فلنتق الله في أنفسنا كما قال سمو الأمير.. الزامل ناصحاً
زاوية الكتابكتب أغسطس 14, 2012, 9:10 م 775 مشاهدات 0
الأنباء
كلام مباشر / سمو الأمير يشرك بقية الأطراف في تحمل المسؤولية
فيصل الزامل
عبارة «ولي الأمر» تنسحب من أعلى مستوى في هرم السلطة الى مختلف مواقع المسؤولية، مدير الإدارة، رجل الأمن، رئيس مركز صحي..الخ، كل فرد يمارس مسؤولية وصلاحيات هو جزء من آلية ولي الأمر، ومن خلال هؤلاء جميعا يمارس رئيس أي دولة مهامه، بدءا من وزرائه مرورا بكل مستويات السلطة التي تستمد صلاحياتها من نظام الدولة، ومن يضع هذا الأمر في تصوير قاصر يتعب نفسه ومن حوله، خذ عبارة «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» الحكيمة التي وردت في الحديث الشريف، وهي أرقى بكثير من المفهوم الإمبراطوري الأوروبي في العصور الوسطى (ملوك ونبلاء) أو في اليابان التي يؤله فيها الإمبراطور، مفهوم يرتكز على التشارك في المسؤولية «كلكم راع» وصولا الى «والرجل في بيته راع، وهو مسؤول عن رعيته».
قبل يومين وجه سمو أمير البلاد كلمته الرمضانية والتي احتوت على «تعليمات ولي الأمر» التي يجب أن تترجم في مختلف مواقع المسؤولية الى خطوات عملية لا تقتصر على مناصب الوزراء، فالمسؤولية التي يحملها نحن شركاء معه في حملها، فهو يقول بوضوح:
٭ «المخاطر والمتغيرات تستوجب أخذ الحيطة والحذر»... هذا التحذير تم توجيهه قبل 2/8/1990 وكان رد العاصي «يخوفونكم» فلما تحقق التحذير ركب وانيت وتركنا لمصيرنا.
٭ «حماية الوطن تتطلب التكاتف والتراحم والوقوف بوجه من يثير النعرات».. ولو بحثت في أبرز أدوات التأليب لهذه النعرات لوجدتها في الصحافة، ومن المعيب ألا يجد هذا التوجيه الحكيم رد فعل يوازيه في حمل الهم، وتحمل المسؤولية التي تخص الصحافة في هذا الأمر.
٭ «لنبن عقولا قادرة على العطاء والإبداع، ونحول الطاقات البشرية الى طاقات انجاز».. تخيل أن برامج الإعلان على الشاشة الفضية، وبالذات الحكومية، تقدم ما يستثير همم الشباب للإبداع، تجارب الأمم الأخرى في إقامة المشاريع الناجحة، تجارية أم خدمية وحرفية، يستطيع الأعلام أن ينشر ـ بدلا من ثقافة الاستهلاك ـ ثقافة الإنتاج عبر سلسلة برامج حفازة.
جزى الله سمو أمير البلاد خيرا على اغتنام أيام الشهر الفضيل لتوجيه هذه التعليمات، وهي رؤية، وليس أهم للدولة من رؤية المسؤول القيادي الأول، وهي أيضا تحميل مسؤولية لكل أحد في هذه الدولة التي هي ملك لكل مواطن فيها، ينفعه نجاحها ويضره ـ وأبناءه ـ فشلها، فلنتق الله في أنفسنا، كما قال سمو الأمير، ولننتقل من حال التجاذب الى الاجتماع على الأمور التي لا يجوز الخلاف حولها، بما يضيق مساحة الاختلاف، ويطلق مسيرة العمل والعطاء، بعون الله عز وجل.
كلمة أخيرة:
كان عمر رضي الله عنه إذا دخل شهر رمضان صلى صلاة المغرب ثم خطب خطبة خفيفة فقال: «أما بعد، فإن هذا الشهر قد كتب الله عليكم صيامه ولم يكتب عليكم قيامه، من استطاع منكم أن يقومه فإنها من نوافل الخير التي قال عنها الله عز وجل» الى أن قال «وليتق الله إنسان منكم أن يقول أصوم إن صام فلان وأقوم إن قام فلان، من صام منكم أو قام فليجعل ذلك لله عز وجل، وأقلوا اللغو في بيوت الله».
تعليقات