المعجزة الاقتصادية التركية تغرى الشركات الألمانية

الاقتصاد الآن

492 مشاهدات 0


تجتذب تركيا التى تشهد ازدهارا اقتصاديا عددا متزايدا من الشركات الألمانية ومن الألمان ذوى الأصول التركية الباحثين عن عمل، بينما تتخبط أوروبا فى أزمة مالية واقتصادية.

وخلافا لمنطقة اليورو حيث النمو متعثر، سجلت تركيا نموا فى إجمالى ناتجها الداخلى بمتوسط سنوى قدره 5,4 % خلال السنوات العشر الأخيرة بالتزامن مع تراجع دينها العام عن عتبة 40% من إجمالى الناتج الداخلى.

وهو مستوى أدنى بكثير منه فى معظم الدول الأوروبية، فيما بات التضخم فيها تحت السيطرة بعدما كان يتزايد بشكل كبير.

وتوقعت دراسة للسوق أجراها مكتب الاستشارات رولاند بيرغر فى فرانكفورت أن 'يؤدى النمو الضعيف فى أوروبا إلى استثمارات أجنبية مباشرة جديدة فى تركيا، مما سيضع هذا البلد فى موقع لا غنى عنه فى سياق الإستراتيجية البعيدة الأمد للشركات الأوروبية'.

ويشهد هذا البلد البالغ عدد سكانه 74 مليون نسمة أكثر من 60 % منهم دون الخامسة والثلاثين من العمر وتزداد قدرتهم الشرائية سنة بعد سنة، احتياجات هائلة فى مجالات البنى التحتية والطاقة والسيارات والخدمات المالية، وهى مجالات تتفوق فيها الشركات الألمانية.

ويقارب عدد الشركات الألمانية الأصل خمسة آلاف من أصل حوالى ثلاثين ألف شركة أجنبية تعمل فى تركيا، بحسب أرقام غرفة التجارة الألمانية التركية فى إسطنبول.

والعام الماضى وحدة أنشئت 534 شركة جديدة برساميل ألمانية فى تركيا، بزيادة 14 % خلال سنة واحدة.

ومن بين هذه الشركات 'تيدرايف ستيرينغ' وهى شركة صغير لتجهيز السيارات تتحدر من منطقة رور شمال غرب ألمانيا، وقد اختارت تركيا موقعا أول لها فى الخارج لتركيب أنظمة القيادة التى تنتجها.

وقال رئيس الشركة توماس بروسى، إن سوق السيارات التركية تسجل 'نموا قويا جدا' و'التكنولوجيا الألمانية لا تزال تحظى بسمعة ممتازة فى البلاد'.

وأوضح نائب رئيس غرفة التجارة الألمانية التركية والمدير المالى لشركة آر فى آى تركيا رالف ياغر أن 'عددا كبيرا من الشركات الألمانية موجود منذ وقت طويل فى البلاد لكن فروعا جديدة أو وكالات أو مجموعات شراكة جديدة تتسجل' فى غرفة التجارة فى مؤشر إلى تزايد نشاطاتها فى هذا البلد.

واستثمرت شركة 'آر فى آى' ثانى مجموعات الطاقة الألمانية، 500 مليون يورو فى بناء محطة غاز فى دنيزلى جنوب غرب تركيا، لتزويد حوالى 3,5 مليون منزل بالكهرباء، على أن يبدأ تشغيلها فى نهاية 2012.

وتستفيد الشركات الألمانية بصورة خاصة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية القديمة التى تربط البلدين.

وألمانيا هى الشريك التجارى الأول لتركيا وتمثل 10,3 % من صادرات هذا البلد و9.5 % من وارداته، بحسب إحصاءات الوكالة العامة للتنمية الاقتصادى جيرمانى ترايد آند انفست للعام 2011.

ويقيم العديد من الأتراك فى ألمانيا منذ الستينات بحثا عن عمل ويشكلون اليوم المجموعة الأولى من المهاجرين فى هذا البلد، حيث يبلغ عددهم حوالى ثلاثة ملايين نسمة.

وقال ياغر إن الموظفين والمسئولين فى الشركات الألمانية العاملة فى تركيا هم فى معظم الأحيان أتراك تعلموا وتدربوا فى ألمانيا أو ألمان من أصل تركى، ويتم اختيارهم بسبب اتقانهم اللغتين ومعرفتهم بالثقافتين.

ويغتنم مركز تدريب خاص فى كرويتسبرج فى برلين هذه الظروف ليعرض منذ 2006 دورات لتعلم التجارة والعمل الفندقى بالألمانية والإنجليزية والتركية مع فترات تدريب فى شركات ألمانية فى تركيا مثل مجموعة مترو للتوزيع.

وقال نهاد سورجيك مدير المركز وهو نفسه من أصل تركى 'نريد تدريب شبان يستفيد منهم الاقتصاد الألمانى يوما ما'، وفى المقابل 'نسمح لهم بالتخلص من صورة أبناء المهاجرين الذين يعانون من تباين اجتماعى، وبالتالى فإن الطرفين يكسبان'.

الان -محمود مقلد

تعليقات

اكتب تعليقك