إذا كانت الدولة تستطيع أن تبني للخارج فما هو المانع أن تبني للداخل؟! مهند الساير متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1202 مشاهدات 0

مهند الساير

تضارب السياسات (رسالة من السياسة الداخلية إلى السياسة الخارجية)

مهند طلال الساير


لكل الدول سياسة خارجية وسياسة داخلية، والأصل فيهما أن تكونا على خطى متوازية ولا تتفوق سياسة على أخرى، فلا يتصور أن تمشي السياسة الداخلية بعكس السياسة الخارجية والعكس صحيح بالنسبة للدولة التي تسعى للتطور، ومثال على ذلك أن توقع الدولة اتفاقيات خارجية تؤمن من خلالها توفير فرص وظيفية أكبر لمواطنيها، وتكون بذلك  سياسة الدولة الخارجية ساعدت السياسة الداخلية بإصلاح أمر معين، وعكس ذلك إن وقعت دولة اتفاقية تقضي على فرص التوظيف الخارجية وبذلك سببت تلك أزمة داخلية كانت نتيجتها إخفاق السياسة الخارجية الذي أثر عليها داخلياً، وعندما نقيس على الوضع في بلدنا الكويت ونحن كحال الجميع بل قد نتفوق على الكثير من الدول في سياستنا الخارجية من قبل الغزو العراقي ومنذ نشأة الكويت الأولى مع دول الجوار وحتى يومنا هذا، كما أننا في الكويت لا نتدخل عادة في سياستنا الخارجية سوى بالتنظير ونعتبرها من المسلمات للسلطة لأنها خير من يعلم بمصلحتنا، وننشغل في سياستنا الداخلية ويكون لها جل اهتمامنا، رغم أنني أمتلك بعض الملاحظات على تلك السياسة الخارجية منذ تحرير الكويت من الغزو العراقي، حيث إنه كشف لنا أن سياستنا الخارجية رغم بريقها لم تجن كل ثمارها وخصوصاً مع بعض الدول التي سميناها دول الضد التي أعطيناها أكثر مما تستحق، ومع هذا وقفت ضدنا في الغزو العراقي وبعد التحرير بسنوات أعدنا العلاقات والمساعدات معها رغم موقفها السابق الذي كان من المفترض أن يكون الجزاء من جنس العمل، وحتى تصل رسالتنا لكل من ينوي أن يخذلنا أننا لن نسامحه، وحتى أيضا لا يعتقد البعض أننا شعب ساذج مهما وقفوا ضدنا فلن نحرك ساكنا ضدهم، وقد تكون ملاحظتي في محلها أو لا تكون إلا إنه ليس هو صلب الموضوع، وعودة إلى أصل الموضوع فإننا لا نقارن عادة بين سياستنا الداخلية والخارجية إلا أنه أصبح هناك أمر ملاحظ بطريقة غريبة، وهو الأمر الذي يجعل منا وقفة تأمل وتحليل وهو بالبداية الكل يعلم أننا اليوم بالكويت نعاني من بعض الأمور منها مشكلة الكهرباء وتكرار انقطاعها والتعليم ومشاكله والصحة ومشاكلها، ولن أستطرد بسرد تلك المشاكل لأن كل واحدة منها تحتاج إلى مقال خاص، إلا أنني أتكلم عنها بشكل عام فلم أشاهد لتلك المشاكل أي حلول حقيقية سوى تصريحات في الهواء لا تسمن ولا تغني من جوع، وبذات الوقت أجد وطني يتبرع بذات احتياجاتنا إلى دول أخرى تنقطع الكهرباء في الكويت فتقوم الكويت ببناء مولدات كهربائية لدولة أخرى، ثم نتحدث عن مشاكل الصحة وعدم بناء مستشفيات جديدة مما ساهم بتوجه الناس إلى المستشفيات الخاصة، وساهم ذلك في زيادة الأعباء المالية على المواطن، ثم نعلم أن الكويت تبني مستشفى لدولة أخرى، ثم نأتي إلى مشكلة التعليم فتجد قلة المدارس وزيادة عدد الطلاب أدى إلى كثافة الطلاب بذات الصف الدراسي مما يؤدي إلى قلة الاستيعاب وهبوط مستوى التعليم، ثم نجد الكويت تبني مدارس في دول أخرى، فنحن ما كنا لنقارن سياستنا الخارجية بالداخلية إلا عندما نرى (ما نحتاج إليه في الداخل يبنى في الخارج)، والسؤال هنا إذا كانت الدولة تستطيع أن تبني للخارج فما هو المانع أن تبني للداخل؟!
    وإن كانت هناك عوائق للبناء لماذا لا يمتد هذا العائق للبناء للخارج..!
    لماذا ما نحتاج إليه في الداخل يبنى في ذات التوقيت بالخارج..!
     فإذا كانت مجرد صدفة إذاً لنجعل منها واقعا وأن نطالب بأن نكون جزءاً من السياسة الخارجية، ونعطي ذات المميزات التي تحصل عليها الدول الأخرى، وإن لم تكن فلنعلم أننا لن نتحرك سوى إلى الخلف، ولن نكون إلا في مؤخرة الدول، ولن تنتهي هذه الظاهرة إلا إذا توحدنا ضد الفساد أياً كان ومن أي سلطة أتى.. وفي الختام أسال الله لهذا الوطن الأمن والأمان وأن يرزق ولاة أمورنا البطانة الصالحة.
    كما أهنئ الكويت بما حققه البطل فهيد الديحاني من إنجاز أبقى علم الكويت بين الدول التي تميزت في أولمبياد لندن رغم كل المصاعب التي واجهته.. 

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك