هل نحن كبلد نستطيع تحمل الواقع الحقيقي للصراع السوري.. الصالح متسائلاً
زاوية الكتابكتب أغسطس 2, 2012, 9:11 م 909 مشاهدات 0
الكويتية
أم المعارك حلب.. و'السوريون العرب'
د. ياسر الصالح
آلاف المقاتلين العرب يدخلون الحدود السورية، وعشرات من القطع الحربية البحرية الروسية والصينية تقصد المياه السورية وهي تحمل قوات النخبة، وقطع حربية أميركية وأوروبية وإسرائيلية تجوب المياه القريبة من سوريا، وإيران تهدد تركيا بأنها ستفعّل اتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا ضد التدخل التركي في دعم وتدريب المسلحين وإدخالهم وسلاحهم إلى سوريا، والكونغرس الأميركي يجيز صرف الأموال الحكومية لدعم المسلحين في سوريا، ودول خليجية تسلح وتمول الحرب هناك، والقضية الكردية والأكراد يدخلون على الخط في الاتجاهين، وليشتبك العراق -بشكل شبه مباشر- في الصراع، أما في الأمم المتحدة فواضح أنه صراع بين الكبار الأمميين.. بين الحلف الصهيوغربي في جهة والبلوك الروسي الصيني الأميركي الجنوبي والآسيوي المستقل في الجهة الأخرى.
في خضم هذا المشهد الأممي بامتياز، الذي يشي باحتمالات لقيام حرب عالمية ضمن سيناريوهات متعددة، في هذا الخضم يعرض علينا الإعلام المحلي صورا لأعضاء في مجلس الأمة حاليين وسابقين وبرفقتهم بعض الناشطين الدينيين، وهم في اجتماع مع قيادات المسلحين في معسكرات بتركيا، وتعرض في «يوتيوب» فيديوهات لمجاميع من المسلحين تتسمى بأسماء جهات شخصية وقبلية محلية عندنا، كناية عن الدعم الذي تتلقاه هذه المجاميع من هذه الجهات ومن مؤسساتها، ومن دون أن تنفي هي ذلك، وينسب الإعلام كذلك وجود مقاتلين مع مجاميع المسلحين من بلدان خليجية ومن عندنا يذهبون إما للتدريب ومن ثم القتال، وإما الدخول في القتال مباشرة، وقد تحدثت جهات سورية عن مقتل أعداد من هؤلاء، وهذا الوضع يشبه الحال التي كانت في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، فكما وجد في تلك الفترة «أفغان عرب» يوجد الآن «سوريون عرب»..
من المفارقات التي تم الحديث عنها في الأيام الأخيرة، ونسبت لمصادر من المسلحين، استغرابهم أن دخولهم إلى سوريا ومن ثم حلب كان سهلا، ومن دون تعرض من القوات السورية، ولكن ما أن بدأت المعارك هناك حتى استطاعت هذه القوات تحديد أماكن أعداد من قيادات المسلحين وقتلهم أو اعتقالهم، ما يشي -وفق هذه المصادر- بوجود اختراقات و»خيانات»
في جهة المسلحين.
بعد رؤيتنا وتشخيصنا للواقع الحقيقي للصراع في سوريا، لابد أن نتساءل: هل نحن كبلد ومجتمع يمكننا أن نحتمل الوضع، بحيث يدخل بعضنا كطرف ممارس على الأرض في هذا الصراع الأممي، وهل يمكننا أن نتحمل تبعات سلبية وأشد من تلك التبعات التي أفرزتها تدخلات البعض ومشاركتهم في الحرب الأفغانية؟
أمنيا واجتماعيا وسياسيا، فإن القرب الجغرافي ومشتركات الساحتين مع سوريا أكبر بكثير منها مع أفغانستان وكذلك ستكون التبعات.. فهل نحن بصدد الاعتبار من تجاربنا؟
تعليقات