بسبب سوء المعاملة

عربي و دولي

غضب في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا

491 مشاهدات 0


تتصاعد المشاعر في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا حيث تمتزج حرارة الجو مع صيام شهر رمضان والظروف المعيشية القاسية وما يقول اللاجئون انها معاملة سيئة من جانب السلطات التركية.

وقالت ام عمر غاضبة وهي تجلس مع أطفالها الأربعة بعد ان اختنقوا بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات شرطة مكافحة الشغب التركية لتفريق شجارات على توزيع الطعام في مخيم كيليس يوم الاحد 'انفطرت قلوبنا. لماذا يفعلون هذا معنا؟'

وقالت وهي تشكو من عدم كفاية وجبة الإفطار 'نحن صائمون'.

واندلعت الشجارات في مخيمات أخرى هذا الأسبوع بين اللاجئين وكذلك بينهم وبين قوات الأمن التركية وهو ما يسلط الضوء على واحد من التحديات العديدة التي تواجهها تركيا نتيجة للصراع المستعر في سوريا المجاورة منذ 16 شهرا.

وقد تتفاقم هذه التحديات وربما تجبر تركيا على تغيير سياستها التي تتضمن حاليا خليطا من السماح باستقبال اللاجئين وايواء المنشقين على الجيش السوري وتعزيز الوحدة بين المعارضة السورية المنقسمة والسماح بهدوء بمرور التمويل الأجنبي والسلاح للمعارضة المسلحة التي تسعى إلى اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد.

وتقول تركيا إن 70 الف سوري عبروا الحدود لكن 26 الفا منهم عادوا مما يجعل عدد اللاجئين السوريين في تركيا 46 الفا يعيشون في ثمانية مخيمات تصطف فيها الخيام وفي كيليس التي يقيم فيها 12 الفا في صفوف من المنازل الجاهزة وراء جدار معدني مرتفع تعلوه الاسلاك الشائكة.

وتستطيع تركيا حتى الآن التعامل مع هذه الأعداد من اللاجئين على الرغم من المشكلات التي تقع بين الحين والآخر لكن تصاعد موجة مفاجئة من القتال هذا الأسبوع في مدينة حلب الشمالية - على بعد 50 كيلومترا فقط من الحدود مع تركيا - يشير إلى مخاطر نزوح موجة ضخمة من اللاجئين.

وانتقل سكان وجدوا انفسهم وسط المعارك في حلب - العاصمة التجارية الضخمة لسوريا - إلى مناطق اكثر أمنا في المدينة التي يقطنها نحو اربعة ملايين نسمة بدلا من التوجه إلى تركيا.

وقبل اقل من عشرين عاما فر مئات الآلاف من الأكراد العراقيين إلى الجبال التركية بعد حرب الخليج عام 1991 خوفا من هجوم محتمل لقوات صدام حسين بالغازات السامة. 

ي ذلك الحين لجأت تركيا لحلفائها الغربيين الذين فرضوا حظرا للطيران فوق شمال العراق بما يسمح للاجئين بالعودة.

وفي الأزمة السورية اشارت تركيا اكثر من مرة إلى انها قد تعمل لمنع اي موجة ضخمة من اللاجئين لكنها لم تعلن عن الاجراءات التي قد تتخذها ماعدا السعي للحصول على موافقة مجلس الامن التابع للامم المتحدة او على الأقل تأييد حلفائها في حلف شمال الاطلسي لأي شكل من اشكال التدخل.

وشددت تركيا من اجراءاتها العسكرية على الحدود بعد ان اسقطت سوريا طائرة حربية تركية في ظروف متنازع عليها الشهر الماضي لكنها لم ترد على هذا الحادث بشكل مباشر.

وقال مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته 'المنطقة العازلة والممرات الانسانية والملاذ الآمن كلها افكار غامضة ستتطلب قرارات دولية.

'لا شك أن عدوانا من جانب سوريا قد يكون نقطة تحول او موجة هائلة من اللاجئين. والسيناريو الآخر هو الانهيار الكامل للنظام في سوريا. سنعيد النظر في اجراءاتنا على طول الحدود لحمايتهم.'

وفي الوقت الحالي يبدو الزعماء الأتراك قلقين لكنهم يركزون بشكل اكبر على التعامل بشكل افضل مع اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا بالفعل.

وقال بشير اتالاي نائب رئيس الوزراء يوم الثلاثاء بعد مناقشة مسؤولين كبار في انقرة مشكلة اللاجئين والاضطرابات التي وقعت في الآونة الاخيرة في المخيمات 'لا نتوقع اي موجة غير عادية. لكننا نتخذ الاحتياطات في حالة وقوع مفاجآت.'

وبعد عقود من العلاقات المتوترة نجح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في تحسين العلاقات مع سوريا حتى تجاهل الأسد نصيحته العام الماضي بتخفيف حدة الانتفاضة باصلاحات جذرية وبدلا من ذلك أرسل دباباته لإخماد الاحتجاجات المناهضة له.

وانضمت تركيا إلى عديد من الدول الغربية والعربية في مطالبة الاسد بالرحيل وتشعر بخيبة الامل لغياب التوافق الدولي على هذا المطلب مع معارضة روسيا والصين وايران والعراق لأي انتقال للسلطة في سوريا بالقوة.  

قال مسؤول تركي آخر طلب عدم الكشف عن هويته 'بصراحة لا اظن التحول الدبلوماسي محتملا في الوقت الحالي حتى على الرغم ان تركيا تأمل ذلك وتسعى إليه.'

واضاف 'وجهة نظري الشخصية هي اننا سنرى نهاية عنيفة للصراع لكن حتى هذه اللحظة لا ارى اي رغبة في التدخل من تركيا او من احد غيرها.'

وسيتوقف الامر كثيرا على نوع الحكومة التي تنشأ في النهاية من الحرب الأهلية في سوريا حيث من المتوقع أن تتصدى جماعات المعارضة المتسيدة على الأرض لأي محاولة لمعارضين سوريين يقبلهم الغرب في المنفى لتولي السلطة.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك