رسالة من منى الفزيع إلى أحمد السعدون
زاوية الكتابكتب أغسطس 7, 2012, 11:29 ص 2558 مشاهدات 0
رسالة إلي السيد احمد السعدون
بقلم: مني الفزيع
تلك هي رسالتي المفتوحة إلي السيد احمد السعدون, النائب المخضرم في هذا الوقت من عمر الكويت وحيث تجتاح البلد أزمة انقسام لم يسبق لها مثيل من عمرنا القصير, وبالرغم من لغة الابتذال التي يتناوب عليها البعض من أهل الشأن والرأي وممن قدر لهم تسلق سلم التشريع واتخاذ القرار والحديث باسم الشعب دون ان يكون لحديثهم معني او قيمة أخلاقية أو رسالة صحيحة أو يكونوا هم أنفسهم قدوة سليمة لنا وشبابنا وأولادنا لكل هؤلاء رسالتي اليوم , لا دفاعا ولا تجنيا علي شخص السيد احمد السعدون فهذا ليس بشأني ولم أوكل للدفاع عنه او غيره ولكنني لا اقبل ان يتحدث الآخرين باسمي وأمثالي كمواطنة وناخبة وكويتية ومسلمة فيتطاولون بأقذع الألفاظ ويتناولون بالسب والشتم مع من يختلفون معهم ايا كان وهم لا يعرفون أخلاق اهل الكويت ولا عوائلها ولا كيف يقفون احتراما أمام رجالات الماضي وان اختلفوا معهم اليوم , فنحن نختلف علي المواقف والأفكار لا الشخوص .
لكل هؤلاء رسالتي كما شرف المواطنة هو التزام يحمل الأمانة والحقيقة .
السيد احمد السعدون , لا أحد يجرأ ان يساوم علي تاريخك السياسي والشعبي بعيدا عن أي تكتل نيابي او تجمع سياسي , فان تاريخك يشهد لك بذلك حيث من المعلوم للقاصي والداني انك قد أمضيت حياتك في العمل السياسي وهذه حقيقية لا يستطيع احد ان ينازعك عليها احد وان استطاع ان يشكك بانجازاتك ودورك الا ان هذا التشكيك لا يستطيع ان يلغي سنواتك الطويله في العمل السياسي. كما لا يمكن ان يكون هذا سببا منطقيا او مقبولا لترمي بالحجر . فتلك ليس من شيم أهل الكويت ولا أبناء وبنات عوائلها . وهؤلاء الذين يتزعمون البذاءة اللفظية والتحقير اليوم ضدك شامتين لا يجرؤون أن يتحدثوا عمن يمول مواقفهم ويغذي ألسنتهم العطشى بالمال والنفوذ .
السيد احمد السعدون . لقد كان والدي المرحوم علي الفزيع يراك رمزا للدفاع عن الحريات والقانون والدستور ولم يكن اسعد بحاله الا عندما يسرع وأهل الخالدية خصوصا للوقوف معك في كل مواقفك وأنت اعلم بذلك لكن هذا كان في الزمن البعيد وقد تعاقبت الأجيال اليوم ولست بوالدي كما ان أولادي ليسوا بمثلي وأحفادهم لن يكونوا أمثالهم , تغيرت الأحوال والرؤي وان امتلأ الكأس فلا مجال للزيادة.
السيد احمد السعدون , لا أحد يستطيع ان يتمسك بزمام القيادة في كل الأزمنة فالصغار كبروا و نحتاج القيادة المتقدمة في السن لترشيد اندفاع الشباب للتعقل لا الاندفاع وكما التروي لا التهور. إنني احترم تاريخك وشخصك وليس بالضرورة الأفكار التي تنادي بها الان وتطلب من الآخرين ان يتبعوها فهي لا تتناسب مع متطلبات الحاضر ولا الفترة العصيبة التي نواجهها ألان كمواطنين في محاولات البعض الانقلاب علي الدستور والحريات والقوانين والأخلاق والولاء للوطن .
السيد احمد السعدون ... إنني أتمني عليك أن تستشعر نبض الشارع الان وتري ما نريده نحن أهل الكويت نساء ورجالا بعيدا عن المجلس والجماعات السياسية , لقد نجحت وعدد من رجالات الكويت في الماضي من أمثال السيد احمد الخطيب لأنكم كنتم رمزا للدفاع عن الكويت ونجحنا ولكن الأزمنة تغيرت وتداخلت المصالح وصرنا في دوامة من الصالح ومن الطالح فإننا لم نعد نستطيع ان نميز طريقنا ولذا فإننا بحاجة كشعب الي الإرشاد وبتاريخك لا تحتاج صغار الساسة ولا شهادتهم ونحن أهل دائرتك الكويت أكثرهم حاجة لك وأمثالك وهم رصيدك الحقيقي . فهل وصلت الرسالة؟
مني الفزيع
تعليقات