الساحة التونسية هذه الأيام احتجاجات شريحة نسائية حول تعديل الدستور التونسي الذي سيتم مناقشته في ديسمبر المقبل، وهذه الشريحة التي تمثل نفسها ولا تمثل المرأة التونسية بشكل عام تحاول الحفاظ على ما تسميه مكتسبات المرأة التونسية التي حصلت عليها في عهد الدكتاتور بورقيبة وهي في الحقيقة ليست مكتسبات بقدر ما هي تغريب للمرأة التونسية وهي عادة الدكتاتوريات في منطقتنا العربية الذين يحرمون شعوبهم من حرياتهم السياسية ثم يلمعون سلطتهم بالتظاهر بالعطف على المرأة. والغريب أن هذه الاحتجاجات من النسوة التونسيات لم تكن ضد إقامة دولة ثيوقراطية في تونس أو تطبيق الشريعة الإسلامية فيها فالدستور التونسي الجديد صريح ولا ينص على ذلك في مواده ولكنها في الحقيقة انتفاضة ضد استعادة الهوية الإسلامية التي طالبت بها جموع الثورة التونسية. ويمكن تفسير الحساسية المفرطة لهؤلاء النسوة التونسيات من الدين إذا علمنا أنهن متشربات بالثقافة الليبرالية الفرنسية، وهي من أكثر الليبراليات ازدراء للقيم الدينية إذا ما قورنت بالليبرالية الأميركية أو الأنجلو سكسونية حيث كان أحد شعارات الثورة الفرنسية (اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس) ولعل ذلك كان واضحا في القوانين التي أصدرتها فرنسا لمنع لبس النقاب والتضييق على الطالبات المرتديات الحجاب في المدارس على عكس موقفي بريطانيا وأميركا اللتين كانتا أكثر مرونة. ولفت انتباهي بالأمس أن بعض الناشطات الفرانكفونيات في تونس رفعن دعوى قضائية ضد مسؤول كان قد تزوج من امرأتين لأن ذلك يعد خرقا للقانون التونسي الذي وضعه الدكتاتور بورقيبة والذي يعتبر من مكتسبات المرأة التونسية على حد زعمهن علما بأن التعدد في الإسلام ليس أمرا إلهيا واجبا على كل مسلم لكنه حلا لمشاكل اجتماعية أو ظروف زوجية ويبدو أن ثقافتهن الدينية متواضعة جدا ولا عجب في ذلك فقد طالبن بالمساواة التامة مع الرجل في كل شيء حتى في الميراث الذي يحدده قانون الأحوال الشخصية الإسلامي.
تعليقات