بذكرى الغزو، هل استفدنا من الدروس؟! محمد المطوع
زاوية الكتابكتب أغسطس 2, 2012, 5:15 ص 2570 مشاهدات 0
البطل سالم
اسوأ يوم مر على كل كويتي هو ذاك الخميس الأسود ففي صبيحة 2 اغسطس إستفقنا على صوت طائرات العدو في سمائنا ودباباته تسرح في شوارعنا, وتم اسر أولادنا باليد وبعضهم قبل أن يصل إلى معسكره, رغم إن الغزو لم يأتي غفلة, بل جاء بخدعة فكم نحن ساذجون حتى يخدعونا فيتم إبتلاع أرضنا وعرضانا وتاريخنا وأولادنا ومستقبلنا في غضون ساعات؟؟؟
ورغم ذلك تكاتف الشعب كل الشعب الصامدون والراحلون, فالصامدون بقوا وحموا الهوية الكويتية من الداخل وشكلوا مقاومة باسلة, أما الراحلون فمنهم من كان أصلا في إجازة في الخارج ومنهم من رحل لأسباب مختلفة, ولكن كان للشعب الكويتي في الخارج دورين رئيسيين بالغي الأهمية حيث دافعوا عن الشرعية أمام وسائل الإعلام المختلفة ومنهم من التحق بالجيش وحرر الكويت مع المحاربين.
اليوم تمر اثنتان وعشرون سنة على ذلك التاريخ البغيض, فهل استفدنا من دروس الغزو, هل إنصلح أمرنا هل تطورنا, للأسف وبكل اسف نسينا شهدائنا وأبناءهم وعوائلهم ونسينا أسرانا رغم إننا قلنا لن ننساكم ( فقد كانت شريطة صفراء للكشخة ), بل بكل قسوة نسينا أبطالنا فيا أيها البطل اللواء الركن سالم مسعود تقبل أسفي عن حكومات خيبة عاجزة عن شكر افضل أبناءها في لحظات حاجته لها رغم إن حكومتنا غنية تبعثر العلاج والأموال على كل محاربين العالم وتنسى من حماها, إعذرونا يا أبطال فأعضائنا الأغلبية لاهثين للعودة إلى كراسيهم الخضراء وإلى البنز والأقلية يبحثون عن حاتم أخر يعوض تيتمهم ولن يسألوا فيكم, فهم اصلا لم يسألوا في مستقبل الكويت.
أيها البطل اللواء الركن سالم مسعود, المنظومة العسكرية لم تعد كما كانت فرغم إن الوزير من ابناء العسكرية ورغم ما اشتهر به من عدل وحزم نجده الآن قد تراخى ولايعلم أو يعلم ومعجب بمايحصل, فالشباب الكويتي يتم تطفيشه من الجيش فهذا طيار نشط يصاب في فقرات ضهره وعنقه بإصابة عمل ويحصل على تقرير طبي من أعلى اللجان في المستشفى العسكري ويتم تأكيد التقرير بقرار من القضاء العسكري, ولكن قائد القوة لايطبق ماجاء بهما ويود أن يعاقبه من غير سبب, فبدل أن يشكروه على التزامه وإستقامته طوال المده الماضية نجدهم يعاقبون هذا الطيار كما هم الآن يعاقبونك لأنك تصديت للعدو في ملحمة الجسور الخالدة في أذهان الشعب, وإعلم أيها البطل اللواء الركن سالم مسعود بأنك خالد في تاريخ الكويت ومجدها ونجمك يتلألأ في سماء الكويت فوق هامات السحب. في مصر جميع الكويتيين يعرفون شارع البطل أحمد عبدالعزيز فلماذا لايكون في الكويت أيضا لدينا تكريم لأبطالنا, لماذا لايكون هنالك شارع بإسم البطل سالم.
الدولة للأسف بمجلسيها الوزراء والأمة, لم يستفيدوا من دروس الغزو شيئا, فبعض الجهال بسند من كم هيس وحيزبونة يفتت المجتمع ويعيث فسادا في مكونات المجتمع ويثير الفتنة ولايطبق صحيح القانون عليهم, والتركيبة السكانية تزداد إختلالا, والتضخم يضرب اطنابه في الإقتصاد المنهار, والفساد يسري في جميع الأجهزة, والأداء العام منحط, وطابور دور السكن وصل لعشرين سنة بأعداد ستفوق المائة ألف طلب, والتوظيف للكويتي بالحسرة, والتعليم متراجع كما ونوعا, والصحة متدهورة, والأمن يكاد ينفقد, ولايوجد نعمة سوى زحمة الشوارع الخانقة, والزبالة والروائح النتنة في كل مكان في الأزقة على الأرصفة وفي المكاتب على الكراسي.
ملاحظة: وعدت القراء بمقال عن موقف الأغلبية من الإسكان وإسقاط القروض وتفييد أولادهم وأولاد التجار .. وسأفي بالوعد قريبا جدا.
والله عليم بذات الصدور
محمد المطوع
تعليقات