'مترددة'.. وليد المجني واصفاً الحكومة
زاوية الكتابكتب أغسطس 7, 2012, 9:18 م 1217 مشاهدات 0
الكويتية
ومضات / ضبابية الرؤى تعطل سير الأولوية
وليد المجني
ظن القدماء أن التنازع شر محض لا ينتج عنه أي خير مطلقا، وهم في هذا مخطئون، وخطؤهم ناشئ من كونهم لم يعرفوا مجتمعا خالياً من تنازع، ولو فرضنا أن الله استجاب دعاءهم فخلق لهم مجتمعا تعاونيا لا تنازع فيه لملّوا منه ولهربوا منه كما يفر السليم من الأجرب. «د.علي الوردي».
من الواضح حتى الآن أن الحكومة مترددة في اتخاذ القرار المناسب في تحديد النهج الذي تتعامل به مع نواب الأغلبية، والدليل على ذلك فقدانها السيطرة الكاملة على زمام الأمور في إدارة شؤون الدولة أولاً، والتي تعكس صورة تذمر المواطن الكويتي بشكل عام من خلال تردي الخدمات في كل قطاعات الدولة، وفقدانه الثقة بالحكومة جراء النزوات الحكومية الواضحة للعيان، ثانياً في ترتيب أولوياتها القادمة التي أصبحت محط أنظار الصغير قبل الكبير، حتى أصبح من الصعوبة قراءة التوجه الحكومي المقبل، وهذه أكبر سلبية وقعت فيها الحكومة عند إصرارها على استخدام سياسة الغموض بدلاً من مواجهة المواقف، وفرض أولوياتها في ظل وجود غالبية نيابية موالية سابقة في مجلس 2009 أو في جود غالبية معارضة.
لم تعد لعبة تحييد النظر والأساليب الملتوية من الحكومة مجدية اليوم البتة، لأن الغالبية من النواب وضعوا الحكومة في خانة «اليك»، وكل الأوراق بدأت تتساقط وتنكشف للشارع الكويتي، حيث إن الفرص بدأت تتضاءل جداً في سلوك أي طريق يؤدي إلى التعامل مع الوضع العام بشكل غير إيجابي، أي كشف نواب الأغلبية كل الخطط الحكومية الرامية إلى تغيير وجهة الشارع الكويتي، سواء كان في قطع الكهرباء والماء أو افتعال الحرائق أو نزول البورصة، وصولاً إلى مشعلي الفتنة من الجهلاء، كل ذلك لم يمنع غالبية النواب من التستر على محاولة الحكومة للتغطية على بعض أقطاب الأسرة في تحركاتهم المبتذلة في سلب المال العام، والتعسف في استخدام السلطة والتضييق على البعض من خلال زجهم في أمن الدولة وخلافه من إخفاقات متتالية بني على أساسها تحويل الدوائر الخمس إلى «الدستورية»، على الرغم من أن الحكومة هي من أصرت في مبادرة بمجلس 2006 على أن تكون الدوائر كما هي الآن، واليوم ترفضها بحجة عدم دستوريتها وعدالتها في التوزيع الجغرافي!
• إضاءة:
العقل البشري متحيز بطبعه، والفرد العادي لا يستطيع أن يتجرد في تفكيره مهما حاول، لأن القيود التي تقيد فكره مغروزة في أعماق عقله الباطن، والعبقري هو الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يسمو عن ذلك ويحلق في سماء الإبداع والاختراع.
تعليقات