هل هناك سلعة أخرى نصدرها ؟ بقلم عابد خزندار

الاقتصاد الآن

699 مشاهدات 0


    نحن بالطبع نصدر ما ننتجه من النفط ومشتقاته من البتروكيماويات، ولكن هل لدينا سلعة أخرى نصدرها؟ بل هل فكرنا في أن ننشئ صناعات تتجه نحو التصدير، خاصة ونحن نوقن بأن البترول لن يظل إلى الأبد كمورد لنا؟ والمفروض قبل ذلك أن نسأل: هل نغطي السوق بمنتجاتنا المحلية، ونستغني عن الاستيراد من الخارج؟ والجواب معروف، صحيح أن عندنا بعض الصناعات كالإسمنت والحديد (ولو أنه لا يكفي لتغطية الحاجة المحلية) والألبان وبعض أنواع الغذاء، ولكن لا شيء فيما أعرف غير ذلك، والصناعة تحتاج إلى ما يسمى بالميزة النسبية، وهو توفر عنصر أو عناصر معينة تتوفر لدينا بصورة أكثر من الدول الأخرى، وهذه الميزة قد تتمثل في مادة خام أو عمالة ماهرة رخيصة، أو عقول تنتج المعرفة وأدواتها كما في دول مثل فنلندا وكوريا الجنوبية التي أصبحت شركة من شركاتها وهي سامسونج تنافس شركة أبل، وإذن فليس عندنا غير النفط، وقد بدأنا فعلا في إقامة مصانع ضخمة لتصنيع مشتقاته، ولكن أمامنا الكثير من المشتقات والمنتجات التحويلية الثانوية التي لم نصنعها بعد، وقد بدأنا في إنشاء مدن اقتصادية لجذب المستثمرين، وتشجيعهم على إنشاء هذه المصانع التحويلية، ولكن مشروع بناء هذه المدن تعثر، وواحد منها مثل المدينة الاقتصادية في حائل قد توقف تماما، ولهذا يجب إنقاذها وإكمال بنائها، ويبقى بعد ذلك أن نهتم بصناعة المعرفة فلدينا العنصر الإنساني، وقد بدأنا والحمد لله في تنميته، ولدينا الآن أكثر من مئة ألف مبتعث، وما علينا إلا أن نستمر في هذا البرنامج، وننميه حتى تتوفر لنا العقول المنتجة، وبعد ذلك نشجع العائدين منهم على إقامة مشروعات صناعية معرفية بما في ذلك تقديم القروض لهم، وقد نبدأ وهي خطوة ضرورية أولى في عمليات تصنيعية تجميعية، كتصنيع وتجميع الجوالات مثلا، وبعد ذلك سيأتي التطوير والإبداع كما حصل في كوريا الجنوبية.

 

الآن:الرياض

تعليقات

اكتب تعليقك