'مدفع الإفطار' جاهز، ارمي
منوعاتتقليد تاريخي بدأ في الكويت بعهد مبارك
يوليو 23, 2012, 5:12 ص 5728 مشاهدات 0
يتوافد على قصر نايف في العاصمة الكويت على مدى ايام شهر رمضان المبارك جمهور من الكبار والصغار لمشاهدة لحظة انطلاق مدفع الافطار في تقليد توارثته الاجيال منذ عهد الشيخ مبارك الصباح (الكبير) الحاكم السابع لدولة الكويت.
وحول تاريخ استخدام مدفع الافطار في الكويت يذكر الفلكي والمؤرخ عادل السعدون في كتابه (موسوعة الاوائل الكويتية) ان علي بن عقاب بن علي الخزرجي هو اول من قام باطلاق مدفع رمضان في الكويت وقد تعلم رماية المدفع من العثمانيين.
واوضح السعدون انه في عهد الشيخ مبارك الصباح عهد الى بن عقاب اطلاق المدفع وقتي الفطور والسحور حيث كان يطلق طلقتين في كل وقت ثم اصبحت طلقة واحدة في عهد الشيخ احمد الجابر الصباح وفي المناسبات كالعيد تطلق سبع طلقات وعند زيارة الحكام والضيوف الكبار تطلق 21 طلقة.
واضاف ان موقع المدفع يسمى (سيف الطوب) وهو حاليا موقع وزارة الخارجية بجوار قصر السيف وكانت توجد عند المدفع سارية العلم (البنديرة) وهذا المدفع اهدته الحكومة البريطانية الى الشيخ مبارك الصباح وفي عام 1951 سلمت مسؤولية المدفع الى الامن العام.
ومن جانبه قال الباحث في التراث الشعبي صالح المسباح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان من الذكريات المحببة في شهر رمضان عند اهل الكويت تجمع الشباب والاطفال يوميا قبيل مغيب الشمس لرؤية اطلاق مدفع الافطار.
واوضح المسباح ان مدفع الافطار في الكويت يطلق عليه اسم (الواردة) باللهجة المحلية وقد كان المتجمعون يطلقون صيحات التكبير والتهليل في الماضي عندما يطلق المدفع.
واضاف ان مدفع الافطار عادة رمضانية بدأت في العاصمة المصرية القاهرة ومنها انتشرت الى بعض الدول العربية ومنها الكويت اذ ان صوت المدفع وقت اذان المغرب يثير في النفس حميمية تراثية وله خاصية مميزة عند اهل الكويت وايضا في العالم الاسلامي بشكل عام.
وقال المسباح ان دخول اول مدفع للكويت كان في عهد الشيخ مبارك الصباح في عام 1907 وليس معروفا نوع المدفع ويقال ان الشيخ مبارك الصباح قبل المدفع كهدية من حاكم ايران في ذلك الوقت.
واضاف ان الكويتيين اعتادوا معرفة وقت الافطار منذ ثلاثينيات القرن الماضي من خلال سماع صوت مدفع رمضان عندما كان موقعه في قصر السيف ثم انتقل بعد ذلك في عام 1953 الى موقعه الحالي في قصر نايف في محافظة العاصمة.
وذكر انه في بداية الستينيات اسندت الى الجيش مهمة اطلاق المدفع لاعلان موعد الافطار حيث تم وضع مدفعين الاول في قصر السيف والثاني في قصر نايف وهما من نوع 25 رطلا ومصنوعان في انكلترا حيث كان يتولى الجيش الكويتي احضار هذا المدفع الى قصر نايف قبل شهر رمضان المبارك.
وقال انه من غير المعروف على وجه التحديد متى بدأ هذا التقليد في الدول الاسلامية اذ هناك العديد من القصص التاريخية التي تتباين حول تاريخ بداية هذه العادة الرمضانية فبعضهم يرجعه الى عام 859 هجرية والبعض الآخر يرجعه الى ما بعد ذلك بعشرات السنين وبالتحديد خلال حكم محمد علي باشا الكبير لمصر.
وبين ان من الروايات المشهورة ان والي مصر محمد علي اشترى عددا كبيرا من المدافع الحربية الحديثة وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجرى الاستعدادات لاطلاق احد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويا في نفس لحظة غروب الشمس فتصور الصائمون ان هذا تقليد جديد واعتادوا عليه وسألوا الحاكم ان يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقتي الافطار والسحور فتحول اطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميا الى ظاهرة رمضانية في مصر.
واضاف ان هناك رواية اخرى عن المدفع تعرف باسم (الحاجة فاطمة) وترجع الى عام 859 هجرية حيث كان يتولى الحكم في مصر وال عثماني يدعى خوشقدم وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق الماني وكان الاختبار يتم في وقت غروب الشمس فظن المصريون ان السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لابلاغهم بموعد الافطار.
واشار الى انه لما توقف المدفع عن الانطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان فلم يجدوه والتقوا زوجته (الحاجة فاطمة) التي نقلت طلبهم الى السلطان فوافق عليه فأطلق بعض الأهالي اسم (الحاجة فاطمة) على المدفع.
تعليقات