السوريون يدفعون الآن ثمن المؤامرة.. هذا ما يراه حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 1420 مشاهدات 0


الوطن

من يقتل الشعب السوري؟

حسن علي كرم

 

في بداية الانتفاضة الشعبية السورية على النظام، قلنا هنا أن هناك مؤامرة على سورية خماسية الأبعاد وخماسية الاضلاع وكان حينها لم يسفر المتآمرون على سورية وعلى الشعب السوري عن وجوههم ولم ينكشفوا على حقيقتهم.
والآن وبعد عام ونصف عام على المجازر الرهيبة التي ترتكب في ذلك البلد الشقيق سواء على يد قوات النظام او على يد ما يسمون الجيش الحر او التنظيمات الارهابية مثل القاعدة المدعومة والمدفوعة تمويلا وتسليحا من قوى اقليمية واجبار مئات الآلاف من المشردين والنازحين والمهجرين السوريين اطفالا ورضعا ونساء وعجائز وشيوخاً للملاجئ في البلدان المجاورة وفي الشتات، فماذا كانت الحصيلة هل سقط النظام السوري ام مازال يتنفس بحرية ويبشر نفسه بالنصر القريب ام هل حققت المعارضة انتصارات حقيقية على الارض..؟!!
ان الامور باتت مكشوفة الآن في سورية حرب حقيقية تستخدم فيها كل الاسلحة الثقيلة فلا النظام يتراجع ولا المعارضة قادرة على القاء السلاح.
ان الذين تآمروا على سورية قد يملكون المال لتعويض ما تهدم هناك ولكن هل بمقدورهم ان يحيوا عشرات الآلاف من الموتى الابرياء وغير الابرياء ايضا، وهل بمقدورهم ان يعيدوا الامن والسلام لربوع سورية التي عاش اهلها بعيدا عن الحساسيات القومية والطائفية والدينية، ام سيستمرون في تنفيذ مؤامراتهم القذرة ويقسمون سورية الى دويلات للطوائف والقوميات؟ وهناك مؤشرات على التقسيم قد بدت ملامحها في الافق ،حيث الحديث اخذ يعلو بقيام دولة للعلويين واخرى للاكراد وحيث يستعد المسيحيون للهجرة هذا ان لم يكونوا قد هاجروا فعليا وانا هنا لا يهمني تفكيك سورية الى دويلات او اقاليم صغيرة اذا كان ذلك يحقق السلام ويبعد شبح الحروب الاهلية ولكن التفكيك وارد لذا فمن يعيد لسورية الثقة والامان بعدما تحطمت القلوب وانكسرت النفوس..؟!!
هل الذين يطالبون بالديموقراطية والحرية للشعب السوري شعوبهم تتمتع بالحرية والديموقراطية؟ ام ان ذلك اشفاق على هذا الشعب الرازح تحت وبال الدكتاتورية..؟!!
وهل الذين تآمروا على سورية يضمنون الا تتسع النيران وتخرج عن السيطرة فتمتد آثارها الى دول المنطقة التي اصلا قابلة للانفجار في اية لحظة وهل الوصول الى ايران بقتل آخر طفل سوري..؟!!
وهل كان التخلص من نظام الملالي الايراني والتخلص من التمدد الايراني والتخلص من النفوذ الايراني في العراق وفي المنطقة والتخلص من النووي الايراني، والتخلص من ما يسمى المد الشيعي الصفوي والتخلص من حزب الله اللبناني الايراني والتخلص من التوترات الامنية في البحرين والقطيف والتخلص من نفوذ او دولة الحوثيين في اليمن، هل كل ذلك كان يقتضي الدخول في سورية للوصول الى ايران؟ الم يكن ثمة طريق آخر اقصر واقل كلفة واكثر امانا..؟!!
من يضمن ان الامور في المنطقة لا تفضي الى الاسوأ ومن يضمن ان الاوضاع ستستقر في سورية بعد سقوط النظام؟ من يحيي اموات سورية ومن يعوض خسائر السوريين..؟!!
ان السوريين يدفعون الآن ثمن المؤامرة بأرواحهم واموالهم وامنهم بل المنطقة كلها خاضعة لمؤامرة قذرة كبرى ويخطئ من ظن انه في امان.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك