'الإماراتية': أكاذيب من يريد تشويه سمعتنا 'مكشوفة'
الاقتصاد الآنأغسطس 4, 2012, 1:48 م 798 مشاهدات 0
أصدرت طيران الإمارات وثيقة مهمة فندت فيها الادعاءات بتلقيها دعماً حكومياً تستند إليه في المنافسة على الصعيد العالمي.
واستعرضت الوثيقة الاتهامات الواردة بهذا الصدد وردت عليها بالإثباتات والأدلة والبراهين، مؤكدة أن شركات الطيران التي تطلق هذه الاتهامات هي التي تتلقى الدعم من حكوماتها بوسائل وأساليب متعددة، وفقاً لصحيفة 'الخليج' الإماراتية.
وقالت الوثيقة إنه على الرغم من أن صناعة الطيران بذلت ما في وسعها للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي وتحقيق الربحية إلا أن شركات الطيران والدعم الحكومي بقيا متلازمين في كثير من الأحيان.
وخلال العقد الماضي خسرت الناقلات العالمية 50 مليار دولار، هي نتيجة مخيفة أفضت إليها عوامل متشابكة شملت أحداث 11 سبتمبر وارتفاع أسعار الوقود ونماذج الأعمال غير الملائمة والأزمة المالية العالمية وبطبيعة الحال الأداء الضعيف للناقلات التي تتلقى الدعم والعون.
وأشارت الوثيقة إلى أنه لم يكن مفاجئاً ألا تتمكن بعض الناقلات من خدمة ديونها، وأن تستنجد بحكوماتها لإنقاذها.
وعلى الرغم من أن طيران الإمارات بصفتها ناقلة تحقق أرباحاً وتعمل أسساً تجارية تقف من حيث المبدأ ضد ممارسات الدعم الحكومي لشركات الطيران. إنها تدرك أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت لتخليص هذه الصناعة من تلك الممارسات نهائياً.
وأوضحت الوثيقة أن الدعم يمكن أن يأخذ أشكالاً عدة، فمثلاً في عام 2010 أقدم بنك التنمية الكوري الذي تديره الدولة على تجميد ما قيمته 3.76 تريليون وون كوري (3.3 مليار دولار) من الديون المستحقة على طيران 'اشيانا'، وهو مثال واضح جداً للدعم مثله مثل الـ500 مليون يورو التي قدمتها الحكومة النمساوية إلى الخطوط الجوية النمساوية قبل استحواذ لوفتهانزا عليها في سبتمبر 2009، كما أن تجميد الضرائب وتحمل كلفة التأمين ضد مخاطر الحرب وقروض البنوك الحكومية المقدمة 'لمرة واحدة' تعد أيضاً من أشكال الدعم حتى لو كانت مضمونة من الحكومات.
وعلى الرغم من أن الفصل الخاص بالحماية من الإفلاس في الولايات المتحدة لا يعد دعماً في حد ذاته إلا أنه يترك أيضاً أثراً بالغاً في السوق، من خلال توفيره مستوى حماية من الإفلاس يتيح لشركات الطيران إعادة تنظيم صفوفها، وهو إجراء نادر الوجود في الأسواق الأخرى، كما أن تحالف ستار الذي يشكل أكبر تجمع لشركات الطيران في العالم، شهد تلقي 13 من الناقلات الأعضاء فيه (قرابة نصف الناقلات الأعضاء) دعماً ومساعدات حكومية تصل إلى أكثر من 8.6 مليار يورو.
ومن بين عمليات الدعم تلك الـ800 مليون يورو التي دفعتها الحكومة الألمانية إلى صندوق معاشات شركة لوفتهانزا في عام 1995 في إطار سلسلة عمليات إنقاذ في أوروبا تلقت بموجبها شركات الطيران الوطنية مساعدات مالية تجاوزت 10 مليارات يورو، وشملت قائمة الناقلات المستفيدة اير فرانس، بريتيش ايرويز، 'تي إيه بي'، أولمبيك ايرويز، أليطاليا، وايرلنغوس.
حرب الشرق الأوسط
وانتقل الجدل بهذا الشأن مؤخراً إلى منطقة الشرق الأوسط، وهي واحدة من مناطق عديدة شهدت معدلات نمو عالية في السفر الجوي، فقد أدى قيام لاعبين جدد من المنطقة بتعزيز مستويات المنافسة في أجواء الطيران العالمية إلى نشوء موجة من الانتقادات والشكاوى وعمليات التضليل المتعلقة بمسألة الدعم بهدف حماية الوضع الآتي لبعض شركات الطيران غير الشرق الأوسط، ولأن طيران الإمارات تعتبر الناقلة الأكبر والأكثر بروزاً في المنطقة، فكثيراً ما توجه الانتقادات إليها، على الرغم من أن الاكتفاء الذاتي والربحية شكلا سمتين لازمتا طيران الإمارات منذ عام 1985 كما ستبين هذه الوثيقة فإن جميع إنجازاتنا تم تحقيقها عن جدارة وتوثيقها بشفافية، فضلاً عن أنها جاءت ثمرة لجهودنا في بناء شركتنا بصورة مستدامة.
واكتشفت المفوضية الأوروبية أن التمويل الذي تم منحه للناقلة الوطنية المجرية 'ماليف' بين عامي 2007 و2010 في سياق خصخصتها وإعادة تأمينها شكل مساعدة مالية غير مشروعة من الدولة، ونتيجة لذلك أمرت المفوضية في يناير 2012 المجر باسترداد قرابة 100 مليار فورينت مجري (406 ملايين دولار) من الناقلة.
وتؤمن طيران الإمارات بأن دبي هي معقل البيئة التنافسية الأكثر حرية بين الجميع، فهي تتمتع بمنفذ مفتوح تماماً لجميع شركات الطيران الـ150 التي تخدم الإمارة التي تعتمد سياسة الأجواء المفتوحة. ومن الواضح أن شولت ستراثهوس خص دبي في حديثه لأنه لو كان فعلاً ضد ممارسة نماذج صاحب الامتياز الوحيد للمناولة الأرضية والتموين لكان سيحتاج أيضاً إلى انتقاد سنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان والكثير غيرها.
وتدار شركات الطيران هذه من دون قيود مالية واقتصادية متعلقة بالربحية في اقتصاد مفتوح لجميع اللاعبين، فالربحية التي تمثل ضرورة مطلقة لأي لاعب اقتصادي من القطاع الخاص، تعد ذات أهمية ثانوية بالنسبة لهذه الشركات، حسب جان سيريل سبينيتا رئيس مجلس إدارة اير فرانس كيه إل إم.
ويصف سبينيتا منطقة الخليج بعبارات فضفاضة تشوه الواقع، فدبي لا تمتلك ثروة نفطية كالتي يمتلكها جيرانها، وذلك هو سبب ريادتها في الشركات القائمة على الخدمات مثل طيران الإمارات، ولذلك أصبحت طيران الإمارات متفردة في الشرق الأوسط بفضل تحقيقها المستمر للأرباح بفضل نهجها التجاري المتميز، ونحن نعمل على هذا الأساس منذ أكتوبر 1985، فالربحية ليست شيئاً ثانوياً بالنسبة لطيران الإمارات التي تلجأ للمقترضين العالميين سعياً إلى تلبية احتياجاتها التمويلية، ولذلك فهي بحاجة للعمل على أساس الربحية من أجل خدمة تلك القروض.
ولو كلف مالانك نفسه بتخصيص بعض من وقته لدراسة ممارسات طيران الإمارات بشأن العمالة والبيئة لأدرك أنها توفر ظروف عمل ممتازة، حيث تضم قوة العمل فيها أكثر من 8600 موظف أمضوا 10 سنوات أو أكثر على عملهم في الناقلة، كما أمضى ما يزيد على 2100 موظف 20 عاماً أو أكثر في الخدمة، وإلى جانب ذلك تطبق طيران الإمارات ما هو أفضل بكثير من ممارسات الطيران المعتادة من خلال تمضية مئات ساعات العمل سنوياً لشرح أدائها البيئي بالتفصيل، كما أن أكبر ثلاث شركات موردة للوقود لطيران الإمارات هي 'بريتيش بتروليوم' و'شل” و'شيفرون' وهي ليست شركات تابعة لحكومة دبي.
طيران الإمارات لا تتلقى أي دعم مالي من حكومة دبي، ويتم نشر بياناتنا المالية سنوياً وتدقيقها من قبل 'برايس ووترهاوس كوبرز'، وقد قمنا مراراً وتكراراً بحث أولئك الذين يدعون أن طيران الإمارات تتلقى دعماً مالياً من حكومة دبي، على دراسة التقارير السنوية المدققة، والتي ننشرها منذ قرابة العقدين.
وقد شهدت العقود القليلة الماضية خصخصة العديد من شركات الطيران، لكن العديد من الناقلات لايزال مملوكاً لدول. وكما توضح هذه الوثيقة، لجأت معظم شركات الطيران الكبيرة، التي يديرها القطاع الخاص في أوروبا، إلى حكوماتها للحصول على دعم، وعمليات إنقاذ تصل قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات يورو.
فعلى سبيل المثال، تلقت الخطوط الجوية الفرنسية دعماً من الحكومة الفرنسية بقيمة 3.8 مليار يورو، في شكل ضخ أموال في الناقلة 3 مرات بين عامي 1991 و1994، وبعد عام واحد فقط من ذلك التاريخ، تدخلت الحكومة الألمانية لدعم طيران لوفتهانزا بقيمة 800 مليون يورو، لسد الفجوة في صندوق المعاشات بالناقلة الوطنية.
من جانبه، أكد تيم كلارك رئيس طيران الإمارات أن ترديد الادعاءات مراراً وتكراراً، يمكن أن يفضي إلى تصديقها، والقبول بها كواقع في نهاية المطاف، على الرغم من افتقارها إلى دليل يثبت صحتها، لذلك تبين هذه الوثيقة وجهة نظر الشركة بشأن الدعم في قطاع الطيران، كما تتضمن شرحاً دقيقاً لنموذج أعمال طيران الإمارات، وردها على الحملات الموجهة ضدها، بدءاً من الادعاءات حول الوقود المدعوم، والمساعدات المالية، وأوضاع الموظفين، وانتهاء بالتشريعات البيئية ورسوم المطار.
وقال كلارك إن طيران الإمارات تؤمن بأنه يتعين على الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، والمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو)، تحديد وتطبيق مجموعة معايير شفافة وموحدة للإفصاح المالي على جميع الناقلات العالمية، لتحديد ماهية الدعم بدقة.
كما يتعين على الحكومات ألا تقدم على ضخ أموال، ومنح قروض، أو تمويلات لشركات الطيران، مهما يكن حجم مساهمتها في تلك الشركات.
إضافة إلى أنه يجب على جميع الحكومات أن تتبنى سياسات التحرير والأجواء المفتوحة بهدف إنهاء أعظم أشكال الدعم، المتمثل في الحماية السياسية للأجواء.
تعليقات