السلطة ستحقق خسائر فادحة في المستقبل القريب.. المانع متوقعاً
زاوية الكتابكتب أغسطس 12, 2012, 8:40 م 693 مشاهدات 0
الكويتية
حكومة 'هشك بشك'
د. سامي عبد العزيز المانع
يقولون.. الشيطان في التفاصيل، والكل اليوم يتحدث في التفاصيل الدقيقة، ونفس الكل غارق فيها. ما يحدث من تخبط سلطوي حكومي شعبي له عنوان عريض لا غير: «السلطة تتحدى الشعب»، بمساعدة بعض الشعب الشامت والكاره والمستفيد، والعنوان الآخر الغائب عن ذهن السلطة: «من يتحدى الشعب يهلك».
وحتى نبصر جيداً و«انفتح باللبن»، لنبتعد قليلاً عن الأشخاص وغبائهم ومصالحهم وأشكالهم ومذاهبهم ولهجاتهم وأصولهم، ولنركز على القضية لنستطيع أن نكوّن موقفاً عقلانياً، أما من يحب ويكره ويحقد في السياسة فلن يستفيد ولن يفيد وسيضيع وقته.
السلطة تعبث، «هذي خالصين منها»، وجهة أخرى همها الدستور، الذي تعتبره خطأ تاريخيا، ولعل من الضروري التذكير بأن الحرية والديمقراطية لم تكن منة من أحد، وهما حق اكتسبه الشعب الكويتي، والدستور هو وثيقة ترسم علاقة الحاكم والمحكوم، وتقر حكم آل الصباح، وتضع السلطة في يد الشعب، المادة الرابعة والمادة السادسة في الدستور هما من تقولان هذا وليس نحن، وعلى فئات الشعب جميعاً وحتى «الفداوية» منه، أن يعوا بأنهم شركاء في هذا الوطن، شركاء في كل شيء، وأن يكف البعض الكثير عن سلوك الممتنين والعبيد.
السلطة ستحقق خسائر فادحة في المستقبل القريب، والأقلية من النواب وتياراتهم الذين لا مهنة لهم إلا الجلوس على السور و«التقرطم»، وإطلاق تصريحات ردة فعل على كل ما هو «أغلبي» و«مسح الجوخ» والتبرك بالسلطة، وليتهم مستفيدون! كل يوم يضربون على رؤوسهم. أما الشعب الحي الواعي فعليه الوقوف ضد السلطة التي تريد تقليم أظفار الديمقراطية، وإن كان هذا الموقف مشتركا مع زوير وعوير، وفي الوقت نفسه لا يجب السكوت عن أخطاء كتلة الأغلبية، لأن بها «ناس ما تستحي»، ومبدأ لا «صوت يعلو على صوت المعركة» وليس الوقت المناسب لانتقاد الأغلبية، أصبح غير صالح للاستعمال، لأنه اتضح أن الجماعة «ما ينعطون وجه».
السلطة وجميع المشتغلين بالسياسة تقريباً يكررون أفعالهم وينشدون نتائج مختلفة، هم غارقون في التقليدية، فأغرقوا البلد، وعزاؤنا الوحيد أن ينتفض الجيل الحالي من شيوخ وشعب ويفكر ويعمل بطريقة مغايرة لينقذ البلد من الارتطام نتيجة السقوط الحر.
تعليقات