إحنا مو شاطرين إلا بأكل البطيخ!.. علي البغلي متعجباً
زاوية الكتابكتب أغسطس 10, 2012, 9:25 م 824 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / حب الاستطلاع أوصل الأميركان للمريخ ونحن أكلنا البطيخ!
علي أحمد البغلي
أتذكر مثلا درسناه في دروس اللغة الإنكليزية بالمدرسة يقولCuriosity Kill the cat ويعني «حب الاستطلاع قتل القطة»، ويدور حول قطة رأت الكستناء لأول مرة، فأرادت العبث بها، ولما كانت الكستناء فوق موقد نار وضعت عليه لشوائها، فقد وقع الموقد على القطة وقتلها!
فسار ذلك مثلا عن حب الاستطلاع الذي يؤدي بصاحبه للتهلكة.. لا ادري لماذا تذكرت هذا المثل عندما سمعت عن خبر احتلال الاميركان لكوكب المريخ مؤخرا بالمسبار العلمي «كيريوستي Curiosity» أي «حب الاستطلاع».. فالمسبار، بعد ان حط الاسبوع الماضي على سطح الكوكب غير المأهول، أرسل صورا للأرض، استقبلتها وكالة الفضاء الاميركية ناسا.. حيث اعلنت الوكالة ان المسبار ووزنه طن واحد، هبط في المكان المخصص له بعد رحلة استغرقت عامين، قطع فيها 570 مليون كيلومتر فقط لا غير!
***
وحب الاستطلاع هو ما دفع الاميركان لغزو كوكب مارس، مثلما غزوا قبله القمر عام 1969، وغزوا اميركا والعالم واخترعوا الكهرباء والسيارة، والتلفزيون والتكييف، والهاتف النقال.. الخ، وهو سبب تقدم تلك الشعوب في كل المجالات، وتأخرنا وتقهقرنا، فنحن ليس لدينا أي حب استطلاع، بل ان ثقافتنا وتنشئتنا تحضنا على عدم التفكير وعدم التشكيك الذي يقود للاستطلاع.. فبعض علمائنا ماتوا وهم يكفرون من يقول بكروية الارض، والوصول للقمر، ناهيك عن غزو المريخ الآن!.. وهذا هو الفرق بين العقليتين.. حب استطلاع يقود للعلم والمعرفة، ويوسع المدارك والايمان بالمسلمات.
***
ما لفت نظري هو ان مدير برنامج «كيريوستي» الذي غزا كوكب مارس هو شخص يدعى تشارلز عشي (لبناني الأصل)، فهو قد وبخ العاملين في البرنامج، وطلب منهم الركون للهدوء بعد ان اثاروا ضجة بالاحتفال بالصياح، عندما وردتهم اول صورة لمسبارهم يجثم على سطح مارس، كما يفعل حضور مسابقات الاولمبياد عند فوز أي متسابق فيها، ولا نلومهم على ذلك.
«عشي» الذي نال بكالوريوس العلوم من جامعة «غرونوبل» الفرنسية، ثم بكالوريوس العلوم من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وعين عام 2001 مديرا للمركز في باسادينا، وهو ايضا عضو في مجلس المستشارين لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في جدة.
***
هذا «عشي» اللبناني الاميركي الذي قاد فريقه للوصول للمريخ، رثيت لحالنا عندما سمعت عن احدى حكايات الفساد المرتبطة بالفشل لدينا، فأحد الاصدقاء المطلعين يروي لي ان احد اهم اسباب الاعطال شبه اليومية التي تصيب الخطوط الجوية الكويتية في الآونة الاخيرة. هو ان احد المسؤولين الفنيين الكبار الذين عينوا بموجب برنامج الترضيات السياسية، لا يملك مؤهلا غير الثانوية العامة! أما مؤهله الذي اهله لإلحاق هذه الاضرار بالناقل الوطني وبسمعة البلد وعلمه، فهو انتماؤه لأحد الاحزاب الأصولية (اللي عروقها بالماي)!. فهذا هو حالنا بلا حب استطلاع وبلا ابداع.. بالاضافة الى تولية امورنا للجهلة والمتخلفين وارباع المتعلمين..
حب الاستطلاع اوصل الاميركان للمريخ.. واحنا مو شاطرين إلا بأكل البطيخ!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
تعليقات