يوسف المباركي يدعو الأغلبية إلى التسامي والاعتراف بإخفاقاتها

زاوية الكتاب

كتب 1006 مشاهدات 0


القبس

نداء للأغلبية

يوسف مبارك المباركي

 

من شدة تسارع الأحداث أصبح المراقب غير قادر على استيعاب حجم خطورة الهجمة الشرسة على النظام الدستوري مهما أطلقت مسميات التبرير، فمرة بهدف العدالة، ومرة بعدم دستورية الدوائر الخمس، ومرة أخرى لتحصين الدوائر، لكن الخطر الداهم هو ما يحصل في الخفاء عبر حرب السلطات... لماذا؟

لأنها تنسف أركان الدولة، حيث نصت المادة 50 من الدستور على فصل تلك السلطات مع تعاونها لبناء الدولة، واليوم نرى هذه الحرب الشرسة، واعتداء سلطة على سلطة، تحت حجج واهية، فكتلة الأغلبية ليست منزهة عن الخطأ، فلها سلبياتها، لكن اليوم الخطر لم يقف عندها، بل تجاوزها مما سيؤدي إلى نسف النظام الديموقراطي بأكمله، ليتحول مجلس الأمة إلى «مجلس وطني» آخر، وهذا هو الهدف.

لذا، أناشد الأغلبية بجميع أقطابها بسرعة التنسيق بين جميع الكتل السياسية والشرائح الأخرى، وأن يجمد الخلاف، وألا تتقوقع الأغلبية حول نفسها معتمدة على المجاميع الشبابية فقط، فالحدث جلل ويخص الجميع، ولنستفد من تجربة عامي 1989و 1990 التي ما نجحت إلا بعد التفاف شعبي شمل تكتل نواب مجلس 1985، وغرفة التجارة والهيئات الشعبية، ومجموعة 45، واتحاد الطلبة، بعد هذا تحقق النجاح.

لذلك، أدعو الأغلبية مرة أخرى إلى التسامي، وشرح وجهة نظرها والاعتراف ببعض الإخفاقات أيضا، كي لا تتحمل كتلة الأغلبية وحدها المسؤولية، ولا يؤخذ الموضوع من الآخرين كتشف بالأغلبية، وبعدها سوف يندم الجميع، فأي تعديل لقانون انتخابات يجب أن يكون تحت قبة عبد الله السالم، وبمجلس جديد، لا خارج قبة عبد الله السالم، ولا مجلس 2009 الذي سقط سياسيا وشعبيا، مما دفع سمو الأمير، حفظه الله، إلى حله بمرسوم رقم 443 لسنة 2011، وإتاحة الفرصة لاختيار ممثليها، فهذا الموضوع ليس فيه مجاملة لأحد.

اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك