بسبب التمويل

عربي و دولي

تضاؤل إمكانية إنتاج لقاح ضد مرض إيبولا القاتل

1259 مشاهدات 0


قال العلماء الباحثون عن لقاح ضد فيروس 'إيبولا' القاتل لبي بي سي أن تسويق اللقاح للوقاية من الإصابة بالمرض قد لا يتحقق أبدا.

وكان البنتاغون قد علق خلال الأسابيع الماضية تمويله لشركتين تعملان في البحوث الخاصة باللقاح.

ويوصف 'إيبولا' بأنه المرض الأكثر إخافة على الأرض.

ويسبب هذا المرض نزيفا داخليا وخارجيا حادا لدى المرضى.

ويهاجم المرض الكريات البيضاء والأوعية الدموية، مسببا طفحا جلديا، واحمرارا في العيون، وآلاما حادة في البطن مصحوباً بتقيؤ.

وخلال الأسابيع الماضية، توفي 16 شخصا غربي أوغندا من جراء المرض. ولا يوجد علاج محدد حيث يمكن للمرض أن يقتل 90 بالمئة من المصابين.

وكانت محاولات تطوير لقاح قد مولت أساسا من طرف وزارة الدفاع الأمريكية والمعاهد الوطنية للصحة التي أمدت في الأبحاث العلمية بمئات الملايين من الدولارات، بسبب مخاوف من أن يتحول الفيروس إلى سلاح بيولوجي.

وبفضل هذا التمويل تم تطوير عدة أنواع من اللقاح والتي أظهرت نجاعتها في التجارب على الحيوانات.

وكانت شركتا 'ساريبتا' و'تكميرا' قد بدأتا بتطبيق تجارب السلامة البشرية للقاح.

غير أنه وخلال الأيام القليلة الماضية، طلبت وزارة الدفاع الامريكية من الشركتين التوقف مؤقتا عن أبحاثهما بسبب مشاكل في التمويل. ومن المتوقع أن يصدر قرار بشأن استئناف التجارب أو إنهاء العقد نهائيا بداية سبتمبر/ أيلول القادم.

وقال الباحثون إن تعرفهم على طبيعة الفيروس تحسنت بشكل لافت خلال العشر سنوات الأخيرة، غير أن حظوظ تحويل هذه المعرفة إلى لقاح يعتمد كثيرا على المال.

وقالت جين أولينغر، وهي باحثة متخصصة في الفيروسات بالمعهد العسكري الأمريكي للأبحاث في الأمراض المعدية، بمدينة ميريلاند، لبي بي سي نيوز إنه ' بالتمويل الحالي، وإذا لم يتغير الوضع، أستطيع القول أن اللقاح سيكون متوفرا خلال خمس إلى سبع سنوات. وستتضاعف المدة إذا زال التمويل'.

كما يروج قلق كبير بشأن الافتقار إلى شركة صيدلانية كبيرة تملك إمكانية تطوير وتسويق لقاح ضد 'إيبولا'.

وتعرض حوالي 2200 شخص لعدوى إيبولا منذ اكتشاف الفيروس سنة 1976. بينما يصعب توقع انتشاره.

وقال لاري زيتلين، رئيس شركة 'ماب بيو- فارماسيتيكول' وهي شركة صغيرة تعنى بتطوير علاج لإيبولا إن ' هذا المرض متقطع وشديد الفتك، ما يحدد عدد المصابين به، غير أن ذلك يعني أيضا تحديد إمكانيات تسويق أي علاج'.

ويضيف قائلا 'لا يبدو أن كثيرا من شركات الأدوية تريد المساهمة في العملية. لا توجد قاعدة كبيرة للمستهلكين، وشركات الأدوية الكبيرة مهتمة بالأرباح الكبيرة، لذلك فإن هذا المنتج المهم جدا في الدفاع البيولوجي تعمل عليه شركات صغيرة'.

ويؤدي هذا الشك بشأن التمويل وعدم اهتمام شركات الأدوية الكبرى ببعض الباحثين إلى القول إن لقاحا وقائيا قد لا يرى النور أبدا.

ويشكل هينز فيلدمن واحدا من المختصين الأوائل في إيبولا بالعالم. وقد أشرف على أبحاث الحمى النزفية بمخابر روكي ماونتين في الولايات المتحدة. وقال في توقعاته بشأن اللقاح 'عموما لقد حققنا تطورا مذهلا، لكننا مع الأسف ما زلنا بعيدين عن الاستعمال التجاري، إنه شيء مؤسف عندما يكون من الضروري أن يتوفر لقاح'

ويبدي آخرون حساسية أكبر حيث يذكر لاري زيتلين أن 'التحديات في تطوير علاج ناجع، والمخاوف بشأن برنامج تلقيح جماعي ستحد كثيرا من احتمال ظهور لقاح لإيبولا'.

وأضاف 'لا أعتقد أنكم سترون لقاحا يستعمله ملايين البشر للوقاية من المرض، ولن يحدث هذا إلا إذا تغيرت طبيعة الفيروس وأصبح ينتقل عبر الهواء كما في حالة الزكام'.

ونتيجة لبطء تقدم عمليات تطوير علاج جديد، يقول الخبراء بأن خطوات كبيرة تم تحقيقها في كيفية تعلم كيفية تسيير انتشار المرض وتقفي أثر المصابين.

وقال جين أولينغر إن العدوى الأخيرة في أوغندا أظهرت بأن تطوير أدوية جديدة ليست الوسيلة الوحيدة الناجعة لمقارعة المرض.

وأضاف 'أعتقد أن للأوغنديين مؤسسات معنية بالأمر الآن ويستطيعون إجراء معايناتهم، يستطيعون الآن طلب المساعدة عندما يريدونها'.

وختم: 'إن رد الفعل السريع للإصابات في أوغندا بين بأن لدى المعنيين بالصحة في هذا البلد تحكما أكبر في القدرة على التحرك، ما كان له أثر ايجابي كبير. لقد قاموا حقا بعمل جيد'.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك