حادث سيناء يصب فقط وفقط في مصلحة العدو الصهيوني.. برأي الصالح
زاوية الكتابكتب أغسطس 8, 2012, 9:07 م 1126 مشاهدات 0
الكويتية
التكفير والذبح الصهيوأميركي في سيناء
د. ياسر الصالح
الهجوم على الجيش المصري في سيناء وذبح الجنود والضباط شبه العزل باسم الجهاد والإسلام هو جزء من الصورة المأساوية للذبح والقتل والتفجير الذي يرتكبه مواطن مسلم ضد المواطن المسلم والمسيحي المختلف عنه في الرأي أو المعتقد، وهذه الصورة بدأت بالتبلور في أفغانستان بقرار من الاستخبارات الأميركية وبعض دول الخليج وباكستان منذ ثمانينات القرن الماضي، وحتى وقت حادث الهجوم على أبراج نيويورك كان الأميركان وحلفاؤهم الخليجيون والباكستانيون يعتبرون هذه الجماعات التي أنشؤوها ودعموها أداة طيعة تحت التحكم المباشر للاستخبارات في هذه الدول، ولكن هذا الحادث جعلهم يعيدون التفكير والحسابات.
بعد تفجيرات نيويورك أصبح من الواضح أن السيطرة المباشرة على هذه التنظيمات قد خرجت من يد الأميركان، ولكنها كانت لايزال جزء كبير منها بيد الحلفاء في الخليج وباكستان، ولذلك مارست الإدارة الأميركية ضغوطا هائلة لدرجة التهديد بتغيير النظم إن لم يشارك هؤلاء الحلفاء في الحرب على هذه التنظيمات، ومن هنا ظهرت مقولة «إما معنا أو ضدنا»، ومصطلح «الحرب على الإرهاب» مما اضطر هؤلاء الحلفاء للدخول في هذه الحرب ضد التنظيمات التي أنشؤوها ورعوها، وقد انتجت هذه «الحرب على الإرهاب» أمرا مهما وهو تفكيك التنظيم العالمي شبه المركزي، وقتل عدد مهم من قياداته المهمة، وسجن الكثيرين في غوانتنامو وغيره من السجون والمعتقلات عند الحكومات الحليفة، حتى وصلت الأعداد لعشرات الآلاف في إحدى الدول.
لم تستطع العقول الشريرة الصهيوأميركية التخلي عن أداة فعالة للقتل التي تمثلت بهذه التنظيمات لذلك كان هدفها ـ أو إنه تحول بعد فترة من الحرب عليها بدل أن يكون للقضاء عليها كليا إلى أن يكون للقضاء على تهديدها للأجندة الصهيوأميركيةـ وتحويلها ـ كما كانت ـ أداة لخدمة هذه الأجندة.
ما نراه الآن في المنطقة هو نتيجة لهذه الاستراتيجية، فقد أصبحت هذه التنظيمات مجددا أداة القتل الفعالة في خدمة الأجندة الصهيوأميركية وبشكل واضح، فما إن نرى مثلا اختلافا بين الحكومة العراقية والأميركية في الداخل العراقي حتى تعم التفجيرات الانتحارية وغيرها شوارع وأسواق المدن العراقية، ثم يعود الهدوء عندما تسوى الخلافات بانتظار الخلاف القادم وتجدد التفجيرات وهكذا.. وكذلك الوضع في لبنان وحتى في غزة، حيث أمكن احتواءه بدرجة هناك حتى قيل أيام، وقد تم استخدام هذه الأداة بشكل واضح كذلك لخدمة أجندة الناتو في ليبيا والآن تستخدم كأداة رئيسية في سوريا.
في كل هذه الأمثلة تبدو الاستفادة الصهيوغربية واضحة، ومصادر التمويل والدعم الخليجية الحليفة معلنة ويتم التفاخر بها، فلا يحتاج تشخيص الجهات المستفيدة والراعية إلى أي
عناء على الإطلاق.
لقد ظهرت قبل أيام أداة القتل والذبح والتفجير هذه في سيناء وفي غزة فمن هو المستفيد من هذه العملية؟
لا يحتاج الأمر كذلك إلى كثير عناء لتشخيص المستفيد، رغم حداثة الحدث فالنتيجة السريعة التي تمثلت في إغلاق الأنفاق، وخنق قطاع غزة ومنع الغذاء ومتطلبات الحياة والسلاح يصب فقط وفقط في مصلحة العدو الصهيوني، أما النتائج الأخرى السلبية ضد الجيش المصري وضد العملية التغييرية في مصر فهي تصب أيضا في مصلحة الصهاينة وفي مصلحة الأجندة الصهيوغربية الأعم.
تعليقات