170 ألف دولار فاتورة حفل 'القرقيعان' لأسر خليجية
الاقتصاد الآنأغسطس 2, 2012, 2:37 م 2467 مشاهدات 0
تتحضر الأسر الخليجية لاحتفالية 'القرقيعان' في منتصف شهر رمضان الفضيل، حيث باتت الأمهات خلال السنوات الأخيرة يعددن العدة للاحتفال بأولادهن الصغار في هذه المناسبة.
فبعكس السنين الماضية التي كانت بسيطة في كل شيء، حيث يخرج الأطفال في 'الفريج' ويقومون بغناء الأهازيج ويدقون الأبواب في طلب المكسرات والحلويات والشوكولاته، وكل طفل يحمل على صدره كيسا من القماش.
وتختلف تسمية القرقيعان من بلد إلى آخر، ففي الكويت عرف بـ'القرقيعان' في حين يطلق عليه أهالي البحرين 'الكركاعون' أما في عمان فيسمونه 'القرنقشوه' وفي الإمارات يطلق عليه 'حق الليلة'، بينما في قطر فيعرف بـ'القرنقعوه'، في حين يعرف في بعض مناطق السعودية مثل القطيف والدمام والمناطق الساحلية بـ' القريقشون'، بينما في العراق يسمى 'الماجينا'.
ورغم أنها احتفالية بسيطة، لكنها في الأعوام الأخيرة بدت مكلفة جدا، حيث إن بعض الأسر تنفق عشرات الآلاف من الدولارات من أجل القرقيعان.
دعوات خاصة
في الكويت وكغيرها من بعض الأماكن في الخليج، تقوم بعض الأمهات بالتحضير لمناسبة القرقيعان، مع بداية شهر رمضان وأحيانا قبلها بشهر تقريبا لطبع الدعوات واختيار أنواع الشوكولاته ومحتويات العلب التي ستوزع على الأطفال.
وأصبحت ظاهرة تجول الأطفال بين المنازل 'مختفية'، واقتصر القرقيعان على الدعوات الخاصة وبين الأسر والأصدقاء.
بل زادت بعض الأسر في المبالغة حيث تحجز بعض الأمهات قاعات في الفنادق لعمل تلك الاحتفالية ودعوة صديقاتهن وذويهن وأولادهن. ويتم الاتفاق مع مطرب أو فنانين لإحياء الحفل.
تقول أم ناصر (مواطنة كويتية) إن 'القرقيعان' أصبح مكلفا، خصوصا وأن كل أم بدأت تتباهى بحفلة القرقيعان، وكل أم تقوم بتصميم ثوب خاص لطفلتها أو طفلها، يكون بنفس لون أكياس أو صناديق القرقيعان الذي يقدم للضيوف.
وأكدت لـ'العربية.نت' أن بعض الأمهات يضعن في تلك الأكياس أوراقا نقدية من فئة الـ20 دينار (حوالي 70 دولارا)، بل بعضهن وضعن 'ليرات ذهبية' من باب التفاخر.
وأضافت أم ناصر أنه في أيام صباها كانت كلفة المكسرات لا تتعدى الـ10 دنانير، أما اليوم فإن أقل قرقيعان تصل كلفته 300 دينار (أكثر من ألف دولار)، في حين أن بعض الأسر تنفق أكثر من 50 ألف دينار (180 ألف دولار)، على هذه المناسبة بدءا بحجز قاعة في فندق خمس نجوم الى مطربين الى أنواع 'القرقيعان'، حيث تضع أفخر أنواع الشوكولاته والمكسرات وغيرها من النقود، بالإضافة إلى البوفيه والدعوات.
وأوضحت أم ناصر أن غالبية الأسر تطبع صور أولادها على تلك الباقات التي توزع بالإضافة إلى بطاقات الدعوات الفاخرة وبعضها مكتوب بماء الذهب.
لكنها في ذات الوقت، أكدت أن أكثر قرقيعان قامت به كلفها 500 دينار (1800 دولار)، إلا أنها لا تخفي عشقها لهذه المناسبات، ولو أن لديها الميزانية المتوفرة لأنفقت أكثر من ذلك.
ظاهرة للمفاخرة
عبدالسلام الظفيري أب لطفلة صغيرة، قال إن زوجته قامت بالتحضير لمناسبة القرقيعان، مؤكدا أنه حتى الآن أنفق أكثر من 1700 دينار (أكثر من 5 آلاف دولار)، مبينا لـ'العربية.نت' أن هناك أسرا تبذخ في هذه المناسبة، مشددا على أن تلك المناسبات ليس لها طعم اليوم، خصوصا وأن الاحتفالية مقتصرة على الأمهات والأطفال.
وأشار الظفيري إلى أن مناسبة القرقيعان تحولت إلى ظاهرة للمفاخرة وبقدرة كل أسرة لعمل احتفالية لمواليدهم الصغار، بعكس ما كانت في السابق.
وأضاف الظفيري أن شركات المكسرات والشوكولاته بدأت تدخل نجوما حتى في 'القرقيعان' فأصبح اللاعب الأرجنتيني 'ميسي' ضمن قرقيعان أطفالنا في الخليج بالإضافة الى النجوم الآخرين مثل بيكهام، وبعض شخصيات الكارتون المحببة للأطفال مثل 'بان تان والسنافر وباتمان وسوبرمان' وغيرهم.
واستطرد الظفيري قائلا: الأمهات لم يكتفين بذلك، بل إن الهدايا التي يقدمنها للأطفال والأسر أصبحت تمثل ماركات عالمية مثل (LV&DG) وغيرها من الماركات العالمية.
وبين الظفيري أن الهدايا لم تعد للأطفال بقدر ما هي للأمهات بقصد 'الغيرة والتفاخر' فكل أم تريد أن تبين لصديقاتها أو قريباتها بأن 'قرقيعانها' هو الأفضل.
تعليقات