لماذا جمع مرسي زعماء المماليك في القلعة؟
عربي و دوليأغسطس 15, 2012, 2:48 ص 9765 مشاهدات 0
عزز محمد علي باشا سلطته على مصر في الوقت الذي تعاظمت فيه قوة الدولة السعودية الأولى،فأمره السلطان العثماني بشن حملة عليها. وبحجة التشاور حول الحملة دعا منافسيه من زعماء المماليك لقلعته.ثم أغلق الأبواب وأطلق جنوده النار عليهم.حيث لم ينج من الـ470 الذين دخلوا القلعة في 1 مارس1811م إلا إثنين. ولاشك أن مصر تمر هذه الايام بمنعطف حاد يتطلب من الرئيس د.محمد مرسي أن يخلق من نفسه رقم صعب في معادلة الحكم بدل صورة الاكاديمي الملتح الوديع.فوفقا لحسابات المنطق كان لابد من إنهاء الفترة الانتقالية، للبدء فى مرحلة جديدة لبناء مصر منذ أن أقسم كرئيس.
وعندما قامت مجموعة آثمة بذبح سرية مصرية كاملة مستغلة طبيعة حياة الاسترخاء في رمضان الكريم، كانت ردة فعل الاكاديمي الملتح الوديع مرتبكة لدرجة غيابه عن مراسم التشييع .أو كما تهيأ لي شخصيا في حينه أنه أضعف من أقتناص فرصة نزلت عليه من السماء، فكتبت في 'تويتر' في 7 اغسطس 2012م بعد الجريمة بيوم ' كشف مقتل35 جنديا عدم حنكة مرسي. ولوأنه سرح غريمه طنطاوي وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري لضعف الاجراءات و قواعد الاشتباك لصاد عصفورين بالدعم الشعبي ' ولم أتلقى ردود تخلق حوار جاد حول الموضوع فتركته . ثم حدث ماتمنيته في 12 أغسطس 2012م .وكان أكثر ما شدني هو الترحيب الحار بمستوى إستوائي بالخطوة الرئاسية الجسورة من كافة أطياف المجتمع المصري. لقد فعلها الرجل الهادئ؛فأعتمر مرسي طربوش عزيز مصر الالباني حين دخل قاعة المجلس العسكري بعد الحادثة بأيام فأحال للتقاعد المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري الأعلى،ومعه رئيس الأركان الفريق سامي عنان. ورئيس المخابرات ومحافظ شمال سيناء،وقائد الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري،وقد أشارت قناة الجزيرة الى أن الجميع قد فوجئوا بقرار الرئيس محمد مرسي لكونه أول مدني يقود أنقلاب على العسكر.وسنستعير من بين كل علامات الدهشة التي أرتسمت على وجوه الجنرالات ذلك اليوم كلمة' لماذا'!! لنجيب بالتالي :
- لاحباط ما تحدث عنه الجميع تحت مسمى 'مخططات الثورة المضادة' والتي كانت تحاك لإعاقة مسيرة التحول الديمقراطى في مصر قام الرئيس بهذه الخطوة.
- لقد كانت الخطوة رسالة للاحزاب الاخرى ليظهر مرسي ممسكا بيده زمام السلطة ولا يخشى المواجهات مع المؤسسة العسكرية.
- تسببت مذبحة الجنود المصريين في خلق شرخ في مناعة سيناء كدرع لمصر في وجه الغزاة طوال تاريخها.ولعل ماجرى رسالة صهيونية لجس نبض الحكم الجديد أو لوضعه أمام الامر الواقع وهو قابلية انكشاف مصر العسكري، فكان لابد من الرد على الرسالة الاسرائيلية بتغيير حراس الجبهة.
-كان الرئيس مرسي يجيد قراءة المشهد المصري فالتقط إشارات الدعم من 'حركة شباب 6 إبريل' بالإسكندرية،ومن'الجبهة الوطنية لاستكمال الثورة' وغيرها من قطاعات كبيرة ضاقت ذرعا بتقصير الضباط الكبير وقلة مهنيتهم وتأهيلهم القديم .
- لاشك ان طنطاوي كان أمين علي الثورة ،ولم يقتل المتظاهرين كما يفعل الطغاة المسنين من جنرالات الجيش السوري، إلا أن سيطرة الدولة المدنية على المؤسسة العسكرية مكون أصيل من مكونات الديمقراطيات وليس العكس، وفي ذلك تقاتل جهات عدة لجعل الجيش والشرطة تحت إمرة المؤسسات المدنية الحاكمة مثل مركز جنيف لسيطرة الديمقراطية على القوات المسلحة Geneva Centre for the Democratic Control of Armed Forces 'DCAF' وغيره الكثير من المنظمات الدولية. فكان على الرئيس إنهاء دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
يتوقع البعض أن تمر هذه القرارات دون وجود ردود فعل سلبية حادة. وأن يتراجع المجلس العسكري داخل نفسه منكمشا بانتظام طبيعي، حتى يصبح مثل جيوش الديمقراطيات ،فمصر تمر بظروف تتطلب أن تقصي جميع اطراف المشهد فيها كل الانقسامات ووطنية العسكر ستدفعهم لذلك . لكن حادثة القلعة 1811م تشير إلى أن 'مراد بك' أستطاع أن يقفز بجواده من فوق السور الشاهق والهرب إلى الشام.كما أفلت من رصاص الجند 'علي بك السلانكلى' لأنه كان في مؤخرة الصفوف.وفرأيضا زعيم المماليك 'إبراهيم بك' إلى السودان . فإذا مارسنا حق التشاؤم التمهيدي المسموح به، فنتوقع بعض الارتدادات من جنرالات قفزوا من فوق سور قلعة مرسي 2012م، من الذين لم يتم تأهيلهم في بيئة ثقافتها ديمقراطية مدنية،وسوف يزيد التوتر بين المجلس العسكري والاخوان بسبب ممارستهم لدينامية التصعيد والفجور في الخصومة.مما يعني أن على الرئيس أن يستمر في مطاردة من قفز من فوق سور القلعة.
تعليقات