عبداللطيف الدعيج يحارب العقلية وليس قانون عمل المرأة

زاوية الكتاب

كتب 622 مشاهدات 0


نحارب العقلية وليس التعديل 24/06/2007 بقلم: عبداللطيف الدعيج أعتقد ان تنادي المؤسسات المدنية الوطنية للتصدي لقانون تحريم 'تشغيل' المرأة بعد الثامنة مساء ضرورة، وهو خطوة متميزة تؤكد صحوة هذه المؤسسات وعودة اهتماماتها ومشاركتها الوطنية بما يدور في البلد. واضح ان متخلفي السلطتين قد تمادوا في تخلفهم، والاوضح ان ذلك عائد الى صمت بل ووجل القوى والاتجاهات المعارضة وانكفاء العناصر والمؤسسات التقدمية امام العنجهية والاستبداد الديني. ان هناك من يريد تنظيم المجتمع الكويتي وتضبيطه كي يعيش فيه بأمان واطمئنان. وهذا حق، ولكن المجتمع الكويتي مثل غيره من المجتمعات فيه تنوع وفيه اختلاف، وفيه متغيرات لابد من مراعاتها، ولابد من الاعتراف بحقوق اصحابها. ان نشر الفضيلة الذي يسعى اليه البعض لا بأس به طالما كان بالحسنى وبالتوجيه وب'الرجاء والاستجداء'. لكن ليس من حق احد في مجتمع ديموقراطي ومجتمع عصري ان ينشر افكاره او سمومه سواء بقوة العصا او بقوة القانون. ان حرية الفرد هي الاساس وهي السمة المميزة للمجتمعات الديموقراطية العصرية. محاولة البعض تكبيل هذه الحرية او مصادرتها في امكنة وازمنة معينة هي تعطيل لمسيرة التنمية وتصد لحركة التقدم والتطور العام. التعديل الذي اصر على اضافته متخلفو السلطتين على قانون العمل حرم 'عمل' المرأة وليس تشغيلها. وهو مبني على موقف رجعي فاشي ضد المرأة والجنس الاخر. فواضعو القانون يفترضون اساسا ان المرأة هي الشر وانها وراء كل ما يحدث من انتهاكات لعاداتهم وثوابتهم المهترئة، بل في نظرهم انها المسؤول تاريخيا عن كل الشرور الانسانية الاجتماعية منذ ان زينت لآدم اكل التفاحة. ولم يحاول متخلفو السلطتين تغطية آرائهم او معتقداتهم في هذا الخصوص. فالمذكرة التفسيرية للقانون تبرر حرصهم على تعديله لان مادته السابقة 'لم تتعرض لأعمال لا تتفق والاخلاق العامة'. لا يمكن، مهما ترفقنا، ان نفهم هذه الفقرة إلا على اساس ان عمل المرأة لا يتفق والاخلاق العامة. ! هنا الرباط وهنا مربط الفرس.. عمل المرأة.. وجودها خارج البيت.. مشاركتها الاجمالية في الحياة العامة هي تعد ومساس باخلاق فرسان التخلف وثوابتهم المهترئة. ان المؤسسات المدنية مطالبة بمواصلة حركتها وباستمرار تنديدها ليس بالقانون وحسب، بل بكل فكر ولكل اتجاه يسعى الى مصادرة الحريات او تقليص الحدود الشخصية للآخرين. ولنتذكر.. البداية الساعة الثامنة مساء حتى السابعة صباحا. والنهاية ستكون من سبع الى سبع، اربعا وعشرين ساعة باليوم، سبعة ايام في الاسبوع، اثني عشر شهرا وثلاثمائة وستة وخمسين يوما في السنة سوف يتم فيها تحريم 'عمل المرأة'. عبداللطيف الدعيج
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك