حكومة .. تخبز الخبز...!!
زاوية الكتابكتب يوليو 24, 2012, 5:52 م 1273 مشاهدات 0
حكومتنا هي أمنا الغالية الحنون.. التي تنظر للشعب بنظرة العطف والشفقة، وتشعر تجاههم بمشاعر الأمومة الرؤومة..
وكمواطنين.. لم نعرف في هذه الدنيا حائطا يحمينا ونستند عليه، ولا شجرة تظللنا غير حكومتنا الرشيدة..
فمنذ أن فتحنا اعيننا على الدنيا والحكومة 'شايلة همنا'.. بدءا من الميلاد في مستشفى حكومي، ثم التعليم في المدارس الحكومية.. والتعليم الجامعي الحكومي.. ثم الوظيفة الحكومية المضمونة.. ثم نظام التامين الاجتماعي الحكومي.. ونحن ما بين هذا وذاك نتنعم بالخدمات الصحية الحكومية.. ونظام الإسكان الحكومي.
كلام جميل.. ولكن هذا ليس كل شيئ..
حكومتنا توفر لنا الماء العذب، وتنير لنا بيوتنا بالكهرباء، وتمون منازلنا وتملؤها بالمواد الغذائية المجانية أو المخفضة. أما الحاجات الاستهلاكية فمن الجمعيات التعاونية الحكومية.. حتى انبوبة الغاز نشتريها من الحكومة.
حكومتنا تفعل لنا كل شيئ.. ولا تريد منا أي شيئ، حكومة كلها عطاء وحب وامومة.. حكومتنا الرشيدة العظيمة المعطاءة: تعلمنا، وتعالجنا، وتؤوينا، وتؤكلنا، وتخبز لنا الخبز والمكرونة..
أعطت وأعطت، حتى تزايد عدد الأبناء... واستمرت في العطاء.. بنفس الروح المعطاءة والحب والمودة.. حتى كبرنا وكثرنا ولا نزال ننعم في حضن هذه الأم العظيمة.
ماذا حدث بعد ذلك؟؟ أغصان هذه الأم المعطاءة امتلأت بالأعشاش، وتزايدت عليها الأحمال، وحملت فوق طيورها طيورا مهاجرة جديدة، والعبء تزايد على الشجرة الحكومية الوارفة الظلال.. حتى مالت الاغصان من وطأة الأعباء، وبدأت تنحدر نحو الأسفل تدريجيا، وينحدر عطاؤها، عطاؤها الذي بقي مستمرا.. ولكن!!!
اليوم، لا تزال الحكومة تقدم خدماتها، ولكنها تفعل ذلك وهي متعبة..
لا تزال تعلمنا،، ولكن بمناهج قديمة، او مستوردة ،، وبنظام تعليمي يتلاعب به المدرسون الخصوصيون، وتطبق فيه التجارب على أبنائنا عاما بعد عام.
لا تزال تعالجنا،، ولكن بخدمات طبية متذبذبة المستوى، تخترقها الواسطة احيانا والفساد احيانا اخرى.
لا تزال توفر لنا المساكن،، تلك البيوت التي تبقى حلما لأعوام طوال قبل أن تصبح حقيقة.
لا تزال تنير بيوتنا بالكهرباء،، ولكن مع خطر الانقطاع الذي قد يحدث في أي وقت..
أمنا الحنون.. عذرا.. أطلقي إسارنا من قيودك، واتركينا نكتشف الحياة لوحدنا.. كيف يمكن ان تكون؟؟ لن نخرج عن طوعك ولن تقل فينا مشاعر الحب والولاء لك.. ولكن اتركي قيادة بعض مهامك إلى أجهزة أخرى كفؤة في القطاع الأهلي، أجهزة وطنية وشابة، لتقديم هذه الخدمات بطريقة مختلفة، على امل العودة بالخدمات التي انحدرت عن مستواها إلى الوضع الطبيعي، وللنهوض ببعض جوانب التنمية في بلدنا الحبيب الكويت.
كوثر المسلم
تعليقات