خريطة العالم العربي متغيرة لا محالة!
زاوية الكتابكتب أغسطس 4, 2012, 8:54 م 1535 مشاهدات 0
القبس
مليار
لبيد عبد ال
بعد تساقط وهبوط النظم التي حكمت دول شمال أفريقيا، كتونس وليبيا ومصر، برزت موضة الثروات المليارات، حيث ظهر العداد والكشاف الحقيقي، عندما ظهرت الأرقام التي تفوق الخيال.
حيث ظهرت مائتا مليار قرب نهر النيل وبنوكه، وسبعون ملياراً، ثم ثمانون قرب شاطئ البحر المتوسط وبنوك أوروبا والأوف شور، وذلك خلافاً للممتلكات والقصور في أوروبا وأميركا الشمالية.
الغريب أن رؤساء تلك النظم، قضوا ثلاثة أو أربعة عقود أو أكثر، لتجميع تلك الغلة وعمل إدخار خاص، من أموال الدولة لهم وأولادهم، ومن يرضى عنهم، ويرضون عنه.
والأدهى من ذلك، أن بعض شعوب تلك الدول قد سكن المقابر، وأخذ علاجاً بيطرياً الأقل كلفة من علاج المستشفيات، وقضى من قضى نحبه من جوع أو فقر.
فبحساب بسيط لمحتوى المليار دولار الواحد، فإنه يمكن أن يشبع الملايين منهم، إذ إن في واقع الأمر وحقيقته أن المليار دولار يتكون من ألف مليون، أي أنه يشمل عشر مرات من المائة مليون، وفي شعب مثل مصر، المكون من ثمانين مليوناً، يكفينا مائة مليون واحدة، من العشر مائة مليون، والتي يكون منها المليار دولار، إذ بعد تقسيم المائة على الشعب المصري، سيحصل المواطن الواحد، على حصة جيدة، أيما كان عمره أو جنسه.
تكرار هذه الموضة في تلك الدول، لا يستبعد وجودها كأسلوب العرف بين الرؤساء في دول أخرى، قريبة أو بعيدة، وقد عرف اللغز من أخذ سلطة القرار بها، وقد يكرس ويتمترس بقواعد للعبة فيها، خصوصاً قاعدة لي أن أعرف ولك أن تبحث، بالتالي يدخل هو والزوجة والأولاد بالشكل الرئاسي الجديد، إلى الأضواء ومقابلات التلفزيون والقنوات الفضائية الإخبارية المشهورة، وكذلك جرائد فوربس ووول ستريت وفورتشن، وكل صور الإسراف والبطر.
وأقول لكل من تبقى من تلك النظم المشابهة، ان تنظر إلى الواقع وإلى شعوبها للحظة ستكون قسمتها بضعة من الدولارات، فهي تحتاج وأطفالها شيئاً من التعليم والصحة والغذاء، قبل ألا يبقى مجال لا في الزمان ولا المكان.
إذ لا غرو في أن خريطة العالم العربي متغيرة لا محالة، حيث تظهر الدول الكبيرة بثلاثة أجزاء أو جزأين، خصوصاً أن أقطاب القوى الدولية الجديدة والمتضادة، لن تكون هي المعتادة التي كانت تقدم عباءة الحماية سنين طويلة ولا تقدر عليها الآن.
لا حاجة إلى مزيد من التأخر أو التعثر، فنحن جميعاً لا نحتاج إلى تكرار مشاهدة مصير الرؤساء في غيران الفئران أو أنابيب مجاري الطرق.
تعليقات