علتنا من يؤيد الحكومة والسلطة والمعارضة على الحق والباطل.. الخرافي متعجباً

القبس

أفعال رجالات الزمن الرديء  /  إنهم مخادعون ماكرون مخربون

خليفة مساعد الخرافي

 

اعترضت مندوبة وزارة التجارة امام جمعية عمومية عادية لإحدى الشركات بسبب خسارة هذه الشركة ثلاثة ارباع رأسمالها، والتي أدت الى خسارة كثير من المواطنين اموال استثمارهم، كما خسر متقاعدون وابناء القصر المساهمون بهذه الشركة اموالهم، ونحن هنا لا نتكلم عن شركات استثمارية ينشئها حيَّاله ومغامرون، بل هذه الشركة انشأها النائب احمد السعدون ورفيقه النائب مسلم البراك بتشريع قانون رقم 2007/2 من مجلس الامة رضخت له الحكومة ووافقت عليه، وهو مشروع قانون شركة اتصالات ثالثة VIVA دون عمل دراسة جدوى، فمن هو الذي يتحمل خسارة اموال المساهمين الذين غرر بهم.

علما بأن الاستثمار السعودي مرحب به في الكويت وهو أتى الى قطاع الاتصالات بخبرات جديدة وخدمات عززت المنافسة، ويذكر ان على رأس فيفا قيادات نحترمها ونقدر عملها.

تحمس النائب احمد السعدون لاسباب وغايات لا يعلم بها الا الله وسانده 43 عضواً من 45 عضوا فأقروا ووافقوا على مشروع قانون احمد السعدون للترخيص لشركة اتصالات ثالثة VIVA دون دراسة جدوى، فخسرت ثلاثة ارباع رأسمالها.. من المسؤول عن هذه الخسارة؟ علما بأن نسبة من اسهم الشركة وقدرها (%66) كانت من اموال المواطنين ونسبة اخرى وقدرها (%24) من اموال المتقاعدين في التأمينات وهيئة القصر وهيئة الوقف، انها مثال آخر ع‍لى تخبط رجالات الزمن الرديء بتشريعات مزاجية لغايات ومآرب خاصة ادت الى خسارة الوطن والشعب، فبينما اهمل وقصر وتقاعس وتجاهل احمد السعدون ومسلم البراك ولمدة عشرين عاما تشريع قانون الذمة المالية لكشف المرتشين والفاسدين، الا اننا نستغرب ونتعجب انه تم خلال فترة ثلاثة اشهر فقط انجاز مقترح انشاء شركة اتصالات ثالثة ستتكبد بخسارة ثلاثة ارباع رأسمالها، معتمدين على اسباب وحجج واهية وتافهة كان من الافضل الطلب من الحكومة عدم احتساب تكلفة الاتصالات الارضية وتحديد تعرفة وسعر وحدة الاتصالات دون توريط المواطنين بالاكتتاب في شركة ستخسر ثلاثة ارباع رأسمالها. فهل كل من السيد احمد السعدون ومسلم البراك على استعداد لتعويض المواطنين والمتقاعدين عن خسارتهم ثلاثة ارباع اموالهم التي اكتتبوا بها. ان ما نعرضه هو حقائق تكشف أباطيل رجالات الزمن الرديء وقد تكررت افعالهم المتهورة والمتخبطة الفاشلة الكارثية، في 2006ــ2008م بسبب وساطات رجالات الزمن الرديء تم ابتعاث 10 آلاف مريض للعلاج في الخارج، كثير منهم لا يستحقون مع 20 ألف مرافق كلفت ميزانية الدولة أكثر من ملياري دولار كان بالامكان إنشاء مدينة طبية متكاملة بهذا المبلغ الضخم في محافظة الجهراء، وتكررت هذه الأفعال المتهورة المتخبطة الفاشلة الكارثية مرات أخرى عديدة أولها خسارة «الداوكيمكال» فهي مثال على تخطبهم بمعارضتهم صفقة «الداوكيمكال» التي أجمع الخبراء الاقتصاديون والفنيون على انها لمصلحة الكويت، وللأسف أذعنت السلطة لرغبات رجالات الزمن الرديء فكبدت الكويت خسارة أكثر من ملياري دولار تعويض لغرامات لشركة «الداوكيمكال».

كما تسبب رجالات الزمن الرديء بتحول مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية الى أسوأ شركة طيران في العالم في قضايا السلامة والخدمات، بينما كانت في الخمسينات مثالاً يحتذى بالسلامة والخدمة ولم يكن في تلك الفترة لدى قطر والإمارات أي شركة طيران، بينما حالياً يبلغ أسطول القطرية مائة طائرة وأسطول الإماراتية 230 طائرة مدنية، (تميزت دول الخليج عنا بالقدرة على أخذ القرارات وتطبيق القانون)، وكانت الصفقة بتكلفة معقولة ومقبولة من شركة الأفكو الكويتية، التي سهلت ووفرت هذه الصفقة، انما صياح وصراخ رجالات هذا الزمن الرديء عن قصد وتعمد لغايات ومآرب خاصة أبطلت الصفقة وذهبت هذه الصفقة المربحة الى شركة طيران خليجية فتردت حال الكويتية، كما اعترض رجالات الزمن الرديء على بناء وإنشاء محطتي كهرباء الزور والصبية فأصبحت أغنى دولة في العالم تعاني انقطاع الكهرباء، بينما رجالات الزمن الرديء لديهم القدرة المادية لتركيب مولدات كهرباء بالديزل أمام فيللهم الفارهة، انهم سبب كثير من الاخفاقات، فقد اجهضوا وعطلوا العديد من القرارات لتطوير واصلاح الكويت ورضخ لهم رجالات الزمن الرديء في الحكومة. ونذكر جميعاً فشل أحمد السعدون في حل ازمة السكن للمواطن الكويتي، التي تصدى لحلها، كما تخبط وشرع قانوني 9،8 لسنة 2008 من دون دراسة أدت لزيادة أسعار العقار بشكل مضاعف.

***

ما خطبكم يا رجالات الزمن الرديء، أليس بينكم رجل رشيد يرجعكم لجادة الصواب؟ لقد اتفق الفقهاء الدستوريون على ان الدوائر الخمس غير دستورية، واذا تم اجراء الانتخابات القادمة بموجبها ستطبل المحكمة الدستورية هذه الانتخابات، فلماذا إصراركم على التصعيد والتأزيم واثارة البلبلة والقلاقل باصراركم على اجراء الانتخابات بنظام الدوائر الخمس الحالي غير الدستورية، كما يشيع ويردد الخبراء الدستوريون.

***

يدعي رجالات الزمن الرديء محاربتهم للفساد، بينما هم سبب الفساد والرشوة لتقاعسهم منذ عشرين عاماً عن تشريع قانون الذمة المالية الذي يكشف المرتشي أيا كان موقعه سواء نائب قبيض أو وزير قبيض او قيادي قبيض، حيث ان مشروع هذا القانون المهمل منذ سنوات طويلة في أدراج مجلس الأمة يعطي الحق بمراقبة وكشف حسابات العاملين بالسلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية. لهذا لا يرجى خير من رجالات الزمن الرديء فهم يخدعون الشعب الكويتي بأنهم فرسان محاربة الفساد والرشوة بينما هم من يحمون الفساد والفاسدين، ورجالات الزمن الرديء لا يؤمنون بالتخطيط بل منهجهم «اصرف ما في الجيب يأتيك مافي الغيب».

بلوانا وعلتنا ان هناك من يؤيد الحكومة والسلطة على الحق والباطل، وهناك من يؤيد المعارضة على الحق والباطل، فضاع الوطن بسبب التعنت والجهل والعناد والتعصب والفزعة على الحق والباطل وهي أكبر دليل علي عدم وعي الشعب.

* * *

نحتاج إلى معارضة قوية بالحق وليس معارضة قوية بالباطل، معارضة تطالب بتطبيق القانون وليس كسره، معارضة تشرع القوانين ضد الفساد وليس معارضة تحابي الفاسد الذي يمشي وساطاتها وتقصر وتهمل وتتجاهل تشريع قوانين ضد الفاسد، معارضة تحرص على أموال مستقبل أبنائنا وليس هدرها على مقترحات عبثية «إسقاط قروض وكوادر».

* * *

في ظل هذا الوضع المربك والمأزق والمطب المتعلق بدستورية الدوائر الانتخابية وإصرار وعناد وتصعيد تكتل الأغلبية ومطالبتهم بعدم تغيير الدوائر الانتخابية، أنصح السلطة بإصدار مرسوم حل مجلس 2009 وإصدار مرسوم آخر بالدعوة الى الانتخابات خلال شهرين ولتتحمل الأغلبية تبعات هذا القرار في حالة الطعن فيه لانها هي من تتعنت وتعاند وتصعد، فلتتحمل وزر أفعال تهورها وطيشها وليكتشف الشعب تخبط وضياع هذه الأغلبية.

* * *

نحتاج إلى حكومة قوية قادرة على إنجاز إجراءات إصلاحية تطويرية وتطبيق القانون وتنفيذ مشاريع متعثرة ودراسات من قبل الخبراء تم إهمالها، كما نحتاج الى معارضة تتحمل مسؤولية أخطائها قادرة على تشريع مائة قانون مهمل في أدراج مجلس الأمة، منها قانون الذمة المالية الذي يكشف الحرامي الفاسد المرتشي من الشريف.