مجموعة 29 .. وأسطورة العظماء السبعة

زاوية الكتاب

كتب 1312 مشاهدات 0


لقد حقق فيلم The Magnificent Seven أو العظماء السبعة نجاحاً باهراً بالسينما العالمية في مطلع الستينات من القرن المنصرم, ولا زال نموذجاً يحتذى به بأكاديميات الفنون العالمية لاستلهام الأداء المتميز, إذ تدور قصته حول قرية مستضعفة تستعين بسبعة مقاتلين لمواجهة قطاع الطرق الذين يسطون على قريتهم يسلبونهم ممتلكاتهم وقطعان ماشيتهم.
 
إذا ما أسقطنا هذه الرواية على الواقع في الكويت, سنجد لها تطبيقا فعلياً قد ظهرت بوادره منذ شهر مارس 2012 , إذ نشأت حركة اجتماعية جديدة هي ( مجموعة 29 ) والمكونة من 7 مواطنات فاضلات هن بالترتيب الأبجدي: د. إبتهال الخطيب – د. إقبال العثيمين – أ. رنا الخالد - د. رنا العبدالرزاق – د. شيخة المحارب – أ. لمى العثمان - أ. منى العبدالرزاق , أتت هذه المجموعة لمناصرة قضايا مجتمعية تتميز بأنها مسلوبة الحقوق ومحاصرة بسلبيات عامة كالتمييز وعدم المساواة , وهو المقصود بالمادة 29 من الدستور الكويتي بأن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين. و من بين تلك القضايا جاء الدفاع عن البدون بالمفهوم الكويتي أو عديمي الجنسية كما تصنفها إتقاقيات حقوق الإنسان ومنظماتها العالمية.
 
إن الكويتيين البدون كما يصنفون أنفسهم , هي في أصلها قضية قانونية تتصل بحقوق دستورية تم سلبها منهم, كحق المواطنة بالمادة 27 وحق التقاضي للدفاع عن إثبات مواطنتهم بالمادة 166 ووجوب عرض هذه المنازعة أمام المحكمة الإدارية بالمادة 169, وهذه الانتهاكات في مجملها تمثل تعدياً على حق المساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع بالمادة 29 من الدستور الكويتي. فكيف بمن يتهمهم بالتزوير لا يبرز حكم إدانتهم ؟! وكيف بمن يصنفهم بأنه ينتمون لجنسية دول أخرى لا يبرز تلك المستندات ؟!
 
أربعة أشهر هي عمر مجموعة 29 ,, قدمت فيها 6 ندوات تخص قضية البدون من زوايا مختلفة , وكذلك ورشة عمل لتثقيف طلائع تلك الفئة بحقوقها, كما أقامت اعتصاماً سلمياً في جامعة الكويت تشرفت بمشاركتهم فيه ممثلاً لحركة نبراس وشاركهم العديد من التيارات السياسية والمجتمعية للسعي نحو تخصيص 5% من المقاعد للطلبة البدون وقد تكللت بالنجاح الجزئي بتخصيص 100 مقعد وإن كانت غير متكاملة من حيث تحقيق الرغبة بكليات معينة مقصورة على المواطنين وحصرها على حملة البطاقة الخضراء, كذلك أقامت حفل تكريم باهر لتكريم المتفوقين البدون حضرته شخصيات كويتية مرموقة مناصرة للمستحقين البدون – حتى أنني قلت في نفسي الأمارة بالسوء وأنا أشاهد فقرات الحفل : لو أن المعادي للبدون قد فجر المكان لاستراح منهم للأبد !!
 
في الختام .. إذا كانت مجموعة بسيطة وفي زمن محدود وبإمكانيات فردية ,, قد استطاعات التصدي لمثل هكذا قضايا حقوقية على هذه الصورة المشرفة ,, فيا ليت لو أن لباقي مواد الدستور حماة مثلهن . نبراسيات : إن عدالة الأفراد هي أقوى من جور السلطة .

عبدالله فيروز
كاتب كويتي و ناشط حقوقي

بقلم: عبدالله فيروز

تعليقات

اكتب تعليقك